تبنت إيران عدة استراتيجيات جديدة تتعلق بمحور المقاومة وتعزيز قدراتها العسكرية التي تحولت نحو نموذج أقل مركزية بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني، حيث سعت إيران إلى تطوير نموذج جديد لمحور المقاومة بموجب طلب من الشركاء في هذا المحور على العمل بحرية في الرد بشكل أكبر وتأثير أكبر وهذا التحول يهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية والاقتصادية لهؤلاء الشركاء وتصعيد الردود العسكرية لإيران التي تعمل على تكثيف استراتيجياتها العسكرية بما في ذلك الانتقال من عمليات اغتيال رمزية إلى استهداف مباشر للمدن الإسرائيلية وهذا يشير إلى تحول في عملية الصراع، حيث تسعى إيران إلى زيادة الضغط على إسرائيل دون الانخراط في حرب تقليدية والتسريع في تطوير القدرات النووية في ظل التهديدات المتزايدة، وهناك دعوات داخل النخب الإيرانية لإعادة تقييم السياسة النووية مع التركيز على السعي للحصول على القنبلة النووية كإجراء دفاعي وهذا يعكس قلقًا من التهديدات الأمنية ويعزز من موقف إيران في مواجهة الضغوط الخارجية وتعزيز التحالفات الإقليمية تسعى من خلالها إيران لتعزيز تحالفاتها مع فصائل المقاومة في المنطقة، مما يعكس رغبتها في توسيع نفوذها وتأثيرها في الصراعات الإقليمية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي أظهرت محدودية فاعلية استراتيجياتها السابقة، وفيما يخص الرد على الاغتيالات بعد اغتيال هنية. استنكر القادة الإيرانيون الحادثة وتوعدوا بالرد القاسي. مما يشير إلى أن إيران قد تتبنى استراتيجيات انتقامية مباشرة ضد إسرائيل أو حلفائها وهذه الاستراتيجيات تعكس تحولًا في كيفية تعامل إيران مع التهديدات، وتظهر رغبتها في تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وهي التحديات التي تنذر باندلاع حرب إقليمية نتيجة لاغتيال إسماعيل هنية والأحداث المرتبطة به حمل عدة مخاطر محتملة، منها: الرد الإيراني الذي قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات المسلحة في المنطقة، حيث قد تشن إيران هجمات منسقة عبر شركائها مثل حزب الله وأنصار الله، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب شاملة تشمل عدة دول.وتوسيع نطاق الحرب قد يجر دول أخرى إلى الحرب سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر وقد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب لتشمل دولًا مجاورة مثل العراق وسوريا ولبنان، فيزيد ذلك من تعقيد الوضع الأمني على كيان العدوان والدول العربية المطبعة بالدرجة الأولى.. والتأثير على الأمن الإقليمي والدولي وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ويزيد من التوترات بين القوى الكبرى مثل الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وكوريا. وهذا ما ينذر بأن تؤدي الحرب إلى خلف أزمة إنسانية كبيرة، حيث سيتأثر المدنيون بشكل كبير من جراء النزاعات، وتزايد أعداد النازحين واللاجئين، وستؤدي العمليات العسكرية إلى تدمير البنى التحتية في دول المنطقة، مما سيؤثرسلباً على الاقتصاد والتنمية في المنطقة لسنوات قادمة ولربما قد يؤدي الصراع إلى زيادة التطرف في المنطقة، حيث يمكن أن تستغل الجماعات المتطرفة الفوضى الناتجة عن الحرب لتعزيز نفوذها وزيادة تجنيدها مثل (القاعدة) وتعمل الدول الداعمة لها على تنشيطها بشكل أكبر لتكون خط الدفاع الأول عنها.وسيكون من نتائج ذلك اضطرابات في أسواق النفط والغاز، فيؤثر ذلك على الاقتصاد العالمي ويزيد من أسعار الطاقة بشكل عام.. ولذلك فإن اندلاع حرب إقليمية نتيجة لهذه الأحداث يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.