تثير دعوة رشاد العليمي للحوثيين بإلقاء السلاح والامتناع عن الارتكان إلى الخارج شكوكاً جدية لدى الشارع الجنوبي والساحة السياسية، إذ يرى مراقبون أنها قد تكون موسومة بترتيبات مسبقة بين «الشرعية» وجماعة الحوثي. وفي حال استجابت الحركة للدعوة، فإن ذلك قد يفضي إلى توحيد موقف «الشرعية» و«الحوثيين» ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية، ما يعيد توجيه جذوة الصراع نحو المحافظات الجنوبية والشرقية. يطرح الموقف سؤالاً جوهرياً عن مصير الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون خلال السنوات العشر الماضية، وما إذا كانت دعوات المصالحة ستمحو أو تطمس هذه السجلّات. وتشير سنوات الصراع الماضية إلى تردّد واضح من جانب الشرعية في مواجهة الحوثيين بشكل جاد، ما يغذي مخاوف من اتفاق سياسي على حساب الأمن والاستقرار في الجنوب.
المشهد يحتّم على الفاعلين السياسيين والمجتمعيين الجنوبيين توحيد الموقف ورفع الصوت تحاشياً لتحوّل مصير الجنوب إلى ورقة تفاوضية تدفع ثمنها المحافظات والناس.