إسرائيل مُنذ نشأتها وهي تبني إستراتيجيتها العسكرية والسياسية على أساس التفوق المطلق وردع الخصوم بقوة الحديد والنار وظنت أن الدعم الغربي اللامحدود والتخاذل العربي والإسلامي سيجعلها السيدة المطلقة في المنطقة تستطيع أن تضرب وتقتل دون مواجهة رد حقيقي ولكنها اليوم وجدت نفسها في مأزق استراتيجي لم تحسب حسابه فكل حرب فتحتها تحولت إلى حرب مفتوحة ضدها وكل اعتداء نفذته عاد عليها بضربات أكثر إيلامًا. إسرائيل التي نشأت على دماء وأشلاء المسلمين في فلسطينولبنان تجد اليوم نفسها محاصرة من كل الجهات عاجزة عن تحقيق أي انتصار ومهددة بزوال وجودها بالكامل. فلأكثر من عامين غرقت إسرائيل في حرب غزة ولم تستطع حسم المعركة رغم استخدامها أقصى درجات الوحشية من القصف العشوائي إلى استهداف النساء والأطفال وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها وظنت أن التجويع والحصار سيكسر إرادة الفلسطينيين لكنها وجدت نفسها أمام مقاومة صلبة مستبسلة ومتجددة وضربات تتصاعد يومًا بعد يوم ووسط فشلها في غزة لجأت إسرائيل إلى سياسة توسعية عدوانية فشنت اعتداءات متكررة على لبنان وسوريا وإيرانواليمن معتقدة أنها تستطيع إخماد المقاومة في كل الجبهات دفعة واحدة لكنها لم تدرك أنها بذلك قد فتحت على نفسها أبواب الجحيم حيث أصبحت المواجهة إقليمية شاملة ولم تعد محصورة داخل فلسطين. ظنت إسرائيل أن بإمكانها إيقاف الضربات اليمنية عبر التحالف الدولي الذي قام بعدوان مباشر على اليمن ثم شنت بنفسها هجمات عدوانية على الأرض اليمنية ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا فالضربات اليمنية لم تتوقف بل تصاعدت بشكل متسارع حتى فرضت حصارًا بحريًا وجويًا وقد يمتد إلى حصار بري على الكيان الصهيوني. إسرائيل في جنونها اعتقدت أن استهداف إيران وقادتها العسكريين والعلماء النوويين سيؤدي إلى إضعاف المقاومة في كل الجبهات في فلسطينولبنانواليمن ولكنها لم تدرك حجم المغامرة التي دخلت فيها فنفذت إسرائيل عدوانًا غادرًا على إيران فجر الجمعة كانت تعتقد أنها توجه ضربة قاصمة للمقاومة وأن إيران ستتراجع خوفًا من المواجهة لكن الرد الإيراني جاء سريعًا حاسمًا ومزلزلًا في أقوى ضربة تتلقاها إسرائيل منذ احتلالها للأراضي العربية وسقطت صواريخ إيران فوق تل أبيب وتحولت المباني إلى أنقاض وعاش المستوطنون ليلة سوداء غير مسبوقة. إيران لم تستسلم من قبل ولن تستسلم فخلف كل قائد شهيد هناك قادة جدد أكثر إصراراُ فيما المقاومة الفلسطينيةواللبنانيةواليمنية لا تتوقف بل تتوسع ومع كل عدوان صهيوني يأتي رد أقسى. اعتمدت إسرائيل على القوة المطلقة لكنها اليوم تواجه حروب استنزاف طويلة من مقاتلين مؤمنين لا يعرفون إلا النصر أو الشهادة لم يعد الاحتلال الصهيوني قادراً على فرض سيطرته كما كان والمستقبل يحمل مزيدًا من الهزائم العسكرية والسياسية التي ستضعف وجوده حتى السقوط الكامل. فهذه المعركة هي حرب وجود بين الإيمان والكفر بين الظلم والحق بين الاحتلال والمقاومة بين الطغيان والصمود والنصر حليف الشعوب الحرة المؤمنة الثابتة الواثقة بنصر الله وأرض فلسطين لن تقبل المحتلين مهما قتلوا وسفكوا من الدماء وتجبروا. اقترب الوعد الحق وزوال إسرائيل بات أقرب من أي وقت وبطش الله قادم عليهم ومن والاهم.