تتكشف يوما بعد يوم وبصورة أوضح أن العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي وحلفائهم الذي بدء على اليمن منذ أكثر من عشرة أعوام لم يكن لأجل رفاهية اليمنيين كما كان يزعم تحالف دول العدوان ولكن لأجل احتلال الجزر والموانئ والأراضي اليمنية وتدمير اليمن ونهبه وقتل اليمنيين وتشريدهم وحصارهم. ولعل التواجد والإحتلال السعودي - الإماراتي لأراض يمنية يدلل ومعطيات الواقع.. كل ذلك تدلل بما لا يدع للشك مجالا حقيقة تنفيذ دول تحالف العدوان لأجندات مشبوهة باليمن ولاطماع إقليمية ودولية عديدة. ومن بين تلك الأطماع الاستيلاء على الجزر والموانئ اليمنية لصالح انتعاش الموانئ الإماراتية ومن ذلك احتلال جزيرة سقطرى من قبل دويلة التطبيع "الإمارات". ولتسليط الضوء بنبذة بسيطة جدا عن سقطرى: هي أرخبيل يمني يحوي عدد من الجزر أهمها جزيرة سقطرى التي تتكون من مديريتي قلنسية وحديبو وأنشئت كمحافظة مستقلة وتتبع إقليم حضرموت والأرخبيل مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع على بعد حوالي 240 كيلومترًا (150 ميل) شرق سواحل الصومال و 380 كيلومترًا (240 ميلًا) جنوب شبه الجزيرة العربية. يشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسه وسمحه وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص ، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية بل والعربية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م 175,020 ألف نسمة. ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، وبإنتاج «الصبر السقطري» كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة. ومنذ بدء العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي على اليمن في ال26 من مارس تعاني جزر أرخبيل سقطرىاليمنية وخاصة جزيرة سقطرى من عبث مستمر من دويلة الإمارات والمليشيات الموالية لها وسط تصاعد تحركات أبوظبي في الآونة الأخيرة على الأرض عبر تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في الأرخبيل وخلال تواجدها العسكري بسقطؤى عملت الإمارات على ايجاد قواعد عسكرية وانظمة اتصالات استخباراتية واستقدام شركات إماراتية متعددة بحسب تقارير دولية وكل ذلك بهدف بسط النفوذ الإماراتي على الجزيرة في ظل تواطؤ ما يسمى بالشرعية الزائفة وفي ظل أيضا تبعية ما يسمى الانتقالي المدعوم إماراتيا. وكل يوم تتكشف أكثر فأكثر سر تمسك الإمارات باحتلال سقطرى ومؤخرا أشارت نتائج الأبحاث الجيولوجية إلى وجود احتياطات نفطية هائلة في المياه المحيطة بسقطرى، تصل مساحتها إلى نحو 200 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل أكثر من خمسين ضعف مساحة الجزيرة نفسها. هذه القطاعات النفطية، الممتدة من شمال الصومال حتى خليج عدن، تحمل مؤشرات قوية على وجود تراكيب جيولوجية غنية بالهيدروكربونات، وسط تكوينات رسوبية بحرية مثيرة للاهتمام، وهو الأمر الذي يكشف سر إحتلال الإماراتلسقطرى والدعم الأنجلو أمريكي - صهيوني لذلك الإحتلال. وبحسب تقارير واحصاءات عالمية تم الكشف عنها فإن القطاعات البحرية من 65 إلى 97، التي أُدرجت في الخرائط الاستكشافية، تتمتع بخصائص تجعلها مرشحة لتكون من أغزر مناطق استخراج النفط في اليمن، بل وربما تفوق إنتاج محافظاتمأربوحضرموت وشبوة مجتمعة، وفقاً لتقديرات خبراء الطاقة. ووفقا لمؤشرات ودراسات نشرت مؤخرا: فلا تقف طموحات سقطرى عند حدود الذهب الأسود؛ فالتنوع البيئي فيها يفتح الباب أمام مشاريع السياحة البيئية، والزراعة المستدامة، والصيد البحري، مما يشكل منظومة اقتصادية متكاملة يمكن أن تعزز استقلال اليمن الاقتصادي وتحصنه ضد تقلبات سوق النفط العالمية هذا علاوة على كنوز الطبيعة الساحرة التي جعلت من سقطرى جزيرة السعادة والتي اذا ما استغلت فستعيد اليمن إلى اليمن السعيد، لأن تطوير هذه القطاعات بشكل متوازٍ بحسب مراقبين قد يمنح اليمن نموذجاً اقتصادياً فريداً يقوم على التنوع والاستدامة، ويعيد الثقة الدولية في مستقبل البلاد إلا أن ذلك مرهون بطرد المحتل الإماراتي والسعودي وبقية دول العدوان الغاشم واستعادة اليمن لعافيتها وما دون ذلك فإن المحتل الإماراتي باحتلاله واستيلائه على جزيرة سقطرى يحرم ملايين اليمنيين من خيرات هذه الجزيرة التي إن استغلت بالشكل الأمثل وتم استخراج الثروات منها وخاصة النفطية لأصبح اليمنيين أثرياء.