العميد الركن دكتور حسن حسين الرصابي/ بعد الحرب التي أستمرت 12يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025م ، والتي شهدت تركيز الضربات على بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية والمنشآت النووية وعلماء الذرة والقادة الكبار والعتاد العسكري الذي اعطب منه الكثير في هجمات الساعات الأول وخلال ايام الحرب والآن وبعد مرور أكثر من شهرين على وقف الحرب هناك تقارير تشير إلى تحركات إيرانية جادة لتصحيح الوضع الاستخباري والامن السيبراني وسد الخلل والثغرات التي بانت وقت الحرب وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية وبالذات تعزيز الدفاعات الجوية والرادارات والتحصين الهندسي.. تسلم صواريخ صينية حيث أفادت تقارير بأن إيران تسلمت مؤخراً بطاريات صواريخ دفاع جوي صينية بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل بهدف إعادة بناء قدراتها الدفاعية المتضررة، ويعتقد أن هذه الأنظمة الصينية مثل 16 أتش كيو تهدف إلى تعزيز حماية البنى التحتية الحيوية الإيرانية. خطط لتعزيز الدفاعات تجري على قدم وساق أكد مسؤولون إيران مثل إسماعيل كوثري (عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني)، أن هناك خططاً واجتماعات عُقدت لتعزيز الدفاعات الجوية والطائرات المقاتلة لسد الثغرات التي ظهرت خلال الحرب والجدير ذكره إن اداء منظومات الدفاع الجوي الإيرانية خلال الحرب كان فاعلاً ومتصاعداً حيث أعلن عن إسقاط عشرات الطائرات المسيرة واعلنت إيران إسقاط 3 طائرات اف 35 "لم تؤكدها إسرائيل"، وقد ساهمت منظومات مثل "بأور 373" نسخة إيرانية من أس 300 الروسية مطورة ساهمت في معالجة العديد من الصواريخ الموجهة. الحرب السيبرانية: شهدت الحرب تصاعداً في الحرب السيبرانية بين الطرفين حيث تعرضت شبكات الكهرباء والاتصالات في كل من طهران وتل أبيب لهجمات متبادلة هذا يشير إلى أن إيران كطرف في هذا الصراع تولي اهتماما بالقدرات السيبرانية وربما تسعى لتعزيزها مستقبلاً. تحديات ومعوقات: رغم الجهود الإيرانية هناك إدراك بأن إيران لا تزال بحاجة إلى تعزيز بنيتها الدفاعية والهجومية، خاصة فيما يتعلق بالرادارات وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة. التوترات لا تزال قائمة، وهناك تحذيرات من عودة الصراع مما يدفع إيران لتعزيز قدراتها العسكرية، خاصة الدفاعات الجوية بشكل عام يبدو أن إيران تسعى جاهدة لتعزيز قدراتها الدفاعية لا سيما في مجال الدفاع الجوي والرادارات بعد الضربات الإسرائيلية التي كشفت عن بعض الثغرات كما أن هناك اهتماماً بتطوير القدرات في الحرب السيبرانية. من المعروف أن روسيا حليف لإيران وإيران وقفت مع روسيا في حربها في أوكرانيا وزودة روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة لماذا روسيا ما تقف مع إيران لا قبل الحرب ولا بعدها خاصة أنها تربطهم اتفاقيات حماية؟ 1- على الرغم من أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسياوإيران تهدف إلى تعزيز العلاقات في مجالات متعددة مثل التكنولوجيا والمعلومات والأمن السيبراني والطاقة ومكافحة الارهاب إلا أن التقارير تشير إلى أن هذه الاتفاقية لا تتضمن بنداً صريحاً للدفاع المشترك بالمعنى الذي تستدعي فيه التدخل العسكري المباشر، بعض المحللين ذكروا أن الاتفاقية تكتفي بعدم مساعدة المعتدي إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم لكنها لا تلزم بالتدخل العسكري المباشر لحماية الطرف الآخر, 2- مصالح روسيا المتوازنة: روسيا تحافظ على علاقات معقدة ومتوازنة مع كل من إيران وإسرائيل لموسكو مصالح استراتيجية وأمنية في الشرق الأوسط تتطلب الحفاظ على قنوات اتصال وعلاقات جيدة مع الطرفين ، والتدخل العسكري المباشر لصالح إيران قد يهدد علاقات روسيا مع إسرائيل، وربما يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه في المنطقة، خاصة مع وجود مصالح أمنية روسية في سوريا حيث تتعاون إسرائيل وروسيا في بعض الأحيان لتجنب الاحتكاك.. كذلك روسيا لا ترغب في إثارة مخاوف الدول الخليجية مثل الإمارات والسعودية، والتي تعتبرها شركاء اقتصاديين مهمين فقد يؤدي أي تسليح غير محسوب لإيران لقطيعة مع تلك الدول. 3- تجنب التصعيد مع الغرب والولايات المتحدة: روسيا منخرطه بالفعل في صراع كبير مع أكرانيا وتواجه عقوبات غربية واسعة, والدخول المباشر مع إسرائيل (التي تحظي بدعم أمريكي قوي) قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات العالمية، وهو ما لا ترغب فيه روسيا في الوقت الحالي، الكرملين يراقب الوضع بقلق لكنه لا ينوي تقديم دعم دفاعي مباشر لطهران كما ذكرت بعض التقارير. 4- القدرات الذاتية لإيران: الرئيس بوتين صرح بأن إيران لم تطلب من روسيا مساعدة مباشرة في حربها مع إسرائيل، وإيران نفسها تؤكد أنها تتحرك حصراً للدفاع عن نفسها وأنها ملتزمة بالدبلوماسية مما يوحي بأنها لا تسعى لتدخل عسكري مباشر من حلفائها في هذه المرحلة. هناك اعتقاد بأن إيران كفيلة بتحقيق أمنها، وأن التركيز ينصب على تعزيز قدراتها الذاتية بعد الحرب. 5- الدعم اللوجستي والفني بدلاً من التدخل المباشر، وعلى الرغم من عدم التدخل العسكري المباشر لا يعني ذلك غياب الدعم تماماً روسيا يمكن أن تقدم دعماً لوجستياً وفنياً لإيران مثل المساعدة في إعادة بناء وتعزيز منظومات الدفاع الجوي المتضررة أو توريد أسلحة ومعدات (كما أشير إلى تسلم إيران صواريخ صينية، وقد يشمل مكونات روسية أو تقنيات مساعدة للصناعات الإيرانية) كما إن روسيا عبرت عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية ودعت إلى الحوار والدبلوماسية مما يعكس دورها كوسيط محتمل. باختصار العلاقة بين روسياوإيران هي شراكة استراتيجية متعددة الأوجه، ولكنها ليست بالضرورة اتفاقية دفاع مشترك تلزم روسيا بالتدخل العسكري المباشر إلى جانب إيران في صراع لإيرانروسيا تعطي الأولوية لمصالحها المتوازنة في المنطقة، وتتجنب التصعيد المباشر مع القوى الغربية، مع الاستمرار في تقديم دعم فني ولوجستي غير مباشر يعزز القدرات الدفاعية الإيرانية .