يبرز الموقف اليمني بوضوح في معركة الكرامة رغم الحصار والعدوان المستمر، ويواصل اليمنيون تأكيدهم على إسناد فلسطين غير آبهين بالتحديات أو التهديدات وبرغم المتغيرات، فاليمن ماضٍ في دعمه لمظلومية الشعب الفلسطيني وفلسطين ستبقى بوصلة الأحرار مهما تخاذل المطبعين والجبناء. في مقابل ذلك تزايدت التحركات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية والبريطانية في المنطقة، حيث يبدو أن واشنطن ولندن تسعيان لتعزيز نفوذهما مع التركيز على تعطيل أي دور يمكن أن تقدمه العاصمة صنعاء لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، وزيارة السفير الأمريكي إلى قيادات المرتزقة والتي تزامنت مع زيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية للمنطقة، تكشف عن تصعيد دبلوماسي وعسكري يهدف إلى إعادة ترتيب أوراق الحرب على اليمن وتحويله إلى ساحة مواجهة تخدم المصالح الإسرائيلية. ورداً على الاعتداءات الأمريكية والصهيونية تنوعت الاستهدافات اليمنية داخل كيان العدو الصهيوني بين عسكرية استراتيجية وأخرى حيوية حساسة، فضلاً عن العمليات البحرية التي تتصاعد في سياق فرض الحصار وتشديده على ملاحة العدو الصهيوني والسفن الأمريكية، كما شهد هذا الشهر اشتباكات بحريةً عنيفة، واحد منها فقط استخدمت فيه القوات المسلحة اليمنية ستة عشر صاروخاً وطائرة مسيّرة، كما يُسجل الشهر تصاعداً ملحوظاً للعمليات الصاروخية ضد كيان العدو الإسرائيلي، وهي عمليات لوحظ فيها تزايد دقة الصواريخ اليمنية وكفاءتها وقدرتها التدميرية الكبيرة. فالهجوم اليمني الأخير يعد نقلة نوعية في مواجهة الكيان الصهيوني، حيث يكشف عن القدرة على تجاوز المنظومات الدفاعية التي طالما روج الاحتلال بأنها "غير قابلة للاختراق"، كما أن فشل هذه الأنظمة في اعتراض الصواريخ اليمنية يضع علامة استفهام على جاهزية الكيان في مواجهة الهجمات القادمة، وإلى جانب الأضرار المادية والبشرية يحمل هذا الهجوم دلالات سياسية وعسكرية عميقة، فهو يُظهر أن الكيان الصهيوني، رغم ادعاءاته بالتفوق التكنولوجي، يعاني من ثغرات إستراتيجية تهدد منظومته الأمنية بالكامل. إن تصاعد قدرات القوات المسلحة اليمنية يعزز من حقيقة أن الكيان الصهيوني الذي ينهار أمام ضربات دقيقة ومنظمة هو مجرد كيان هش، وفي سياق آخر شهدت الموانئ البريطانية إرباكا حادا بسبب الهجمات اليمنية المتزايدة في البحر الأحمر والبحر العربي أدى إلى ارتفاع كبير في عمليات الرسو الطارئة بالموانئ البريطانية بنسبة 86%، وفقًا لتصريحات بريطانية موثوقة، حيث أكدت تلك التصريحات أن القوات اليمنية رفعت من وتيرة هجماتها من واحدة أو اثنتين كل شهرين إلى ثماني هجمات يوميا. كذلك تشير تقارير من موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الهجمات اليمنية ضد إسرائيل لن تتوقف طالما استمرت الحرب في غزة، في ظل تضامن واضح من اليمن مع الفلسطينيين وتتنوع هجمات القوات اليمنية بين إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار واستهداف السفن في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، مما يعكس استراتيجية مركزة لتقويض الأهداف الإسرائيلية، حيث شملت الهجمات الأخيرة التي نفذتها استهداف ثلاث سفن ومدمرتين تابعتين للبحرية الأمريكية أثناء عبورهما خليج عدن، كما تقلصت حركة الملاحة في ميناء إيلات نتيجة ندرة السفن التي تدخل البحر الأحمر، ما تسبب بانهيار الاقتصاد الإسرائيلي.