سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضابط وحدة العمل الطوعي بمؤسسة بنيان التنموية عبدالقادر الديلمي ل"26سبتمبر":العمل الطوعي .. الأساس الفعال نحو نهضة المجتمعات المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي
في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها اليمن جراء العدوان والحصار، يبرز دور المؤسسات التنموية في تعزيز العمل التعاوني والمجتمعي، في السياق، حاورنا ضابط وحدة العمل الطوعي بمؤسسة بنيان التنموية، عبدالقادر الديلمي. وفي الحوار تحدث الديلمي عن الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للعمل التطوعي، وأهمية تعزيز روح المبادرة المجتمعية لمواجهة الأزمات الاقتصادية الراهنة، الحوار يناقش كذلك رؤيته حول سبل تفعيل الجهود التطوعية لتحقيق التنمية المستدامة واستعادة الاستقلال السياسي والاقتصادي لليمن في هذه الأوقات العصيبة. فإلى التفاصيل:- حاوره : يحيى الربيعي * ما هي أهمية اليوم العالمي للتطوع، وما الدوافع التي تؤدي إلى إحيائه في السياق اليمني؟ ** يُعتبر اليوم العالمي للتطوع، الذي يُحتفل به في الخامس من ديسمبر من كل عام، مناسبةً مهمة تُبرز دور المشاركة المجتمعية في تعزيز التنمية والخدمات، يهدف هذا اليوم إلى تحفيز المجتمعات المحلية، وخاصةً في القرى، للتركيز على مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، ودعم الانخراط في الجمعيات التعاونية، يسعى إحياء هذا اليوم إلى بناء أطر إنتاجية وتسويقية تسهم في تحقيق نهضة زراعية شاملة، مما يعزز الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، ويجعل اليمن بلداً حراً يمتلك قراره، تأتي أهمية اليوم العالمي للتطوع أيضًا من كونه فرصة لدعم الأسر الفقيرة وتحسين أوضاعها الاقتصادية، مما يمكّنها من تحقيق الاستقلالية في إدارة شؤونها. في السياق اليمني، يتسبب العدوان والحصار في ظروف قاسية تدفع الشباب إلى التطوع، بالإضافة إلى ذلك، ساهمت السياسات السابقة في نشر ثقافة الاتكالية والاعتماد على المساعدات الخارجية، مما أدى إلى تراجع الجهود التنموية والاقتصادية وتأخير الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة وكوادر الشعب. تُعزز فكرة التطوع كوسيلة لتحفيز الأفراد على استخدام الموارد المتاحة، ونشر الوعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال تعزيز العمل التعاوني والاجتماعي، يمكن للمجتمع التخلص من الاتكالية، والعمل نحو الاعتماد على الذات من خلال مبدأ "نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"، يتطلب ذلك توحيد الجهود في مبادرات مجتمعية تساهم في التنمية، متأثرةً بتجارب الأنبياء الذين كانوا نموذجًا في الإحسان والعطاء. * انطلاقاً من طرحكم، من هو المتطوع وما الدور المناط به في هذا السياق؟ ** المتطوع هو فرد انطلق ذاتيا في خدمة المجتمع بدوافع ذاتية (بفكرة أو جهد أو تقديم خبرات او القيام بالمبادرات)، على ان تقوم مؤسسة بنيان وعبر منهجيتها، بالتعاون مع السلطة المحلية والأطر المجتمعية باختياره لتدريبه على أساسيات العمل الطوعي والمشاركة المجتمعية والتوعية وإكسابه مهارات قيادية تمكنه من أن يصبح فارسا قادر على تحريك عجلة التنمية في منطقته، ويُعنى المتطوعون الذين تم تدريبهم بالانطلاقة نحو تعزيز الجهود التنموية خاصةً في القرى والمناطق النائية، لإطلاق المبادرات التنموية والخدمية وتوعية المجتمع بأهمية الجمعيات التعاونية وتكوين الأطر لها. يتمحور دور المتطوعين حول هدف رئيسي يتمثل في إنشاء أطر إنتاجية وتسويقية تسهم في تحقيق نهضة زراعية شاملة، تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، مما يساعد اليمن على استعادة حريته واستقلال قراره الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط التطوع بمبادئ العطاء والإحسان، حيث يربط الفرد عمله بتقدير الله وثوابه، يساهم المتطوعون في نشر الوعي حول القيم الصحيحة ويعملون على دحض المفاهيم المغلوطة التي تروجها بعض القوى العالمية، مثل ثقافة الاتكالية وانتظار المساعدات.. علاوة على ذلك، يُتوقع من هؤلاء المتطوعين (فرسان التنمية) يوجهوا مجتمعاتهم ويستنهضوا طاقاتهم في كل المجالات، من خلال تعزيز الوعي بكيفية تفعيل الموارد المتاحة، وتوجيه الإمكانات المادية والبشرية نحو العمل والإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات، في النهاية، يسعون لتشكيل مبادرات يجمعون فيها الإمكانات ويفعلونها بما يعود بالنفع على الناس، وفق منهجية ذو القرنين لا يقتصر التطوع على افراد دون اخرين بل هو مسؤولية دينية على كل فرد في المجتمع بمختلف أعمارهم وخبراتهم وتعليمهم وقدراتهم وامكانيتهم فكما على الطالب دور والمزارع والعامل فهو واجب على المتخصص والطبيب والمهندس وغيره. * ما الفرق بين أدبيات العمل الطوعي في سياقها الإنساني، وأدبيات العمل الطوعي على هدى الله؟ ** كلا التطوع يحمل في ظاهره المعلن السياق الانساني لكن السؤال الصحيح ما هو الفرق بين التطوع التي تروج له المنظمات الدولية وبين التطوع بالمفهوم الإسلامي، حيث يتمثل الفرق في الأسس والدوافع والأهداف المرتبطة بكل نوع من التطوع. العمل الطوعي على هدى الله، ينبع من مسؤولية دينية واستجابة لله وايمان عميق طلبا لرضاء الله، والتطوع في كل المجالات مسؤولية كبيرة لنهضة المجتمع ويسعى عبر أعمال الإحسان إلى تحقيق التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، وتوجيههم إلى فكرة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، مما يؤدي بالنتيجة إلى استقلالية القرار الاقتصادي. بينما العمل الطوعي التي روجت له المنظمات فأهدافه مادية جافة بحته لاكتساب خبرة أو بناء علاقات أو استكمال فراغ في وقت الانسان وهذا بحذ ذاته قتل لروحية التطوع في المجتمعات وحوله الى وسيلة نفعية، ان العمل الطوعي على هدى الله يتعدى ذلك ليشمل الأبعاد الروحية والدينية، مما يولد إحساسًا أعمق بالمسؤولية ويتعلق بغايات سامية تأمل في رضا الله وتقرّب إليه من خلال الأعمال الخيرية والتطوعية، يُعد هذا الأمر عاملاً محفزًا لتحريك الأفراد نحو تعزيز قيم الإحسان، ويجعل كل الحياة مسؤوليات لنهوض بالأمة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. * ماذا تعني "الانطلاقة من هدى الله" في سياق العمل الطوعي والتنمية؟ تعني "الانطلاقة من هدى الله" التوجه نحو تحقيق الأهداف والغايات من خلال مبادئ وتوجيهات الدين الإسلامي، مع التأكيد على أهمية القيم الروحية والأخلاقية، في السياق الزراعي والتنمية، يُعتبر السير على هدى الله هو الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف في الثورة الزراعية، حيث يرتبط بتحقيق النصر والنجاح في مجالات التنمية واستدامتها. تُعتبر الانطلاقة من هدى الله مبنية على الإيمان بأن المجاهدين في سبيل الله مُعززون بأسباب النصر والتوفيق، هذا الإيمان يُحفز الأفراد للعمل بجد في التنمية الزراعية، وتوفير الأمن الغذائي، من خلال الالتزام بالقيم الإسلامية في الإنتاج والتصنيع والتنمية فيحدث توازن بين المنفعة الشخصية والمجتمعية والبيئية.. يُشير هذا المفهوم إلى أهمية العودة إلى القيم والتقاليد الراسخة التي كان يتمتع بها الآباء والأجداد في اليمن، مثل التعاون، التكافل، ونجدة بعضهم البعض. يُعتبر هذا العودة طريقة فعالة لمواجهة التحديات الحالية والعدوان الخارجي، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية. تشير الانطلاقة من هدى الله أيضاً إلى استجابة المجتمع اليمني للعدوان المتواصل من قوى خارجية، مثل أمريكا وإسرائيل، يتطلب هذا القيام بمبادرات مجتمعية والجد والعمل بأقصى الطاقات تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات الغذاء والملبس والدواء، يُعتبر كل فرد قادرًا على الزراعة، سواء كان ذلك بزرع القمح أو الخضروات، بمثابة جندي في مواجهة العدوان. يُعزز هذا الإطار من أهمية إحياء المبادرات المجتمعية التي تُعزز روح العمل التطوعي، العمل سويًا على تحقيق التنمية المستدامة يمكن أن يُسهم في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. عليه، تعني "الانطلاقة من هدى الله" تبني منهجية شاملة تُعزز من الهُوية الإيمانية وتربط العمل التنموي بالمبادئ الروحية، مما يُساعد المجتمع اليمني في التغلب على التحديات ويقوي من قدرته على تحقيق الاستقلال والازدهار. ماذا يعني لكم في مؤسسة بنيان التنموية شعار (يد تحمي، ويد تبني)؟ شعار "يد تحمي، ويد تبني" على قائلها الرحمة والرضوان والخلود هي رؤية المؤسسة التي تنطلق منها لتعزيز الصمود الوطني ضد أعداء هذا الشعب، فالنهوض الاقتصادي يأتي معززا لليد التي تدفع الاخطار عن هذا الوطن من خلال التركيز على الزراعة والاقتصاد المحلي كوسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من أجل ضمان الأمن والاستقرار، للتصدي لمحاولات اضعاف سيادة واستقلال وحرية وكرامة الشعب. هذه اليد التي عبر عنها الشهيد الصماد يد البناء هي روح الجهاد التنموي روح المقاومة والتضحية ورمز إلى جهود التنمية المستدامة وتعزيز القدرات الاقتصادية، المؤسسة تحاول تجسيد هذه الرؤية بزرعها في وعي المجتمع ليكون مجتمعا متعاونا منتجا مكتفيا ذاتيا، يوفر الشعار إطارًا للعمل يمكن أن يوحد جهود الأفراد والمجتمعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إنه يذكر المجتمع بأهمية التعاون والتكاتف في حماية الوطن وبناء مستقبل أفضل، يقوي من ملامح الهوية الزراعية اليمنية. بشكل عام، يعتبر شعار "يد تحمي، ويد تبني" رمزًا للعزيمة والإرادة التي يتمتع بها الشعب اليمني، وهو يبرهن على أن العمل الجماعي يمكن أن يحقق نتائج عظيمة في مواجهة التحديات، مما يدفع نحو تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي، إن ذلك يعكس التزام مؤسسة بنيان التنموية بقضية اليمن واحتياجاته، ويعزز من الرسالة التي تسعى لنشرها في المجتمع. * ما هي مراحل مسار التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني؟ ** إن مسار التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني في اليمن يشكل عملية تطورية تتسم بعدة مراحل، تعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى النظر إلى الاحتياجات الملحة للمجتمع. في البداية، كانت جهود الأفراد فردية وتحدث بشكل عشوائي، حيث كان المتطوعون يقدمون مساعدات مباشرة لمجتمعاتهم، مثل تقديم التعليم والرعاية الصحية. هذه المبادرات كانت تعتمد على تقديم خدمات بسيطة دون تنسيق، مما أدى إلى تأثير محدود ولكن مليء بالعزيمة، مع تطور الزمن، شعرت مجموعة كبيرة من المتطوعين بأهمية التنسيق بين الجهود، مما أدى إلى تشكيل مجموعات غير رسمية من المتطوعين. عملت هذه المجموعات، بشكل مؤقت، على مشاريع قصيرة الأجل مثل بناء المدارس أو صيانة الطرق، مما ساهم في تبادل الأفكار والخبرات، ومن ثم تحول العمل التطوعي إلى المرحلة الرسمية عندما بدأت البيوت التطوعية في التنظيم والتسجيل كمنظمات غير حكومية، تم تأسيس منظمات مثل "منسق بنيان"، التي حظيت بإطار قانوني وتنظيمي يساعد على تحفيز المجتمع وخدمة السلطات المحلية، في المرحلة الحالية، أصبح العمل التعاوني جزءًا رئيسيًا من ديناميكية التنمية في المجتمع، لم تعد جهود التطوع تقتصر على الأفراد، بل تمتد لتشمل جمعيات تعاونية تعمل على مشاريع تنموية وخدمية، تتحمل هذه الجمعيات مسؤوليات أكبر في وضع السياسات والمبادرات، حيث تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأسلوب منظم يتلقى دعم المجتمع وأفراد. وترتكز عناصر دعم التحول على تعزيز قدرات الأفراد عبر برامج تدريبية تسهم في تطوير مهاراتهم في إدارة المشاريع والتخطيط، ضرورة بناء شراكات مجتمعية مع الجهات الحكومية لتسهيل تنفيذ الخطط والمبادرات، زيادة الوعي المجتمعي حول فوائد العمل التعاوني وتطبيق مبدأ الشراكة في العمل، تشجيع تبادل الخبرات بين الجمعيات والتعاونيات لتعزيز الفائدة.. يمكن اعتبار مسار التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني في اليمن بمثابة نموذج يحتذى به، حيث يُظهر قدرة المجتمعات على التكيف مع التحديات والاستجابة لها بشكل إيجابي. يعد العمل التعاوني خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث يجمع بين الموارد والجهود لتحقيق نتائج ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل. * ما هي مراحل مسار خارطة التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني؟ * إن مسار التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني في اليمن يشكل عملية تطورية تتسم بعدة مراحل، تعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى النظر إلى الاحتياجات الملحة للمجتمع. في البداية، كانت جهود الأفراد فردية وتحدث بشكل عشوائي، حيث كان المتطوعون يقدمون مساعدات مباشرة لمجتمعاتهم، مثل تقديم التعليم أو الرعاية الصحية أو صيانة الطرقات أو أوعية حصاد مياه الأمطار كالبرك. هذه المبادرات كانت تعتمد على تقديم خدمات بسيطة دون تنسيق، مما أدى إلى تأثير محدود ولكن مليء بالعزيمة، مع تطور الزمن، شعرت مجموعة كبيرة من المتطوعين بأهمية التنسيق بين الجهود، مما أدى إلى تشكيل مجموعات غير رسمية من المتطوعين. عملت هذه المجموعات، بشكل مؤقت، على مشاريع قصيرة الأجل مثل بناء المدارس أو صيانة الطرق، مما ساهم في تبادل الأفكار والخبرات، ومن ثم تحول العمل التطوعي إلى المرحلة الرسمية عندما بدأت البيوت التطوعية في التنظيم والتسجيل كمنظمات غير حكومية، تم تأسيس منظمات مثل "منسق بنيان"، التي حظيت بإطار قانوني وتنظيمي يساعد على تحفيز المجتمع وخدمة السلطات المحلية. في المرحلة الحالية، أصبح العمل التعاوني جزءًا رئيسيًا من ديناميكية التنمية في المجتمع، لم تعد جهود التطوع تقتصر على الأفراد، بل تمتد لتشمل جمعيات تعاونية تعمل على مشاريع تنموية وخدمية، تتحمل هذه الجمعيات مسؤوليات أكبر في وضع السياسات والمبادرات، حيث تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأسلوب منظم يتلقى دعم المجتمع وأفراد. وترتكز عناصر دعم التحول على تعزيز قدرات الأفراد عبر برامج تدريبية تسهم في تطوير مهاراتهم في إدارة المشاريع والتخطيط، ضرورة بناء شراكات مجتمعية مع الجهات الحكومية لتسهيل تنفيذ الخطط والمبادرات، زيادة الوعي المجتمعي حول فوائد العمل التعاوني وتطبيق مبدأ الشراكة في العمل، تشجيع تبادل الخبرات بين الجمعيات والتعاونيات لتعزيز الفائدة. * ما الذي حققته مؤسسة بنيان على مسار تنمية قدرات ومهارات فرسان التنمية؟ ** أثبتت مؤسسة بنيان التنموية أهمية تنمية قدرات فرسان العمل الطوعي من خلال إنجازاتها اللافتة، حيث نجحت المؤسسة، خلال الأعوام من 1443-1445ه، في تدريب 16,992 فارسًا ورائدة ضمن برنامج فرسان التنمية، ليصل عدد المتطوعين والمتطوعات إلى 39,750 في مجالات متعددة، (فرسان البحوث، فرسان الري، فرسان الإرشاد، فرسان الإبداع، فرسان الهندسة، فرسان المحاسبة، فرسان الإقراض ...إلخ). * كلمة أخيرة؟ **إن الوضع في اليمن يتطلب منا جميعًا وعيًا واهتمامًا بالغين بالتحديات التي تواجه بلادنا في ظل العدوان المتواصل، إن العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل يسعى بكل جهده لإخضاعنا وإضعاف استقلالنا السياسي، مما يستدعي من كل فرد في المجتمع اليمني مسؤولية وطنية ودينية تفرض الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه التحديات. إن مسار التحول من العمل الطوعي إلى العمل التعاوني يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الصمود وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يجب علينا تعزيز روح المبادرة المجتمعية وتبني استراتيجيات فعالة للنهوض بقطاعات الزراعة والصناعة، كسبيل لمواجهة الحصار والعدوان. دعونا نكون كتفًا بكتف، ويدًا بيد، لتحقيق هدفنا الوطني في تعزيز الاستقلال والحرية، كل جهد، مهما كان صغيرًا، يعد إضافة قيمة إلى مسيرتنا نحو النهوض، يجب أن نكون مستعدين لمواجهة التحديات القادمة، وخاصة في ظل التهديدات الاقتصادية التي تلوح في الأفق. لنستعد جميعًا لهذه المعركة الجديدة مجتمعين وبكل ما أوتينا من عزائم وإرادة، فالوطن يستحق منا كل جهد وتضحية، وعلينا أن نؤمن بأن النصر قادم، وأن بذور العمل الجاد والمثمر ستؤتي ثمارها بإذن الله.