* حارس الازدهار " سبيد س " يغرقان في البحر الأحمر * المنظومة الصاروخية اليمنية تفرض معطيات عسكرية قتالية في المنطقة * الثبات في الموقف اليمني يفرض على أمريكا الحسابات الوطنية . حين تعرض الصهاينة الى ضربة مزلزلة في طوفان الأقصى في 7 أكتوبر انقلبت الموازين و قامت الارض ولم تقعد , فقد تداعت رموز الطواغيت في أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليونان وهولندا.. الى موقف واحد مشوه ومعقد .. فقد وقع الضرر كما يعتقدون على الصهيونية داخل وجودها وعلى الكيان القائم في الارضي الفلسطينيةالمحتلة .. لقد عملت المقاومة الاسلامية وعلى رأسها حماس والجهاد على فرض معادلة استباقية لضرب الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر وما نتج عن تلك الضربة الاستباقية لحماس والجهاد في غزة دفعت الصهاينة والمتعصبين إلى حافة الجنون الذين اطلقوا عملية إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة في مضمار حملة صهيونية لم تتوقف حتى اليوم . وهذا ما دفع اليمن الى اتخاذ موقف مبدئي بدعم واسناد غزة مهما كان الثمن فجاء التحرك اليمني عبر منظومته الصاروخية والطيران المسير وعبر تكتيكات قتالية نوعية اذ استخدمت الصواريخ البالستية لضرب اهداف متحركة ونعني السفن والفرقاطات المبحرة في البحر العربي وخليج عدن وفي البحر الأحمر امتدت حتى المحيط الهندي.. وهذا شكل عبئاً ثقيلاً على أمريكا وبريطانيا اللتين تصدرتا الموقف وتطوعتا في الدفاع عن الكيان الصهيوني تحت مسميات وادعاءات لامعنى لها , وبل ومكشوفة .. وفي هذا المضمار تداعت أمريكا وتابعتها اوروبا إلى انقاذ الصهيونية وإسناد تل أبيب حيث تأكد لهما ان صنعاء وقيادة اليمن قد اتجهت بثقلها وقوتها الصاروخية الى توجيه ضرباتها المتعددة على السفن والبوارج الحربية في البحر الأحمر والبحر العربي وفي مضيق باب المندب وخليج عدن وبعد ضربات متوالية حققت اليمن حصاراً بحرياً ضد الكيان الصهيوني الذي طالته ازمات اقتصادية عديدة منها ضعف وفقدان سلاسل التوريد للعديد من شركاته .. ولهذا ما دفع أوروبا وأمريكا الى تشكيل قوة بحرية للدخول الى البحر الأحمر وخوض مواجهة بحرية مع اليمن وقيادتها وشعبها .. ومن هذا المنطلق سارع الاتحاد الاوروبي في 19 فبراير 2024م الى انشاء قوة بحرية جديدة تحت مسمى خطة " سبيدس" كان هدفها المعلن حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وكان واضحاً ان الخطوة الاوروبية انما تأتي في سياق يغلب عليها تصاعد التحديات الامنية والجيوسياسية في منطقة حوض البحر الاحمر إثر إقدام اليمن بإنجاز وتنفيذ عمليات عسكرية بحرية هجومية في مثل هذا المجرى الملاحي الجيوستراتيجي في عملية عسكرية معلنة عنوانها الدفاع عن المظلومية الفلسطينية التي شهدتها وتشهدها غزة المحاصرة كواحدة من التداعيات المؤلمة التي خلفها الصهاينة في حربهم العدوانية العبثية ضد اهل غزة واطفالها .. ومن الاهمية بمكان ان نشير هنا إلى ان هذا التحرك التحالفي البحري الاوروبي قد جاء على خلفية المسارعة الامريكية بإنشاء وتأسيس تحالف بحري تحت مسمى حارس الازدهار في 19 ديسمبر 2023م .. ومثل هذا النشاط المشبوه يؤكد ان الاملاءات الصهيونية كانت ترى الاسراع لقيادة مواجهة مباشرة مع قيادة صنعاء .. ويسود الادراك العام ان الاتحاد الاوروبي ينطلق في عمليته في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي التي اسميت [سبيدس ] وهو مسمى يوناني يعني الحماية أو الدرع قد حددت له ميزانية 8 ملايين يورو.. ورسمت له خارطة نشاط عسكري من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب .. واختير مقر قيادة هذه العمليات في لا رسيا باليونان وبحسب مراقبين عسكريين فان أوروبا سعت تحت خطة "سبيدس" نحو فرض وجود عسكري اوروبي موازٍ للوجود البحري الأمريكي .. حيث يسعى الاتحاد الاوروبي الى تأسيس وجود امني واوروبي في البحر الاحمر إذ ان حساباتها لا تقف عند تحديات هذه المرحلة وانما تمتد هذه الحسابات لتشمل الترتيبات لوجود اوروبي دائم في حوض البحر الأحمر وفق ما تعلنه الدوائر الاوروبية انها لغرض تعزيز الامن البحري وبناء شراكات أي اتفاقات تعاون عسكري امني مع دول المنطقة .. ولكن هناك من يؤكد ان هذا العبء العسكري البحري الاوروبي اطلق ارضاءً للصهيونية التي سبق لها ودفعت بأمريكا ودول اخرى متحالفة معها الى البحر الاحمر تحت مسمى "حارس الازدهار" في اطار مهام أمنية مشتركة مع "اتالانتا" و " اجينور" .. فقد اطلق الاتحاد الاوروبي عملية اتالانتا عملية عسكرية حددت ظاهرياً لها مهام مواجهة القرصنة في سواحل الصومال مع البحر الأحمر .. وتشير معلومات ان عملية " يونا فغور اتلانتا " كانت قد انطلقت في ديسمبر العام 2008م بمشاركة ثماني دول اوربية هي المانياواسبانيا والسويد واليونان وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا بدأت بقيادة بريطانية ثم جرى تداول قيادتها الى اليونان ثم اسبانيا ثم هولندا حيث احتوت في البداية على ست سفن سطح وثلاث طائرات استطلاع بحري شملت 1200فرد على تلك السفن ورغم ان عملية اتالانتا كانت قد اطلقت لمواجهة القرصنة البحرية في سواحل الصومال .. نراها مؤخراً تبدي اهتماماً بما يجري في اليمن حيث اطلقت نداءات للسفن الصهيونية والامريكية والاوروبية من خلال تحذيرها من الطيران المسير اليمني الذي يستهدف الملاحة الصهيونية .. عندما استهدفت الطائرات المسيرة اليمنية سفينة ( ماسك أوريون ) في المحيط الهندي .. ومن الواضح ان الاحداث المأسوية والمؤلمة في غزة وحرب الابادة والفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين , وتحرك اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي قد فرض على امريكا واروبا تحديات جدية وحتم عليها ان تعيد حساباتها بعد أن استفحلت ظاهرة " التمرد الطلابي الجامعي " في العديد من الجامعات الامريكية والاوروبية .. وبدلاً من ان تتجه طواغيت امريكا واوروبا لا يقاف الحرب العدوانية والعبثية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب ضد ابنا فلسطين في غزة ذهبت إلى عسكرة البحر الأحمر والبحر العربي , واتخذت من التطورات الامنية مبررات لغرض وجود عسكري اوروبي مواز للوجود الاجنبي الامريكي وفتحوا الباب لمنافسة اجنبية واضحة في حوض البحر الأحمر .. واجمالاً .. الصهيونية كفكرة وثقافة تتعرض للتأكل وبدأت ساحة رفضها تتوسع في أمريكا وأوروبا .. وربما ستشهد في العقود القلائل القادمة انهياراً وافلاساً للنظام الصهيوني.