اتفق إعلاميون على أن الزخم الدبلوماسي الناتج عن اعتراف 150 دولة عضوا في الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية لن ينعكس على الواقع الفعلي للشعب الفلسطيني ما لم يتحول إلى ضغط سياسي ملموس، خصوصًا في ظل ضعف موقف الأممالمتحدة أمام الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل. ومع أن كبير المراسلين العالميين ديفكس كولوم لينش أقر بأن اعتراف حلفاء لأميركا مثل بريطانيا وكندا يثير قلق واشنطن، التي تجد نفسها معزولة إلى جانب تل أبيب أمام إجماع دولي بحل الدولتين، إلا أنه حذر من أن زيادة الضغط قد تدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الأممالمتحدة مثل خفّض تمويل بلاده للمنظمة الأممية، وهو أمر سبق أن فعله مع منظمات دولية. وأوضح لينش أن هذه الاعترافات لا تزال محل مفاوضات ولم تتبلور لتشكل قرارا رسميا تقره الأممالمتحدة. ولم يخف لينش قلقه من الموقف الذي سيعلنه الرئيس ترامب عند مثوله أمام الجمعية العامة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، ردا على التحرك الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ولا تبدي الإدارة الأميركية الحالية اهتماما بموقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا جميع الدول في العالم للاعتراف بدولة فلسطين لتكريس حق الدولتين، حيث أشار لينش إلى أن ترامب ووزير خارجيته مارك روبيو تعمدا تجاهل غوتيريش ولم يلتقيا به منذ وصول إدارة ترامب للسلطة، وأنهما ينتظران انتهاء ولايته بعد عام ويسعيان لإيصال شخص قريب من توجهات إدارة ترامب لمنصب رئيس المنظمة الأممية. وكان ترامب قد أعلن قبل أيام رفضه لهذا التوجه الدولي، واعتبره مكافأة لمن أسماهم "الإرهابيين"، وأنه سيزيد تعقيد الأمور في الشرق الأوسط. بدوره قال مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون إن الاعترافات الدولية لن توقف "الإبادة في غزة" أو "تهويد القدس" أو "التوسع الاستيطاني" ما لم تتحول إلى إجراءات عملية وضغوط فاعلة على الاحتلال، ودعا إلى توحيد الجهود الفلسطينية ورسم خارطة طريق موحدة، إلى جانب تحركات عربية أكثر صرامة ضد إسرائيل.