أوتار عزف الحكم الذاتي لبن حبريش وحلفه يتلاشى صداها بين الساحل والصحراء.. *- شبوة برس – مصعب عيديد خاص تتلاشى أوتار عزف الحكم الذاتي التي حاول بن حبريش وحلفه العزف عليها بين الساحل والصحراء بعدما فقدت تلك النغمة بريقها وتحولت إلى مجرد ضجيج لا يسمعه أحد إلا أصحابها فالمشروع الذي روج له الحلف بشعارات براقة عن الاستقلال والإدارة الذاتية لحضرموت لم يكن سوى فقاعة إعلامية أطلقتها قيادات تبحث عن مكاسب ومناصب وسط واقع يئن تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعصف بالمحافظة ومع مرور الوقت انكشف أن تلك الدعوات لم تكن صادقة بل كانت أداة للمساومة والابتزاز ومحاولة للعودة إلى واجهة المشهد عبر دغدغة المشاعر القبلية والمناطقية لقد ظن بن حبريش أن بإمكانه إعادة إنتاج نفسه زعيما في زمن لم يعد يقبل الشعارات الفارغة ولا الخطابات المتكررة فالمجتمع الحضرمي اليوم أكثر وعيا من أي وقت مضى ولم تعد تنطلي عليه لعبة الشعارات التي لا تتجاوز حدود الميكروفون ولا المكاتب المغلقة فالشعب يدرك أن من يتحدث عن الحكم الذاتي لا يملك رؤية ولا مشروعا واضحا سوى إثارة البلبلة وخلق الفوضى في حين أن الواقع يشهد تراجعا واضحا في نفوذ الحلف وفقدانا تاما لثقة الناس الذين سئموا الخطابات والتصريحات التي لا تجلب سوى مزيد من الانقسام وبينما كان الحلف يظن أنه قادر على جمع الأنصار من الساحل إلى الصحراء تفككت صفوفه وانفض عنه الحلفاء بعدما اكتشفوا أن الهدف الحقيقي لم يكن الحكم الذاتي بل السيطرة على موارد حضرموت واستخدامها كورقة ضغط في صفقات خفية مع أطراف سياسية خارجية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار فبدت الصورة أكثر وضوحا حين تسربت المعلومات عن ارتباط بعض قيادات الحلف بتمويلات مشبوهة وعمليات تلاعب في عائدات الوقود وإقامة نقاط جباية خارجة عن القانون الأمر الذي حولهم من دعاة حقوق إلى متهمين بالفساد والتمرد ويشير المراقبون إلى أن تراجع صدى تلك الدعوات لم يكن صدفة بل نتيجة طبيعية لفشل مشروع الحلف في إقناع الشارع بجدواه فقد سئم الناس من الازدواجية التي يعيشها قادته بين التنظير الإعلامي والتصرفات الواقعية التي لا تمت إلى الشعارات بصلة فكيف يمكن لمن يطالب بالحكم الذاتي أن يعجز عن إدارة صفوفه الداخلية وكيف يمكن لمن يزعم تمثيل حضرموت أن يتجاهل معاناة أهلها ويغرق في صفقات تقاسم النفوذ والمناصب اليوم تتردد أصداء الفشل في كل مجلس حضرمي وتكاد الأحاديث تتفق على أن مرحلة الحلف وبن حبريش تقترب من نهايتها وأن مشروع الحكم الذاتي المزعوم انتهى قبل أن يبدأ لأن من حمله لم يكن مؤهلا لحمله ولا صادقا في غايته فالأرض التي أنجبت رجالا يصنعون التاريخ لا يمكن أن تسلم قيادها لأصوات النشاز التي تعزف على أوتار المصالح الشخصية إن حضرموت تمضي بخطى ثابتة نحو مشروع وطني حقيقي يرتكز على بناء المؤسسات وتعزيز الأمن والتنمية ولن يوقفها ضجيج الحلف ولا محاولات التشويش التي تصدر من خلف الميكروفونات فالأوتار التي عزف عليها بن حبريش انقطعت ولم يبقَ منها سوى صدى باهت يتلاشى بين رمال الصحراء وأمواج الساحل بينما يكتب أبناء حضرموت بأنفسهم نغمة جديدة عنوانها الاستقرار والسيادة تحت راية واحدة لا تعرف الازدواج ولا الخداع