في عام 1989م توقع البعض أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ستنهار مثل أفغانستان لكنها بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني ظلت صامدة ومعافاة ولم تلين للحزب الاشتراكي قناة وظل شامخ لا يقهر.. وتواصلت أعمال برنامج الوثيقة النقدية التحليلية إلى 21مايو من عام 1990م كما أن الخطوات الوحدوية بين الشطرين تسارعت بشكل حثيث وكانت أول خطوة جادة بهذا الشأن هي الاتفاق على تنقل المواطنين بين الشطرين بالبطاقة الشخصية وقد بدأ هذا الإجراء في 30نوفمبر من عام 1989م بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للاستقلال الوطني المجيد. إلى هذا السطر استكملت المهم من الخواطر حول أو عن الوحدة اليمنية وأدلف في محطات الوحدة اليمنية بعض تلك المحطات جيدة وبعضها سيئة والبعض الآخر مدمرة وقبل الدخول في محطات الوحدة الحلوة والمرة أود تحليل وتقييم مراحل ما قبل الوحدة أو بالأصح ما قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهي الفترة من أربعينيات القرن التاسع عشر مروراً بالقرن العشرين ووصولاً إلى الربع الأول من القرن الواحد والعشرين الحالي. أهم التقييم الإيجابي أنه ومُنذ بداية القرن التاسع عشر وما قبل قبل قبله وما قبل الميلاد أن الشعب اليمني واحد أرضاً وإنساناً.. وفي زمن الاستعمار الأجنبي العثماني والبريطاني الذين جزءوا اليمن إلى شمال وجنوب ظل الشعب اليمني شعباً واحداً في دولتين وبعد الاستقلال وفي ظل النظام الجمهوري في الشطرين من الستينات إلى التسعينات ظل الشعب اليمني شعباً واحداً في دولتين دولة الشمال"جمركية" وهي المزج بين ملكية وجمهورية ودولة الجنوب ذات توجه اشتراكي ويساريين من الاقحاح. أما اليوم كلك نظر وقد مر الشمال والجنوب بعدة مراحل وهي على النحو التالي: المرحلة الأولى بالنسبة للشطر الجنوبي من الوطن من تاريخ 19يناير من عام 1839م إلى يوم الاستقلال 30نوفمبر 1967م مدة 128 عاماً وعشرة أشهر و14يوم وهي مدة الاستعمار البريطاني والمرحلة الأولى بالنسبة للشطر الشمالي من الوطن من عام 1849م وهو تاريخ الاحتلال العثماني الثاني إلى عام 1918م وهو تاريخ خروج العثمانيين من اليمن بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى. المدة 69عاماً وقد حكم الاستعمار العثماني الشطر الشمالي باسم الدين بينما حكم الاستعمار البريطاني الشطر الجنوبي باسم التحديث والعصرنة، البريطانيون والعثمانيون كلاهما كاذبان لكن البريطانيين كذبهم أهون كونهم يكذبون على الناس فقط أما العثمانيون فكانوا يكذبون على الله وعلى الناس وعلى كل حال الاستعمار الأجنبي مهما كان دينه أو جنسه كلاً منهما أوسخ وألعن من الثاني كون هدفهم واحد وهو استعمار الشعوب ونهب ثروات أراضيهم. المرحلة الثانية: بالنسبة للشطر الشمالي من الوطن فترة حكم بيت حميد الدين للشطر الشمالي من الوطن من عام 1918م إلى عام 1962م وقد حكموا باسم الدين.. الإمام يحيى حكم من عام 1918م إلى عام 1948م وقُتل عام 1948م والإمام أحمد بن يحيى حكم من عام 1948م إلى عام 1961م عندما أصيب بالرصاص في الحديدة أثناء محاولة اغتياله واستمر في الحكم وهو طريح الفراش ويعاني من جراح غائرة مدة 11شهراً بعد ذلك وتوفي في 19 سبتمبر عام 1962م ومن بعده ابنه البدر حكم لمدة أسبوع واحد فقط لا غير ثم قامت الثورة عليه. إن حكم الإمام يحيى ومن بعده ابنه أحمد كانت سلبياته أكثر من ايجابياته.. صحيح إن هيبة الدولة آنذاك كانت أفضل بكثير من هيبة الدولة في الوقت الراهن لكن إجمالاً الحكم ونظام الحكم في عهد بيت حميد الدين لم يكن بالمستوى المطلوب.. ولو يأتي لنا اليوم أحمد يا جناه جديد ويوجد حكم عادل وحياة كريمة سيقبله الناس ويطيعون حكمه.. أو يأتي لنا قمادي جديد جمهوري ويوجد حكم عادل وحياة كريمة سيقبله الناس ويطيعون حكمه.. فنحن المواطنون اليمنيون الذين أنهكتنا الحروب أو أي مواطن في العالم في هذا القرن الواحد والعشرين لم يعد يهمنا شكل الحكم ملكي أو جمهوري بقدر ما يهمنا هو أن يكون حكم عادل وحياة كريمة طال انتظارها وهي أمنية غالية نأمل أن تتحقق في القريب العاجل. يتبع العدد القادم