كشف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثيعن تزايد التورط العربي الرسمي في دعم الكيان الصهيوني، مشيرًا بشكل خاص إلى السعودية ومصر اللتين تجاوزتا مرحلة الصمت أو التواطؤ إلى تقديم دعم مباشر عسكريًا واقتصاديًا وإعلاميًا، رغم الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في غزة. الخطاب أثار نقاشات واسعة بين شخصيات سياسية وأكاديمية حول مدى خطورة انسياق بعض الأنظمة العربية خلف المشروع الصهيوني، وما يترتب على ذلك من تهديد لأمنها القومي وكرامة شعوبها. وفي سياق ردود الأفعال والتحليلات السياسية، قال رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية، الدكتور جمال زهران، في تعليقه على خطاب السيد القائد، إن هذه السياسات الرسمية لا تعكس إرادة الشعوب، بل هي قرارات مرفوضة تماماً من قبل الجماهير، خصوصاً الشعب المصري المعروف بتاريخه الداعم للقضية الفلسطينية. وأكد زهران أن عقد صفقة الغاز مع كيان العدو في ظل المجازر المتواصلة في غزة، يمثل نقطة سوداء في تاريخ النظام المصري الرسمي، مشيرًا إلى أن المواقف الشعبية ومؤشرات الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي تبرهن على رفض واسع للتطبيع، وأن مصر الرسمية باتت رهينة الضغوط الأميركية والخيارات الاقتصادية الخانقة. كما أشار إلى أن مصر لم تقم حتى بالحد الأدنى من خطوات المقاطعة أو الضغط، كوقف العمل باتفاقية كامب ديفيد أو إغلاق معبر رفح بوجه الاحتلال، واصفًا ذلك بأنه خذلان واضح يعاكس الإرادة الوطنية والقومية. وفي ذات السياق، أوضح الناشط السياسي الحجازي الأستاذ أمين النمر ، أن ما تفعله السعودية اليوم لا يُعد تحوّلًا جديدًا، بل كشفًا واضحًا لسياسة قديمة طالما كانت متماهية مع العدو الصهيوني من تحت الطاولة. وأشار النمر إلى أن الدعم السعودي لا يقتصر على الدعم العسكري، بل يشمل أشكالاً متعددة كالدعم الإعلامي والسياسي والتنسيق اللوجستي، مشيراً إلى أن المملكة كانت من أوائل المعارضين للمقاومة خلال عدوان تموز 2006، وهي اليوم تسير بوضوح نحو قيادة قطار التطبيع العربي. كما لفت النمر إلى أن خارطة ما يسمى ب "إسرائيل الكبرى" تشمل أجزاء من الأراضي السعودية، كمنطقة نيوم الاقتصادية، ومع ذلك لا يصدر عن النظام أي موقف واضح أو رافض لهذا التهديد المباشر لأمن وسيادة البلاد. وذهب النمر إلى مقارنة الوضع السعودي ب"النظام السوري الجديد"، الذي لم يتخذ موقفًا حازمًا تجاه احتلال الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة، قائلاً: "إذا لم يحرك النظام السوري ساكنًا حيال احتلال أراضيه، فلا يُنتظر من النظام السعودي أن يتخذ موقفًا وطنيًا حين يبدأ كيان العدو بالسيطرة على نيوم أو حتى مكة والمدينة." وتابع "النموذج السوري اليوم هو ما يقدمه العدو الصهيوني للمنطقة برمتها، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية، ولكن في نهاية المطاف لا بد للشعوب أن تقول كلمته الفاصلة، وهي من تقرر المصير في مواجهة الغزاة والمحتلين، وهذه الأنظمة العميلة التي لا يهمها غير عروشها واستمرارها في الحكم والسلطة بأي ثمن زائلة لا محالة". وجاء خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله كصرخة تحذير مدوية تجاه السقوط الأخلاقي والسياسي لأنظمة عربية، تتخلى عن واجباتها تجاه فلسطين وتغرق في وحل التطبيع والدعم الصهيوني. وفي الوقت الذي تصطف فيه الشعوب مع المقاومة، يظهر التناقض الصارخ بين الإرادة الشعبية والقرارات الرسمية، مما يضع الأمة أمام مفترق طرق خطير، يستدعي إعادة الاصطفاف، وتوحيد الجهود خلف خيار المقاومة كسبيل وحيد للتحرير والكرامة.