هناك من يعتقد أن الله في ليلة القدر يقدر ويحسب كل شيء للسنة القادمة حتى ليلة القدر التالية في شهر رمضان الذي يلي هذا - استغفر الله العظيم - وكأن الله رئيس شركة كل سنة يراجع سلبيات وايجابيات السنة التي انتهت ويخطط للسنة القادمة بوضع آليات عمل معدلة والبعض يعتقد أن الله يضع مطبات وعراقيل قدام خلقه ويقدر عليهم مايريده الله وليس لهم خيار ثم يحاسبهم عليها .. هل نسي الناس أن الله يعلم ماكان وما يكون ويكتب ويقدر ماعلمه وليس ما الزمك بفعله وهل نسي الناس أن الإنسان في هذه الأرض مخير وليس مسير، مخير بين طريق الحق وطريق الشر... ويعلم ما يصلح عباده ويدعوهم إليه ويفتح لهم فرصاً للعودة في أيام مباركة مثل يوم الجمعة ومواسم عظيمة كأيام الحج وأشهر مباركة أهمها رمضان الكريم .. الأمر ليس كما تظن أن في ليلة القدر يكتب لك ما مقدر لك من الله إلزاما وغصبا عنك .. فكيف يقدر الله عليك أشياء ثم يعاقبك عليها أو يعطيك الثواب على ما لم تفعله برضاك .. الأمر ليس هكذا الأمر، رمضان شهر الله وفيه فرصة لكل مخلوق ذو عقل أن يصنع مستقبله من هذا الشهر إلى يوم القيامة وصناعة المستقبل أن تقبل على الله في هذا الشهر فيقبلك الله ويستجيب دعأك ويغفر لك .. فتكون أعمالك كلها محفوظة برعاية الله حتى يأتي رمضان التالي وليلة قدر أخرى فتزداد رقياً وطاقة إيمانية هذا بالنسبة للفرد، وبالنسبة للأمة لو كلها أقبلت على الله بالطاعة في رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمست واقع هذه التقوى في تقدمها العلمي وانتصارها القيمي والعسكري والاقتصادي وغيره كونها كتبت مستقبلها في شهر رمضان شهر الله هكذا يكتب الله مستقبل الأرض وربما الكون نتيجة لإقبال الناس عليه أو أدبارهم عنه وبما أن الفرد والأمة لم تقبل كما أمرها الله فهي موكلة لنفسها إن جمعت عناصر القوة انتصرت وإن تركتها تسلطت عليها الأمم التي تمتلك عناصر القوة وهذا هو الحاصل لهذه الأمة من بعد موت نبيها عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ..