انصح من يُريد مزيداً من التيقن والتأكد والتحقق أكثر عن حقيقة أمريكا الأكثر إجرامًا وبشاعة، أن يقرأ بعناية واهتمام كبيرين ما عبر عنه القائد والثائر الفيتنامي الشهير (هو تشي منه)، وهو يتحدث عنها بمرارة ونبرة موجوع مُؤلم، وقد تركت وخلفت في بلاده دماراً هائلاً أثناء احتلالها لها لعدة سنوات وقتلت مئات الآلاف من الفيتناميين بدمٍ بارد، والتوقف عند ما ذكره ذلك البطل الفيتنامي مليًا، وهو يصف أمريكا المُجرمة الفاجرة بإختصار شديد وإيجاز يغني عن التفصيل قائلاً: "لا يوجد بيت مدمر، أو حجر مبعثر، أو يد مبتورة، أو أم ثكلى، أو أمة مشوهة، إلا وستجد للولايات المتحدةالأمريكية أثراً فيه"، نعم وألف نعم هذه هي الحقيقة كما عبر عنها "هوتشي منه"، وهذا هو أبلغ وصف مُختصر وموجز للولايات المتحدةالأمريكية من قائد وثائر فيتنامي بطل قاتل أمريكا بضراوة وشجاعة، وفيه مُقاربة لأكثر من بُعد ومُعطى عن ذلك "الشيطان الأكبر" المسمى أمريكا الذي أقلق العالم وأشغل الدنيا برمتها ولا يزال، فما فعلته أمريكا أثناء فترة احتلالها لفيتنام في ستينيات القرن الماضي، شيء فظيع لا يمكن اختزاله والتعبير عنه بمقال واحد أو حتى سلسلة مقالات، حيث ارتكبت في هذا البلد جرائم حرب وابادات جماعية لا تغتفر ولا تمحى من ذاكرة الإنسان والتاريخ بسهولة وسرعة . ففي فيتنام يمكن القول وصفًا لما حدث أن أمريكا هناك أحرقت الحرث والنسل ولم يسلم من أذاها لا الحجر ولا البشر وحتى الشجر، فقد استخدمت أفتك وأحدث أسلحة الدمار المحرمة في قتل ملايين الفيتناميين وهدم قراهم ومدنهم والتنكيل بهم وأحرقت الغابات وحولت حياة الشعب الفيتتامي إلى جحيم، وقسمت البلد إلى فيتام شمالية وجنوبية، لكنها أمام ضراوة وبسالة المقاومة لأحرار فيتنام اضطرت إلى الرحيل والجلاء عن فيتنام ذليلة مطرودة مهزومة وتركته بلداً مدمراً لينهض من بين الركام مجدداً ويعاود أبنائه بنائه ويتجاوزا مامر بهم من مأسي ليتفرغوا جميعًا وقد جردوا أنفسهم لبناء فيتنام جديدة حرة عزيزة كما أرادها بطلها (هوتشي منه) ورفاقه في رحلة الكفاح وحرب الحرية والإستقلال عن المستعمر الأمريكي البغيض . وفي بلد أسيوي آخر هو كوريا الشمالية فعلت أمريكا أفاعيلها الإجرامية وارتكبت جرائم لاتقل فظاعة عن جرائمها في فيتنام، ويفرض السؤال نفسه: لماذا لا يتحدث الناس عن قصف أمريكالكوريا الشمالية بين أعوام 1950- 1953م، حيث كان هناك أكثر من مليون ونصف ضحية من المدنيين؟!.. وحينها انتقد رئيس الوزراء البريطاني، (ونستون تشرشل) بشكل خاص الإستخدام الأمريكي المُفرط للنابالم وكتب يقول: "أنه قاسي للغاية"، حيث كانت القوات الأمريكية ترشه على السكان المدنيين وتعذب أعداد كبيرة من الناس" بدون شفقة ولا رحمة . وللتذكير بوحشية أمريكا في كوريا الشمالية لابد من الإشارة ضمن السياق إلى أن الهجمات الأمريكية المتعمدة على البنية التحتية المدنية في كوريا الشمالية أدت إلى تدمير المدن وقتل عدد كبير من المدنيين، ومثل هذه الأعمال الإجرامية تعتبر واحدة من أبشع جرائم الحرب التي لن ينساها التاريخ، وهذا ما جعل المؤرخ (بروس كومينغز) يصف القصف الأمريكي للبلدات والمناطق الكورية بالإبادة الجماعية من جهته يقول الجنرال الأمريكي في القوات الجوية (كورتيس ليماي)، الذي كان يرأس القيادة الجوية الاستراتيجية خلال الحرب الكورية، في تصريحات له عام 1984م: "خلال ثلاث سنوات فقط قتلنا 20 بالمائة من السكان"، وقال (دين راسك) أحد مؤيدي الحرب ووزير الخارجية الأمريكي في وقت لاحق: "إن الولاياتالمتحدة قصفت كل ما تحرك في كوريا الشمالية، وكل حجر فوق حجر"، ويُقال أنه بعد نفاد الأهداف الحضرية، دمرت القاذفات الأمريكية السدود الكهرومائية والري في المراحل الأخيرة من الحرب، واغرقت الأراضي الزراعية ودمرت المحاصيل . هذه هي أمريكا بوجهها القبيح وحيث ما تحل وتتواجد يكون الخراب والدمار والنكال لشعوب البلدان الذين يبتلون بها وبتواجدها في أوطانهم، ولم تحتل بلداً أو تدخلت في شؤونه إلا وتسببت له بكوارث ومآسي لا تزال تلقي بظلالها القاتمة على أهله وبنيه حتى الآن، إنها بإختصار أي أمريكا التي تدعي التحضر والرقي والمدنية، هي والشر صنوان، ولا يمكن أن تكون خلاف طبيعتها وغير ما جبلت عليه هذه القوة الإستعمارية الغربية المجرمة . ....... يتبع ......