العميد الركن دكتور حسن حسين الرصابي/ الاوضاع الجيوسياسية في المنطقة تشير الى ان جولات من الصراع والتنافس الاقليمي والدولي لذلك المنظومات الحاكمة منشغلة بترتيب اوضاعها وتسليحها واستعدادها لجولات من الصراعات القادمة. والان في هذه المرحلة إيران تسعى لتحديث ترسانتها العسكرية من حلفائها روسياوالصين خاصة منظومات الدفاع الجوي الحديثة لمواجهة العدو المحتمل الذي يمتلك أحدث الطيران وأحدث التقنيات التكنلوجية العسكرية وأعتقد من المستبعد أن تحصل ايران على ما تريد من حلفائها في هذه المرحلة بالذات ..والحقيقة إن إيران تعتمد في تسليح وحداتها وخاصة في مجال الدفاع الجوي المتقدم والرادارات على مزيج من التصنيع المحلي ، والاستفادة من التكنولوجيا الأجنبية وخاصة من الصينوروسيا. التصنيع المحلي والاعتماد على الذات من هذا المنطلق إيران تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج أنظمة الدفاع الجوي والرادارات وقد أعلنت عن تطوير وإنتاج العديد من المنظومات المحلية والتي استخدمتها في العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية مطلع شهر يونيو 2025م مثل: منظومة قدير رادار ثلاثي الأبعاد للإنذار المبكر، تقول إيران أنه قادر على كشف الأهداف الجوية المعادية بما في ذلك الطائرات الشبحية على مدى يزيد عن 1000كم ، كما أنها مصممة لمقاومة الحرب الإلكترونية. منظومة "آرش" رادارات تعمل في نطاقات ترددية مختلفة مثل (أس باند وأكس – باند، هي ف يوف فيهف) وتوفر مدى بعيداً وقدرة على التكامل مع الشبكة الشاملة للدفاع الجوي. رادار "عصر" رادار متطور يمكنه رصد أكثر من 100هدف في وقت واحد وقادر على مواجهة الحرب الإلكترونية. منظومة باور 373نظام دفاع جوي طويل المدى شبيه بمنظومة أس 300 الروسية وتقول إيران بانه يقدر على تتبع واعتراض الطائرات الشبحية مثل اف 35 الأمريكية مع الأسف لم يثبت فاعليته في حرب مطلع يونيو 2025م. منظومة خرداد 15 نظام دفاع جوي متوسط وطويل المدى يستخدم صواريخ صياد 2 وصياد3 وقادرعلى اكتشاف واعتراض سته أهداف في وقت واحد. أنظمة أرامان ، و وأزراكش هذه أنظمة دفاع جوي تم الكشف عنها مؤخراً بعضها يستخدم رادارات سلبية أو نشطة، وأخرى تجمع بين الرادار والأنظمة الكهروضوئية للكشف والاعتراض. 2- الموردون الخارجيون : بالإضافة إلى جهودها المحلية، وتعتمد إيران على موردين خارجيين للحصول على التقنيات والمعدات المتقدمة وأبرزهم الصين التي تعتبر مورداً رئيسياً لإيران في مجال أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، هناك تقارير تشير إلى حصول إيران على أنظمة دفاع جوي صينية مثل هي كو 9بي ، و هي كو 22 (المعروف بأسم اف ك- 3 للتصدير) هذه أنظمة مصممة لمقاومة التشويش وتوفير تغطية راداريه واسعة كما أن هناك تطلع إيراني للحصول على طائرات مقاتلة صينية مثل جب 10 سي روسيا على الرغم من أنها حليفة لإيران لكنها حتى اليو م تأخرت عن تسليم طائرات سوخوي 35 الروسية مع إن روسيا هي المورد الرئيسي للأسلحة لإيران وقد باعت صفقات من الأسلحة ومن أهم هذه الصفقات أنظمة دفاع جوي أبرزها منظومة أس 300 وهذا النوع غير فاعل مع الطيران الحديث من نوع اف 35.. وكذلك تعتمد إيران على دول حليفة تستورد منها محتاجاتها من الأسلحة مثل كوريا الشمالية وبيلا روسيا وصربيا وفنزويلا حيث تُذكر هذه الدول أيضاً كموردين محتملين أو مصادر للتقنيات التي تستفيد منها إيران في تطوير برامجها العسكرية. تقول إيران إن لديها حالياً بعد العدوان الإسرائيلي الأمريكي على منشآتها بان لديها القدرة على كشف الأهداف الشبحية (مثل إف 35) بواسطة رادارات ذات التردد المنخفض كون الطائرة الشبحية مصممة لتقليل بصمتها الرادارية في نطاقات ترددية معينة (إعادة الترددات العالية) ومع ذلك قد تكون أقل فعالية في مواجهة الرادارات ذات التردد المنخفض جداً والتي أن تسبب رنيناً في هياكل الطائرات الشبحية الأكبر حجماً الرادارات الإيرانية مثل "قدير" و "باور373" وحسب زعم القادة الإيرانيون انها تستخدم هذه الترددات للكشف عن الأهداف الشبحية. الأنظمة الكهروضوئية يمكن استخدام هذه الأنظمة التي لا تعتمد على انبعاثات الرادار للكشف عن الأهداف الجوية خاصة إذا كانت الطائرات الشبحية لا تستخدم تقنيات التخفي الحراري بشكل كامل أو كانت في مدى قريب. التكامل الشبكي : تسعى إيران في هذه المرحلة الحرجة بعد العدوان المدمر على عجالة لربط راداراتها وأنظمة صواريخها ضمن شبكة دفاع جوي متكاملة لتعزيز قدراتها على الكشف والاعتراض. الهندسة العكسية.. استفادت إيران من الهندسة العكسية لطائرات بدون طيار أمريكية تم إسقاطها أو الاستيلاء عليها مثل 170+راكو في تطوير بعض تقنياتها المحلية. بشكل عام تعمل إيران على تطوير قدراتها الدفاعية الجوية بشكل كبير مع التركيز على التصنيع المحلي والاستفادة من التكنولوجيا الأجنبية، وخاصة من الدول التي لا تلتزم بنفس قيود التصدير التي تفرضها الدول الغربية . تبقى الاشارة هنا الى ان جهود ايران تتصاعد بناء على خبرة حرب الاثناعشر يوما وبناء على قاعدة التحالفات الجديدة التي نشأت..