اليهود في سوريا من أقدم الطوائف كما تشير المراجع العبرية، رغم أنها قضية خلافية بين المؤرخين، يقول أحد المؤرخين المستشرقين: "منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام على التوالي يقام في سوريا الاستيطان اليهودي، وأن دمشق مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتاريخ اليهود منذ سيدنا إبراهيم وداود عليهما السلام".. وما يؤكد صحة مقولته أن هناك العديد من الكتب والمراجع والمخطوطات كتبت منذ حوالي ألف عام، وهناك معبد صغير في قرية "جوبر" القريبة من دمشق، وللمعبد قداسة خاصة يؤمه اليهود من كل جدب وصوب، ويشير أحد المؤرخين: "أنه في القرن الأول الميلادي كان يعيش في دمشق وحدها طائفة يهودية كبيرة ذات نفوذ تجاري واقتصادي تقدر بعشرة آلاف نسمة".. وقد سيطر اليهود في بداية القرن التاسع عشر على الاقتصاد والتجارة، ونجح اليهود في التدخل في شؤون الدولة، فكانوا يفرضون بعض الولاة، ويتدخلون في رفع سعر الفائدة بهدف تحقيق مآربهم التجارية والاقتصادية.. وفي السياق استطاع اليهود أن يفرضوا نفوذهم، ويحددوا حدود دولتهم من نهر النيل الى نهر الفرات أي من مصر الى العراق، وهذا وعد إلهي منحه الرب لسيدنا إبراهيم الوارد في سفر التكوين، ويشمل حتى وادي الأردن بأكمله، والبحر الميت.. وقد يمتد حتى سورياولبنان، وقد تشير بعض التفسيرات أنها تمتد حتى خليج العقبة.. وتشير بعض التفسيرات أن إسرائيل الكبرى تشمل كل فلسطين، وكل لبنان، أو الجنوباللبناني حتى بحر الليطاني، وجنوبسوريا، وشرق الأردن، وثلاثة أرباع العراق، ونهر النيل حتى وادي العريش وسيناء.. من هنا ندرك أطماع الكيان الصهيوني التوسعية في تحقيق أرض الميعاد فهم يعتبرون أن فرض سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من السيادة اليهودية على فلسطين.. ويذكر أحد المحللين السياسيين أن اليمين المتشدد في دويلة الكيان الصهيوني يرى أن عدم سيطرة الدولة على القدس وجيل الهيكل، والحرم القدسي الشريف والخليل، وبيت لحم يعد انتقاصاً وعاراً وتقصيراً من سيادة الدولة اليهودية.. رغم مزاعم اليهود الباطلة بأن هيكل سليمان كان يقام داخل الحرم القدسي الشريف، في حين أن كثيراً من المؤرخين الأثريين يذكرون أن هذا الهيكل "المعبد" كان خارج السور المحيط بالحرم القدسي، وليس بداخله كما يزعم اليهود، وكما جاء في توراتهم المحرفة.. من هنا جاءت خريطتهم المعروفة بخريطة الطريق على ثلاثة محاور رئيسية: الأول: رفض الكيان الصهيوني الوارد في الخطة حول حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، فاليهود يعتقدون أن تنفيذ هذا البند يعني زوال دولة اليهود.. الثاني: يتعلق بموضوع إقامة دولة فلسطينية، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، فاليهود يرفضون هذا البند وإن كان مؤقتاً.. وإذا لزم الأمر تكون دولة منزوعة السلاح.. الثالث: يتعلق بالمستعمرات اليهودية، وتجميد البناء، وهذه دعاوى باطلة ومزاعم زائفة.. صفوة القول: اليهود هم اليهود في كل زمان ومكان أشد حقداً وكراهية للعرب والمسلمين، ولن ترضى عنك اليهود حتى تتبع ملتهم.. وما يقوم به اليهود اليوم من تشويه إعلامي عبر أبواقهم الإعلامية تزييفاً للحقائق، وتحريفاً وتضليلاً للرأي العام، التي يزعم اليهود أن أرض فلسطين هي أرض آبائهم الأوائل منذ أن أقام سيدنا داود وسليمان فيها مملكة عبرية مترامية الأطراف في القرن العاشر قبل الميلاد، ناسين أو متناسين أن هذه المملكة كانت مساحتها محدودة، فقد بلغت جبال الكرمل شمالاً، والخليل جنوباً، ولم تستمر إلا ثمانون عاماً، وكانت تحت النفوذ المصري، أما الساحل من شمال يافا الى جنوبغزة، فكان تحت السيادة الفلسطينية، وكان شمال عكا مع ساحل لبنان خاضعاً للحكم الفينيقي.. رغم كل هذا وذاك ستزول دويلة الكيان الصهيوني قريباً بإذن الله، وتصبح أثراً بعد عين.. هذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.. فارتقبوا إنا مرتقبون.. نافذة شعرية: الموت عدل- حسناً- فلتكن الحياة.. عادلةً، وليمنح الشحاذ عرش الشاه.. فمصطفى مات على الرصيف في الظهيرة.. والشاه مات فوق صدر الدمية- الأميرة.. مخدراً وعارياً.. وعندما بكاه شاعر البلاط، نبح الكلاب.. حزناً على سيده.. حزناً على البدر الذي غاب عن البلاد.. مات الشاه في بلاطه مخمور.. غارقاً في الحرير والأطياب الموت عدل- حسناً- مصطفى في الحقل مات..!!.