ما من شك بأن يأتي تصاعُدُ العملياتِ العسكريةِ ليمن الإيمان والحكمة إلى عُمْقِ الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل العدو الصهيوني، واستهداف البارجات الأمريكية في البحر الأحمر تحتَ وطأةِ ضغط استراتيجي هائل، بعدَ شهر ونصفِ من العدوان الذي علَّق عليه الطرفانِ آمالًا كبيرةً في تحقيقِ نتائجَ "حاسمةٍ" إلى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية.. لأَنَّ هذا التصعيدَ لا يعكسُ فقط فشلَ العدوان الصهيوني والأمريكي والبريطاني، بل يُبرِزُ اتساعًا كَبيرًا في نطاق ووتيرة النيران اليمنية؛ الأمر الذي لا يعيد جبهة التحالف الأمريكي والبريطاني ضد شعب الإيمان والحكمة إلى المربع الأول، بل يلقي به بعيدًا وراء نقطة الصفر، حَيثُ يفرض خياراً إلى وقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة نفسها، مرة أُخرى، كحَلٍّ وحيدٍ وضروري؛ لتجنُّبِ تعاظم تأثير وحجم خطر جبهة الإسناد اليمنية. وما تلك الضربات الصاروخية بعيدة المدى التي وصلت إلى عُمق كيان العدو الصهيونيّ، وتسببت بإطلاق صافرات الإنذار في معظم أنحاء فلسطين المحتلّة، في إطار تصعيد كبير بدأته القواتُ المسلحة اليمنية خلال الأيّام الماضية وتضمَّن إطلاقَ عدد متزايد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة أَيْضًا، ولم يقتصر الأمرُ على زيادة وتيرة وعدد الضربات، بل شمل أَيْضًا توسيعَ دائرة النيران لتشملَ شماليَّ فلسطين المحتلّة بل لأنها تمتد إلى ما هو أكبر من ذلك خصوصاً في مثل هذه المرحلة. فمتابعة الخلايا النائمة والناعمة وغيرها لا يحتاج إلى دراسات أو تمارين في التعرف على هذه الخلايا أو تفكيكها بقدر ما هو يحتاج إلى إخلاص ومتابعة، فجميع هذه الثقوب السوداء معروفة ولها تاريخها. والمطمئن الأكبر أن جميع بياناتها معروفة ليس فقط لدى الأمن والمخابرات، ومن أولوياتهم، بل حتى لدى معظم الأحرار من أبناء الشعب اليمني والمجاهدين وهذا ما يشكل نقطة قوة تضاف إلى رصيد وعي الشعب اليمني وجبهة المواجهة. إضافة إلى كل ما سبق فقد كانت كلمة فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط خلال الأسبوع الماضي، والتي أشار فيها للعقوبة للعملاء يأتي ذلك إلى دليل كافٍ على خطورة مثل هذه الخلايا المتربصة بأمن وسلامة الوطن.. حفظ الله اليمن من كل شر ومكروه.