قالت صحيفة "ذا أرب ويكلي" البريطانية إن الحادث المميت قبالة سواحل اليمن والذي تورط فيه مهاجرون أفارقة لفت الانتباه مجددًا إلى الرحلات اليائسة التي يقوم بها آلاف الأشخاص من الدول الأفريقية الفقيرة، والذين يخاطر العديد منهم بحياتهم للوصول إلى السعودية بحثًا عن عمل..وبسبب فرارهم من الفقر والصراع وتغير المناخ المتفاقم الذي يدمر الاقتصادات الزراعية والرعوية التقليدية، يلجأ هؤلاء المهاجرون بشكل متزايد إلى الطرق البحرية الخطرة في محاولة للبقاء على قيد الحياة. وأكدت إنه في حين ينصب التركيز العالمي في كثير من الأحيان على الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، فإن الممر الأقل شهرة من القرن الأفريقي إلى الخليج عبر اليمن أصبح بمثابة نقطة ساخنة لتدفقات المهاجرين والضحايا المتزايدين..لا تنتهي المأساة بعبور البحر.. يواجه الناجون مزيدًا من المخاطر أثناء عبورهم الأراضي اليمنية التي مزقتها الحرب.. ويتقطع السبل بالعديد منهم لأسابيع أو أشهر. وذكرت أن المهربين وأصحاب العمل عديمي الضمير من السعوديين يُخضعونهم للعمل القسري والمعاملة المهينة التي تُشبه العبودية الحديثة. بالنسبة للبعض، لا يُجدي ذلك نفعًا سوى العودة إلى أوطانهم، مُصدومين ومعوزين ومُحطّمين.. وفي ذات السياق، أكد مسؤولون يمنيون وفاة ما لا يقل عن 76 مهاجرًا، معظمهم إثيوبيون، ولا يزال العشرات في عداد المفقودين بعد انقلاب قارب تهريب قبالة الساحل الجنوبي لليمن.. وجاء هذا العدد المحدّث للقتلى بعد أرقام سابقة أصدرتها المنظمة الدولية للهجرة، والتي أفادت بوفاة 68 مهاجرًا. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن السفينة كانت تحمل 157 شخصا معظمهم إثيوبيون عندما غرقت في خليج عدن قبالة سواحل محافظة أبين وهي نقطة عبور معروفة لسفن التهريب التي تنقل المهاجرين إلى اليمن في طريقها إلى السعودية..أفادت مصادر أمنية محلية بإنقاذ 32 ناجيًا، ونُقل بعضهم إلى مدينة عدن المجاورة.. ومع ذلك، لا يزال مصير المفقودين مجهولًا. والهجرة غير الشرعية إلى شواطئ اليمن مستمرة، وخاصة من إثيوبيا، حيث دفع العنف بين القبائل الآلاف إلى الفرار.. ونتيجة لذلك، يعبر آلاف المهاجرين سنويًا مضيق باب المندب الواقع بين جيبوتيواليمن، وهو شريان حيوي للتجارة العالمية، ولكنه أيضًا معبر رئيسي للهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.. وتظل دول الخليج، وخاصةً السعودية، وجهات رئيسية للعمال المهاجرين من أفريقيا وجنوب آسيا. وأوردت الصحيفة أن في الشهر الماضي، لقي ثمانية مهاجرين حتفهم وفُقد 22 آخرون بعد أن أجبرهم مهربون على القفز في البحر الأحمر.. وتفيد المنظمة الدولية للهجرة بأن عشرات الآلاف من المهاجرين ما زالوا عالقين في اليمن..وفي عام 2023 وحده، سجلت المنظمة الدولية للهجرة 558 حالة وفاة للمهاجرين على طول الطريق الشرقي، 462 منهم بسبب الغرق..وفي أبريل/نيسان من هذا العام، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 60 شخصا في غارة جوية مرتبطة بالولايات المتحدة استهدفت عن طريق الخطأ منشأة لاحتجاز المهاجرين في اليمن، وفقاً لمصادر صحفية تابعة لحكومة صنعاء.