أكد تقرير غربي، اليوم الأحد، أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في مسار المواجهة الإقليمية وتكشف في الوقت نفسه عن هشاشة المنظومة الغربية في حماية مصالحها داخل الممرات البحرية الدولية. وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الأسلحة المستخدمة من صواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيّرة جوية وبحرية محمّلة بالمتفجرات أظهرت قصورًا في الإجراءات الدفاعية التي تتبناها الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني، حيث لم يفلح العدوان ولا الغارات الجوية في تحجيم قدرات صنعاء أو الحد من عملياتهم الداعمة للشعب الفلسطيني. وأشار إلى واشنطن فشلت في كبح قدرات القوات المسلحة اليمنية، وهذا يعكس إخفاقًا مزدوجًا استخباراتيًا وعملياتيًا، فرغم التصريحات المتكررة من قبل الرئيس الأميركي ترامب بشأن القضاء على قدرات اليمنيين، فإن التطورات الميدانية تشير إلى أن صنعاء نجحت في تطوير أدائها وتوسيع نطاق عملياتها النوعية. وكشف التقرير أن القوات الأميركية أسقطت أكثر من ألفي ذخيرة على نحو ألف هدف داخل اليمن، إلا أن ذلك لم يسهم في إيقاف العمليات الداعمة لغزة، لافتاً إلى محدودية البنية الدفاعية المتوفرة للسفن التجارية التي غالبًا ما تفتقر لأنظمة دفاع جوي متقدمة وتعتمد فقط على طواقم أمنية محدودة التسليح لا تملك القدرة على مواجهة طائرات مسيرة هجومية أو صواريخ دقيقة التوجيه. وبينت "ديلي ميل" أن القوات اليمنية التي راكمت خبرات قتالية واسعة عبر استخدام الطائرات المسيّرة والمروحيات باتت قادرة على تجاوز فرق الحماية الخاصة المنتشرة على متن السفن التجارية والتي لا تتعدى عادةً ثلاثة عناصر. وفي تحليلها لموازين القوى داخل محور المقاومة نوهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن قوات صنعاء التي كانت تُعد سابقًا الحلقة الأضعف مقارنة بحزب الله أو حركة حماس تقدّمت اليوم إلى موقع متقدم من حيث القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة ما أربك حسابات واشنطن وكيان العدو ورسّخ مكانة البحر الأحمر كساحة مواجهة أكثر فاعلية وتأثيرًا في معركة كسر الهيمنة الغربية. وخلص التقرير إلى أن المشهد الإقليمي يشهد تحولًا كبيرًا يتمثل في انهيار الردع الأميركي واتساع دائرة الصراع لتشمل مفاصل حيوية في المصالح الغربية وهو ما يعيد رسم خرائط النفوذ والسيطرة في المنطقة ويضع مفهوم السيطرة الأميركية على الممرات البحرية الدولية أمام مراجعة جادة وغير مسبوقة.