في زمنٍ تتكالب فيه قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتهم المشروع الصهيوني على أمة الإسلام، تُشعل في بلداننا الفتن والوهن إخضاعاً للشعوب وإبعادًا لها عن نهج نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، ينهض شعبنا اليمني في ذكرى المولد النبوي الشريف ليجدد هويته وانتماءه: نحن الأنصار وهذا محمد حي في أرواحنا ومواقفنا. لقد حاول الأعداء عبر التاريخ – بأقنعة إسلامية وبدون أقنعة - صرفَ المؤمنين عن طريق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، لكنهم ما استطاعوا، فكلما صُبّت الحروب عليهم، اشتد ارتباطهم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فثبتوا واشتد عودهم، وقام زرعهم على سوقه ليغيظ بهم الكفار جيلًا بعد جيل. وسواء طال الزمن أو قصر فإن الأعداء سيدركون أن معركتهم لم تعد مع شعبٍ أعزل، بل مع أمةٍ استمدت من رسول الله نورها ومن عليٍّ كرّها، ومن حمزة شجاعتها، ومن كربلاء صمودها، ومن مران هديها، أمةٍ ترى في أبنائها فرسانًا وفي جراحهم قُربانًا، وفي دمائهم زلفة، وفي حمل القضية بكل أثمانها وتكاليفها وحدة وألفة.. فأنى للعدو أن ينال منها مُراده. إن الجموع المحتشدة حول اسم محمد والأصوات الهاتفة باسمه والأقدام السائرة على دربه ومنهجه،ليست جموعًا غافلة تلهيها الدنيا والدنايا، بل أنصارًا تبوأوا دار يمن الإيمان والحكمة، يؤون وينصرون ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وكما بايع أجدادهم يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة، وكانت يد الله فوق أيديهم، هاهم اليوم يبايعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت القصف والغارات ويرفعون كلمة الله ليرفعه الله كلمتهم وصرختهم بالموت لحصون خيبر المعاصرة. وأمام زحمة المؤامرات، واتساع دوائر التضليل، التي جعلت من الدين في كثير من بقاع الأرض بنيانًا مشوهًا، يرفعه المنافقون قشورًا وطقوسًا، تقف اليمن بأحفاد الأنصار خلف حفيد الكرار لترفع لواء الإٍسلام متسلحة بهدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وبنورٍ من نوره تعد ما استطاعت من قوة، يُرهِب الله بها عدوه، ويكتب بها النصر والغلبة. وكما كان هداة البشرية "ذريةً بعضها من بعض" نجد الأنصار "ذريةً بعضها من بعض" فأحفاد الأنصار اليوم لا يرون قسوة أوضاعهم وضيق حصارهم عذرًا لهم يصدّهم عن قضية محمد المحاصرة في قطاع غزة، فقضية محمد هي "المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه البلدة الظالم أهلها".. قضية محمد هي "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق"، قضية محمد هي "قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا"فكل دمعة وحرقة وكل صرخة وكل قطرة دم بريء هي قضية محمد التي يسألنا عنها محمد صلى الله عليه وآله وسلم"مالكم؟؟ إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى أرض"إن سكنا وسكتنا أو هدأنا أو توانينا.. وأمام هذا الاختبار الكبير سنقف مع قضية غزة لأنها قضية محمد، وسنتحرك لنصرتها لأن التحرك هو سنة محمد، وسنناصرها لأننا أنصار محمد.. قائلين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلسان شاعر اليمن عبد الله البردوني.. إذا تذكرت عمارًا ومبدأه فافخر بنا إننا أحفاد عمار. * مدير عام الإدارة العامة لشرطة المنشآت وحماية الشخصيات