تحديات عديدة بدأت تفرض نفسها على اليمن ولم يعد الهروب منها مغنماً , بل توجب ان يتحرك الجميع في اطارها لإنجاز استحقاقات كثيرة تحتاجها اليمن وهي تبحر في يم التحولات العديدة .. فالتحدي الأمني المخابراتي بدأ يطل برأسه في هذه المرحلة بعد أن شعر العالم ان مواجهة اليمن عسكرياً واقتصادياً اصبح في حكم المستحيل وخاصة بعد أن فشل ( حارس الازدهار ) ونتيجة (( سبيدس أوروبا )) الى المجهول بعد شكاوى قائده بانه لن يتمكن من أداء عمله واستمراره في البحر الأحمر . ومن هنا يجب أن نعي لماذا تحركت المجاميع المخلة بأمن الوطن والمواطن وبالسير نحو التخريب والتجسس والاخلال المخابراتي بإنشاء شبكات مخابراتية لكي تقوم بالعمل الذي فشلت فيه الاساطيل البحرية والسفن والطائرات التي ظلت تمارس غوايتها التخريبية في استهداف العديد من المناطق اليمنية في اطار بنك اهداف حددته لنفسها في اليمن ولاسيما بعد أن اقفلت البحار أمام الملاحة الصهيونية أو الملاحة المرتهنة للحسابات الصهيونية وضياع هيبة امبراطورية واشنطن ولندن اللتان ظلتا تتوسلان لأكثر من دولة نافذة حتى توسلت بالصين وسعت للضغط على إيران .. ومؤخراً حشروا روسيا في مثل هذه الاشكالية , ولكن ثبات القيادة اليمنية وصدقها أوصل الطاغوت الامريكي والبريطاني الى طريق مسدود , فمن ناحية الصهيونية ظلت سادرة في غيها ولها حساباتها الجيوستراتيجية والعقيدية , ومن ناحية اخرى دواعي ضغوط الانتخابات الأمريكية والرغبة في الاستحواذ على النفوذ في ظل صراعات النفوذ بين الكبار واشنطن وبكين وبرلين وطوكيو ولندن في إطار المنافسة الاقتصادية المحتدمة بينهما . وفي الاجمال ما يجري هو صراع ارادات وصراع مصالح ... وصراع فرض نفوذ واطماع في المنطقة وهذا يضاعف الكلفة ويضاعف الثمن الباهظ الذي تدفعه وسوف تدفعه المنطقة .. خاصة وأن الصهاينة بعد 7 اكتوبر قد وجدوا أنفسهم امام تحدي وجود بعد أكثر من خمسة وسبعين عاماً من الاستيطان ومن الصراع والقتل والتدمير وسيبقى العالم ينتظر تطورات الموقف اليمني بشأن البحر الأبيض المتوسط .. لاسيما وان هذه المرحلة سوف تثير جنون الغرب لأنه تحدي يطال وروبا وبحرها المتوسط ويضع الحركة التجارية والاقتصادية امام محك حقيقي وامام تهديد لا يستهان به .. والمنتظر أن تشهد أبواب جهنم تفتح على المنطقة ولنا أن نتساءل هل وضعت القيادة اليمنية كله هذه المعطيات في حساباتها وهل أعدت عدتها لتواجه العواقب والنتائج وخاصة ان اوروبا سوف يصلها التأثير المباشر بعد أن عانت من اغلاق البحر الأحمر والعربي .. ان القيادة اليمنية تسير باطمئنان في الطريق الذي أعلنته وحرصت على ان يكون مؤثراً في مختلف المستويات لا تعبأ بتهديد ولا تضع بالاً لأية اعمال قتالية عدائية وتتحمل عن طيب خاطر تضحيات عديدة مقابل موقفها المبدئي من الصراع القائم ومن التوحش الامبريالي لواشنطن ولندن وتل أبيب ويتدارس اليوم المحللون الغربيون وغيرهم التبعات المنتظرة من المرحلة الرابعة من التصعيد وكيف تكون المسلكية الاوروبية تجاه التحديات الناشئة عن التصعيد المنتظر .. وهي التي لم تفيق بعد من شدة ما عانت في المجرى الملاحي العربي والبحر الاحمر والمحيط الهندي وحقيقة ان الضغوط الاقتصادية على اوروبا قد وصلت الى حد لا يطاق وبدأ يعي جيداً ان دعمه واسناده للصهيونية اصبح عالي الكلفة واذا استمرت الضغوط الاقتصادية والحصار البحري فان نتائج عديدة سوف تنشأ ستعيد للمنطقة بعض توازنها المفقود .. ويمكن الاشارة الى بعض النتائج لعل أبرزها : أولاً : تشجيع دول اوروبية باتجاه موقف متوازن من الصراع العربي الصهيوني . ثانياً : سيعيد القضية الفلسطينية الى واجهة الاهتمام العالمي في سبيل إيجاد حلول متوازنة . ثالثاً : عدم الانسياق الاوروبي خلف حسابات الكيان الصهيوني الذي يبالغ بضغوطه على اوروبا لابتزازها بالهولوكوست المزعوم .. رابعاً : سوف تعاد التحالفات الاوروبية وخاصة بعد أن وصلت الحرب الروسية الاوكرانية إلى ذروة الانهيار , وبدء فشل الغرب في اوكرانيا .. ونجاح روسيا في تجاوز تحديات تلك الحرب. خامساً : بدء اللوبيات العربية في المجتمعات الغربية تضع خطواتها الاولى للتأثير على القرارات الجيوسياسية في اوروبا وفي الغرب عموماً .. . سادساً : اتساع المظاهرات الطلابية في الجامعات الامريكية وامتدادها الى جامعات اوروبا .. التي شجعت وسوف تشجع قوى سياسية وأوروبا على احداث متغيرات جوهرية في السياسات الاوربية تجاه المنطقة رغم تعنت النخب السياسية التقليدية الحاكمة في اوروبا وفي الغرب عموماً . لهذا فإننا سوف نرى هجوماً مخابراتياً اوروبياً وصهيونياً في محاولات لن تتوقف في احداث اختراق الجوار اليمني إذ سوف تعتمد على المليشيات وعلى القوى المناوئة التي تدين بالتحالف وبالولاء لأمريكا ولأنظمة اقليمية عربية تضع نفسها كخادمة للأجندة الصهيونية , بدءاً من حملة التطبيع ووصولاً إلى تشكيل ستاراً وسياجاً يحمي هذا الكيان الغاصب كوسيلة وجواز سفر إلى علاقات شراكة مع الغرب ومع الغرب الاوروبي الذي يشترط خضوع الدول العربية للتطبيع مع الصهاينة باعتبارها البوابة التي توصل إلى محبة الغرب وشراكته . ومن هنا يجب التنبه من اية اختراقات أمنية ومن انتشار شبكات التجسس التي لن تتوقف في اطار المواجهة بين اليمن وبين الغرب المتعصب مع الحسابات الصهيونية .