القربي ينتقد قيادات المؤتمر التي تربط توحيد الحزب بالحصول على الدعم    اليمن تتصدر الدول العربية في تأشيرات الهجرة إلى أمريكا لعام 2024    أيوب التميمي.. حين تتحول سخرية الأم إلى صفعة على وجه المسؤول الغائب!    ترامب يعلن إلغاء لقائه مع بوتين في المجر    شبوة.. حريق ضخم يتسبب بأضرار مادية باهضة في الممتلكات    الأرصاد يحذر من منخفض جوي يتجه نحو أرخبيل سقطرى    محمد صلاح في القائمة المختصرة للمرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في إفريقيا 2025    ريال مدريد يعتلي الصدارة بعد فوزه الثالث على التوالي في دوري الأبطال    دوري ابطال اوروبا: ريال مدريد يحسم قمته بمواجهة اليوفنتوس    غاسبريني يريد لاعب يوفنتوس ماكيني    السكوت عن مظلومية المحامي محمد لقمان عار على المهنة كلها    أكبر جبان في العالم ؟!    قراءة تحليلية لنص "أكْل التراب" ل"أحمد سيف حاشد"    صوت من قلب الوجع: صرخة ابن المظلوم إلى عمّه القاضي    الدكتور عبدالله العليمي يطمئن على العميد رزيق ويوجّه بتعزيز الإجراءات لمواجهة الخطر الحوثي    اجتماع يناقش خطط عمل ومشاريع التحديث في هيئة المواصفات    تسليم 3 وحدات سكنية لأسر الشهداء الأشد فقراً في مقبنة بتعز    "حماس": تصويت الكنيست الصهيوني على ضم الضفة يعبر عن الوجه الاستعماري القبيح    حضرموت بين ماضيها المجيد ومستقبلها الحر.. لن تمحوها إخوانية الشر ولا حلف التبعية    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    صنعاء: تدشين مبادرة "معاً لبيئة نظيفة" لتنظيف الأرصفة    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة في استشهاد القائد الفريق "الغماري"    عدن.. محكمة صيرة تصدر حكمًا بالإعدام قصاصًا بحق قاتل الشاب عارف فرانس    وزير الصناعة يبحث مع رئيس مجلس منظمة التجارة تفعيل عضوية اليمن وتعزيز حضورها الدولي    المحكمة الجزائية بحضرموت تقضي بإعدام 6 إيرانيين أدينوا بتهريب المخدرات إلى اليمن    عدن تُحتضر بصمت.. مأساة المدينة تكشف عجز التحالف والشرعية    تفجير تعز.. إصابة قائد عسكري يمني ومقتل 2 من مرافقيه    صنعاء تبدأ بترميم «قشلة كوكبان» التاريخية    حزام أبين يفكك خليتين تعملان لصالح مليشيات الحوثي ويضبط قيادات مرتبطة بتمويل خارجي    الكثيري: الاستثمار في الطاقة المتجددة خطوة استراتيجية لبناء جنوب حديث    رئيس الوزراء يدعو الشركات الصينية للاستثمار في اليمن ويشيد بالعلاقات الثنائية مع بكين    الذهب يتراجع بأكثر من 2% مع صعود الدولار وجني الأرباح    البنك الدولي: نحو 216 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار سوريا    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع منشأة صرافة    رسمي: بدء صرف شهري سبتمبر و اكتوبر من اليوم    شرطة تعز تعلن ضبط 11 مطلوبا في قضايا ابتزاز واعتداء مسلح على مدرسة    احتجاجات عدن تكشف سياسة التجويع والترويع التي ينتهجها العدوان ومرتزقته    نتائج نارية ومفاجآت مدوية في أبطال أوروبا    قبل الكلاسيكو.. برشلونة يكتسح أولمبياكوس بسداسية    سيتي يغرق «الغواصات» في إسبانيا    على ضفاف السبعين.. رسالة من شاطئ العمر    القوات الخاصة البريطانية تنفذ عمليات سرية ضد روسيا    اكتشاف 4 نجوم تدور حول بعضها البعض في انتظام بديع    الكشف عن عين إلكترونية تمكن فاقدي البصر من القراءة مجددا    كلمة في وداع د. محمد الظاهري    مانشستر سيتي يتخطى فياريال بثنائية نظيفة في دوري أبطال أوروبا    نقابة المحامين اليمنيين تكلف لجنة لمتابعة قضية اعتقال المحامي صبرة    احتجاجات غاضبة في عدن عقب انهيار كامل للكهرباء وتفاقم معاناة السكان    صاحب الفخامة.. وأتباعه بدون تحية    قراءة تحليلية لنص "هاشم" اسم أثقل كاهلي ل"أحمد سيف حاشد"    مرض الفشل الكلوي (24)    ثوار 14أكتوبر وعدوا شعب الجنوب بأكل التفاح من الطاقة    شبابنا.. والتربية القرآنية..!!    إشادة بتمكن عامر بن حبيش في احتواء توتر أمني بمنفذ الوديعة    لو فيها خير ما تركها يهودي    اليمن انموذجا..أين تذهب أموال المانحين؟    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَاذَا أَصَابَ الأُمَّةَ الإسْلامِيَّةَ مِنْ فُتُورٍ وَهُزَالٍ وغِيَابِ وَعْيٍ تُجَاهَ مَا يَحْدُثُ مِنْ جَرَائِمَ وحَشِيَّةٍ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ ؟
نشر في 26 سبتمبر يوم 04 - 07 - 2025

يَتَعَرَّضُ أَهْلُنَا الفِلَسْطِينِيُّونَ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ لِمَذْبَحَةٍ وَحْشِيَّةٍ مُدَمِّرَةٍ مِنْ قِبَلِ النَّازِيِّينَ الْجُدُدِ لِكِيَانِ الْعَدُوِّ الْإِسْرَائِيلِيِّ الصُّهْيُونِيِّ قَلَّ أَنْ يَحْدُثَ نَظِيرُهَا بِهَذَا الوُضُوحِ الفاضِحِ وَالعَلَانِيَّةِ الممجُوجةِ فِي أَيِّ بُقْعَةٍ مِنْ هَذَا العَالَمِ الفَسِيحِ .. مَا يَحْدُثُ مِنْ قَتْلٍ وَتَشْرِيدٍ وَتَجْوِيعٍ لِلْأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ المُسنيينَ ، وَالمُسْتَمِرَّةِ لِقُرَابَةِ 650 يَوْماً وَلَيْلَةً ، وَبِدَمٍ بَارِدٍ، وَبِأَحْدَثِ آلَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ، وَتِقْنِيَّةٍ صُهْيُو أَمْرِيكِيَّةٍ ، لَهُوَ شَيْءٌ مُرُوِّعٌ وَمُزْرٍ وَمُرْعِبٌ وَمُخِيفٌ، يتركُ نُدُوباً غائرةً فِي وجهِ الحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ، ووجهِ منظُومةِ الأممِ المُتَّحدةِ المُتماهيةِ معَ كُلِّ جرائمِ الحربِ والإبادةِ الجماعيَّةِ، وجرائمِ ضدَّ الإنسانيَّةِ .
كُنْتُ أتَبَادَلُ أَطْرَافَ الحَدِيثِ مَعَ عَدَدٍ مِنَ الأَصْدِقَاءِ فِي أَحَدِ المُتَنزَّهَاتِ العَامِرَةِ بِالعَاصِمَةِ صَنْعَاءَ، وَكَانَ مِحْوَرُ حَدِيثِنَا هُوَ: مَا يَحْدُثُ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ مِنْ جَرَائِمَ تَجْوِيعٍ ،وَقَتْلٍ ،وَإِبَادَةٍ، وَتَدْمِيرٍ لِأَهْلِنَا الفِلَسْطِينِيِّينَ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ ، وَكَمْ مِنَ الوَقْتِ يَحْتَاجُ ضَمِيرُ وَوَعْيُ الإِنْسَانِ العَرَبِيِّ وَالمُسْلِمِ لكَي يَسْتَيْقِظَ ويَثُورَ، وَيَغْضَبَ، وَيَحْتَجَّ، وَيُقَاوِمَ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ كَانَتْ ، وَبِأَيِّ طَرِيقَةٍ مُنَاسِبَةٍ عَلَى يُشَاهِدُهُ يَوْمِيَّاً صَباحَ مَسَاءَ عَبْرَ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ الجماهيري المَحَلِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَالأَجْنَبِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ، وَالمُتَنَوِّعَةِ ، كَمْ لَدَى ذَلِكَ الْإنْسَانِ المُغَيَّبِ وَعْيُهُ وَإِنْسَانِيَّتُهُ مِنْ عُمرٍ؛ ليَنْشَغِلَ وَيَتَغَافَلَ عَمَّا يَحْدُثُ مِنْ سيلِ الجَرَائِمِ المُرْتَكَبَةِ بِحَقِّ الأَبْرِيَاءِ مِنَ الأُسَرِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، لَيْسَ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ وَحْدَهَا ، بَلْ فِي مُدُنِ، وَقُرى الضَّفَّةِ الغَرْبِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، وَمَدِينَةِ القُدْسِ الشَّريفِ.
تَقُولُ الإِحْصَاءَاتُ الرَّسْمِيَّةُ المُعْلَنَةُ بِأَنَّ عَدَدَ المُسْلِمِينَ، وَالمُسْلِمَاتِ قَدْ تَجَاوَزَ المِلْيَارَ وَالنِّصْفَ مِنْ إِنْدُونِيسِيَا شَرْقاً حَتَّى المَغْرِبِ العَرَبِيِّ غَرْباً، كَمَا تُشِيرُ الإِحْصَاءَاتُ بِأَنَّ عَدَدَ العَرَبِ، وَمُعْظَمُهُمْ مُسْلِمُونَ مِنَ الطَّائِفَةِ السُّنِيَّةِ الْكَرِيمَةِ يَسْكُنُونَ مِنْ سَلْطَنَةِ عُمَانَ العَرَبِيَّةِ شَرْقاً حَتَّى مَدِينَةِ كَازَابْلَانْكَا بِالمَغْرِبِ العَرَبِيِّ يَقْتَرِبُونَ مِنْ أَرْبَعِمِائةِ مِلْيُونِ عَرَبِيٍّ مُسْلِمٍ.
هَذِهِ الأَرْتَالُ البَشَرِيَّةُ تُشَاهِدُ قَنَوَاتِ التِّلِيفِزْيُونِ بِمُعَدَّلِ نِصْفِ سَاعَةٍ يَوْمِيَّاً، وَتُتابِعُ تَطْبِيقَ الْفَيْسْبُوك الخَاصَّ بِمُعَدَّلِ سَاعَةٍ إِنْ لَمْ يكُنْ أَكْثَرَ يَوْمِيَّاً، وَآخَرُونَ يُشَاهِدُونَ تَطْبِيقَي الوَاتْسَابِ، وَالڤايبر وَغَيْرَهما.
المُؤَكَّدُ أَنَّ أَخْبَارَ تَجْويعِ، وقَتْلِ وَتَعْذِيبِ أَشِقَّائِهِمُ الفِلَسْطِينِيّينَ العَرَبِ مِنْ طَائِفَةِ السُّنَّةِ الكَرِيمَةِ وَكَذَلِكَ مِنْ مُنْتَسِبِي الدِّيَانَةِ المَسِيحِيَّةِ يُشَاهِدُونَهَا عَبْرَ شَرِيطِ، وَنَشَرَاتِ الأَخْبَارِ، وَالمَوَاقِعِ الإِلِكْتْرُونِيَّةِ العَدِيدَةِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ لَنَا تَطْبِيقُ التَّعَالِيمِ الإِسْلَامِيَّةِ السَّمحَةِ عَلَى تِلْكَ الأَكْوَامِ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالعَرَبِ؟
أَلَيْسَ غَرِيبَاً ودَامِياً مَا يَحْدُثُ أَمَامَ ناظِرِنا مِنْ مَلْهَاةٍ مُرْعِبَةٍ تُنْذِرُ بأَنَّنَا أَمَامَ ظَاهِرةٍ فَرِيدةٍ، وَخَاصَّةٍ وَاسْتِثْنَائِيَّةٍ فِي هَذَا العَالَمِ الظَّالمِ وَفِي هَذِهِ الحَيَاةِ.
أَيُعْقَلُ أَنَّ هَذِهِ الأُمَمَ سَالِفَةَ الذِّكْرِ جَمِيعَهَا بِلَا عُقُولٍ، وَبِلَا وَعْيٍ، وَبِلَا ضَمِيرٍ، وَبِلَا أَخْلَاقٍ، وَبِلَا رُجُولَةٍ، وَبِلَا شَرَفٍ؟ أَيْنَ التَّأْثِيرُ الدِّينِيُّ الْإِسْلَامِيُّ لِآلَافِ، بَلْ قُولُوا لِمَلَايِينِ المَسَاجِدِ، وَالجَوَامِعِ وَالمُصَلَّيَاتِ المُنْتَشِرَةِ فِي جَمِيعِ قَارَّاتِ العَالَمِ؟ أَيْنَ الخُطَبَاءُ الجَهَابِذَةُ، وَالوَاعِظُونَ المُنْتَشِرُونَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ، وَحَيٍّ، وَشَارِعٍ وَقَرْيَةٍ إِسْلَاميَّةٍ وعَربيَّةٍ ؟
أَيْنَ أَثَرُ وتَأْثِيرُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ (مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، وَالمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ) وَهِجْرَةِ مِئَاتِ المَلَايِينِ مِنَ المُسْلِمِينَ مِنَ الحُجَّاجِ وَالمُعْتَمِرِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَيْهِمَا فِي كُلِّ عَامٍ، وَمُنْذُ أَزْيَدَ مِنْ 1447 سَنَةً هجريَّةً.
أَيْنَ تَأْثِيرُ وأَثَرُ الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ لِرَسُولِنَا الْأَعْظَمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالَّتِي أَغْدَقَ بِهَا العُلَمَاءُ المُسْلِمُونَ، أَمْثَالُ الْبُخَارِيّ، وَمُسْلِم رَحِمَهُمَا اللَّهُ، وَالَّذِي بَشَّرَنَا بِهَا - ذَاتَ يَوْمٍ - جَهَابِذَةُ قُضَاةِ السُّنَّةِ وأئمَّتهِم بِأَنَّ كِتَابَ البُخَارِيّ وَمُسْلِم، هُوَ أَصْدَقُ كِتَابٍ بَعْدَ القُرْآنِ الكَرِيمِ.. اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مِثْلِ تِلْكَ الفَتَاوَى وَالِاجْتِهَادَاتِ المُبَالَغِ فِيهَا وَالَّتِي أَنْتَجَتْ لَنَا ذَلِكَ الوَعْيَ المُشَوِّهَ لِلْأُمَّةِ كُلِّهَا، وَهِيَ أُمَّةُ المِلْيَارِ وَالنِّصْفِ؟
السُّؤَالُ، هَلْ هَذِهِ الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ وَالعَرَبِيَّةُ مُغَيَّبَةٌ فِي وَعْيِهَا، وَفِي حَالَةِ غَيْبُوبَةٍ سَرِيرِيَّةٍ كُلِّيَّةٍ أَمَامَ مَا يَحْدُثُ مِنْ جَرَائِمَ يَوْمِيَّةٍ فَظِيعَةٍ لِأَهْلِنَا الفِلَسْطِينِيِّينَ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ، وَالضَّفَّةِ الغَرْبِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ مُنْذُ 7 أُكْتُوَبِر 2023م، أَيْ مُنذُ بَدْءِ مَعْرَكَةِ طُوفَانِ الْأَقْصَى المُبَارَكَةِ، وَحَتَّى لَحْظَةِ كِتَابَةِ مَقَالَتِنَا هَذَه بِتَارِيخِ 4 يُولِيُو2025م.
عِصَابَاتُ الكَيَانِ الإسْرَائِيلِيِّ الصُّهْيُونِيِّ - وَبِدَعْمٍ مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ، وَالبُلْدَانِ الغَرْبِيَّةِ المُكَوَّنَةِ مِنْ كُلٍّ مِنْ (فرنسا، بريطانيا - ألمانيا، إيطاليا، وَكَنَدَا، وَمُعْظَمِ الأَنْظِمَةِ العَرَبِيَّةِ، وَالخَلِيجِيَّةِ، تَحْدِيداً.. جَمِيعُ تِلْكَ الدُّوَلِ دَعَمَتْ كِيَانَ إِسْرَائِيلَ عَسْكَرِيَّاً وَأَمْنِيَّاً، وَمَالِيَّاً، وَاقْتِصَادِيَّاً، وَلَوْجِسْتِيَّاً؛ مِمَّا مَكَّنَهَا مِنْ شَنْ عُدوانٍ مُتوحِّشٍ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ، وَالضَّفَّةِ الغَرْبِيَّةِ، وَعَلَى الشَّعْبِ اللبنانيّ البَطَلِ، وعلى أراضِي الجُمهُوريَّةِ العربيَّةِ السُّوريَّةِ بعدَ إسِقاطِ نِظامِ الأسد العُرُوبيّ، وعلى الشَّعبِ اليَمَنيِّ في الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّةِ، وعاصِمتُها صَنعاءُ، وعلى العِراقِ ،
وَأَخِيراً شَنَّتْ عُدْوَاناً غَادِراً خَسِيسَاً عَلَى أَرَاضِي الجُمْهُورِيَّةِ الإسلاميَّةِ الإِيْرَانِيَّةِ؛ بِهَدْفِ إِسْقَاطِ النِّظَامِ الإِسْلَامِيِّ الحُرِّ، أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ تَدْمِيرُ قُوَّتِهِ النَّوَوِيَّةِ، وَالصَّارُوخِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ الْأُخْرَى، لَكِنَّهَا فَشِلَتْ فَشَلاً ذَرِيعاً فِي تَآمُرِهَا، وَوَقَعَتْ فِي شَرِّ أَعْمَالِهَا، وَشَاهَدَ العَالَمُ كُلَّ العَالَمِ - وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ - تَدْمِيرَ المُدُنِ الإِسْرَائِيلِيَّةِ، وَقَوَاعِدِهَا العَسْكَرِيَّةِ، وَمَرَاكِزِ التَّجَسُّسِ لَدَيْهَا، بِالإِضَافَةِ إلى هُرُوبِ آلَافِ المُوَاطِنِينَ الصَّهَايِنَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَبْرَ الحُدُودِ المِصْرِيَّةِ وَالأُرْدُنِيَّةِ، وَعَبْرَ الشَّوَاطِئِ الفِلَسْطِينِيَّةِ وُصُولاً إلَى مَوَانِئِ قُبْرُص.
دَعُونَا نَبْحَثْ فِي الأَسْبَابِ المَوْضُوعِيَّةِ، وَالذَّاتِيَّةِ الَّتِي أَوْصَلَتْ مُعْظَمَ الرَّأْيِ العَامِّ الإِسْلَامِيِّ وَالعَرَبِيِّ إِلَى هَذَا المُسْتَوَى مِنْ فِقْدَانِ التَّفَاعُلِ الإخَوِيِّ وَالدِّينِيِّ مَعَ القَضَايَا المَصِيرِيَّةِ لِلْأُمَّةِ:
أَوَّلاً: لَمْ تَعُدْ قَضِيَّةُ فِلَسْطِينَ هِيَ القَضِيَّةَ الْمَرْكَزِيَّةَ لِلْأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَتَمَّ مُحَارَبَةُ فِكْرِ وَثَقَافَةِ الجِهَادِ الحَقِيقِيِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفِلَسْطِينَ، وَتَمَّ اسْتِبْدَالُهَا بِثَقَافَةِ جِهَادِ تَنْظِيمِ القَاعِدَةِ، وَجِهَادِ مُقَاتِلِي تَنْظِيمِ دَاعِش، وَجِهَادِ النِّكَاحِ، وَغَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الفَتَاوَى الَّتِي تُبْعِدُ الأُمَّةَ عَنْ أَدَاءِ وَاجِبِهَا تُجَاهَ فِلَسْطِينَ، وَشَعْبِهَا الصَّابِرِ المُقَاوِمِ.
ثَانِياً: خِيَانَةُ الحُكَّامِ العَرَبِ لِلْقَضِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، وَبَدَؤُوا يتنكَّرُونَ لِحَقِّ الفِلَسْطِينِيِّينَ فِي أَرْضِ فِلَسْطِينَ، وَفِي عَوْدَةِ اللَّاجِئِينَ، وَالمُهَجَّرِينَ قَسْراً، وَتَعْوِيضِهِمُ التَّعْوِيضَ العَادِلَ عَمََا جَرَى لَهُمْ مِنْ تَهْجِيرٍ، وَطَرْدٍ مِنْ مُدُنِهِمْ، وَقُرَاهمْ، وَبُيُوتِهِمْ، وَتَمَّ التَّنَكُّرُ لِأَرْوَاحِ، وَدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ الْأَبْرَار.
ثَالِثاً: خِيَانَةُ مُعْظَمِ الحُكَّامِ العَرَبِ لِلْقَضِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، بَدْءاً بِخِيَانَةِ مُحَمَّدٍ أَنَوَرِ السَّادَاتِ، بِاعْتِرَافِهِ بِالكِيَانِ الصُّهْيُونِيِّ، وَزِيَارَتِهِ الْأَرَاضِيَ الفِلَسْطِينِيَّةَ المُحْتَلَّةَ فِي العَامِ 1977م، وَكَذَلِكَ خِيَانَةُ مَلِكِ الأُرْدُنِ المَلِكِ حُسَيْن الهَاشِمِيّ، وَخِيَانَةُ المَدْعُوِّ محمُود عَبَّاس - رَئِيسِ السُّلْطَةِ اللَّاوَطَنِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ لِأَرْضِهِ، وَوَطَنِهِ، وَبَعْدَهَا تَنَاثَرَ العُرْبَانُ الخَوَنَةُ، وُصُولاً إلى خِيَانَةِ حُكَّامِ المَمْلَكَةِ السُّعُودِيَّةِ، وَبَقِيَّةِ العِصَابَةِ الَّتِي خَانَتْ أَرْضَ فِلَسْطِينَ، وَشَعْبَهَا العَظِيمَ.
رَابِعاً: قُبُولُ الحُكَّامِ العَرَبِ الخَوَنَةِ بِشُرُوطِ الحَرَكَةِ الصُّهْيُونِيَّةِ بِتَغْيِيرِ وتَطبِيعِ المَنَاهِجِ التَّرْبَوِيَّةِ، وَالتَّعْلِيمِيَّةِ لِلتَّلَامِيذِ، وَالطُّلَّابِ فِي المَدَارِسِ الأَسَاسِيَّةِ، وَالثَّانَوِيَّةِ فِي جَمِيعِ عَالَمِنَا العَرَبِيِّ، وَرُبَّمَا الإِسْلَامِيِّ، وَبِالتَّالِي رأينا ذَلِكَ المَنْهَجَ التَّرْبَوِيَّ المُتَصَهْينَ كَيفَ أَفْسَدَ عُقُولَ وَوَعْيَ، وَثَقَافَةَ الأَجْيَالِ العَرَبِيَّةِ المُتَعَاقِبَةِ.
خَامِساً: نَشْرُ ثَقَافَةِ الِاسْتِسْلَامِ الجَمْعِيِّ بَيْنَ فِئَاتِ المُجْتَمَعِ الْعَرَبِيِّ لِمَقُولَةِ بِأَنَّ كِيَانَ إِسْرَائِيلَ قُوَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ، وَأَمْنِيَّةٌ، وَعِلْمِيَّةٌ لَا تُقْهَرُ، وَأَنَّ مِفْتَاحَ الحَلِّ لِلْقَضِيَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ هُوَ بِيَدِ أَمِيرِكَا بِنِسْبَةِ 99%، وَهَكَذَا تَمَّ نَشْرُ سِيَاسَةِ، وَثَقَافَةِ الِاسْتِسْلَامِ، وَالِانْبِطَاحِ لِلْمَشْرُوعِ الصُّهْيُونِيِّ الأَمْرِيكِيِّ الْأَطْلَسِيِّ.
سَادِساً: نَشْرُ وَتَعْمِيمُ الثَّقَافَةِ الاسْتِهْلَاكِيَّةِ لِلْبَضَائِعِ الرَّأْسِمَالِيَّةِ المُسْتَوْرَدَةِ مِنَ الأَسْوَاقِ الغَرْبِيَّةِ، وَتَعْمِيمُهَا فِي الأَسْوَاقِ المَحَلِّيَّةِ فِي المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَجَعلُهَا ثَقَافَةً يَوْمِيَّةً اسْتِهْلَاكِيَّةً مَعَ نَشْرِ الأَفْلَامِ الغَرْبِيَّةِ المُدَمِّرَةِ لِلرُّوحِ الثَّقَافِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، والهُويَّةِ الايمانيَّةِ البَعِيدَةِ عَنِ الالْتِزَامِ الرُّوحِيِّ وَالدِّينِيِّ الإِسْلَامِيِّ الحَنِيفِ.
سَابِعاً: خَلَقَتِ الحَرَكَةُ الصُّهْيُونِيَّةُ الأَمْرِيكِيَّةُ وَالأَوْرُوبِيَّةُ مَعَ الْحُكَّامِ العَرَبِ المُتصهينين بُؤَرَاً لِلتَّوَتُّرِ عَالِيَةِ المُسْتَوَى، وَخَلَقَتْ مَشَاكِلَ سِيَاسِيَّةً، وَعَسْكَرِيَّةً، وَاقتِصَادِيَّةً دَاخِلِيَّةً فِي البُلْدَانِ العَرَبِيَّةِ كُلِّهَا تَقْرِيباً، وَجَعَلَتْ تِلْكَ المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةَ، وَالشُّعُوبَ بِطَبَقَاتِهَا، وَقِواهَا الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَمُؤَسَّسَاتِهَا الوَطَنِيَّةِ تَدُورُ وَتَلِفُّ حَوْلَ ذَاتِهَا، وَتَسْتَهْلِكُ ذَاتَهَا وَقُدْرَاتِهَا، وَبِالتَّالِي لَمْ يَعُدْ لَدَى المُوَاطِنِ العَرَبِيِّ وَقْتٌ حَتَّى فِي مُجَرَّدِ التَّفْكِيرِ فِي الْقَضَايَا العَرَبِيَّةِ العَامَّةِ وَخِلَافِهِا.
الْخُلَاصَة:
لَا يُمْكِنُ التَّخَلُّصُ مِنْ هَذَا الوَاقِعِ العَرَبِيِّ الرَّدِيءِ، وَالمُزْرِيِّ سِوَى بِإِعْلَانِ الثَّوْرَةِ، وَالتَّمَرُّدِ عَلَى كُلِّ تِلْكَ النُّظُمِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ الْمُتَصَهْينَةِ، وَخَلْقِ مُقَدِّمَاتٍ لِحَالَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ شَعْبِيَّةٍ ثَائِرَةٍ تَجْتَاحُ، وَتقْضَى عَلَى تِلْكَ الأَنْظِمَةِ وَالحُكُومَاتِ، وَالمَمَالِكِ، وَالمَشِيخَاتِ العَمِيلَةِ، وَالخَانِعَةِ لِلْوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ، وَالكِيَانِ الصُّهْيُونِيِّ الَّتِي كَبَّلَتِ الشُّعُوبَ العَرَبِيَّةَ وَالإِسْلَامِيَّةَ بِمُجْمَلِهَا، وَمِنْ هُنَا سَيَتِمُّ تَحْرِيرُ فِلَسْطِينَ كُلَّ فِلَسْطِينَ مِنَ النَّهْرِ إِلَى البَحْرِ بِإِذْنِ اللَّهِ تعالَى وحولِهِ.
"وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ".
دَوْلَةُ البروفيسُور/ عَبْدِ العَزِيزِ صالح بن حبتُور
عُضْوِ المَجْلِسِ السِّيَاسِيِّ الأَعْلَى فِي الجُمْهُورِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ / صَنْعَاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.