تشهد مدينة غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع استمرار تقدم قوات الاحتلال الصهيوني إلى عمق المدينة، في ظل اشتداد القصف الجوي والمدفعي ومحاصرة آلاف المدنيين العالقين في أحياء ضيقة دون ممرات آمنة أو مقومات حياة. وأكدت مراسلة قناة "المسيرة" في غزة، دعاء روقة، أن الكيان الصهيوني وسّع من نطاق عملياته البرية، حيث دفع قواته المدرعة إلى ثلاثة محاور رئيسية داخل مدينة غزة، وبدأ بفرض طوق عسكري على الأحياء المتبقية التي لا يزال يقطنها السكان، رغم النداءات المتكررة للنزوح الإجباري. وأشارت روقة في مدخلة مع القناة صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج نوافذ، إلى أن دبابات الاحتلال توغلت من المحور الجنوبي الغربي باتجاه مفترق الجامعات، على مقربة من مجمع الشفاء الطبي، فيما تركز التوغل الثاني في شمال غرب المدينة عند مخيم الشاطئ الشمالي، أما المحور الثالث فامتد من الشمال الشرقي باتجاه حي الشيخ رضوان ومفترق الغفري. وأوضحت أن الطائرات المروحية الهجومية حلق على ارتفاع منخفض وتقوم بإطلاق النار عشوائيًا على المناطق السكنية والتجمعات المدنية، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات بشكل يومي. وبينت مراسلة "المسيرة" في غزة، أن ما تبقى من سكان المدينة باتوا محاصرين في رقعة جغرافية ضيقة تشمل "مفترق السامر، حي الرمال، حي النصر، الساحة، الصرايا، ومحيط مستشفى الشفاء"، في المقابل، تسيطر قوات الاحتلال على أغلب أحياء المدينة، وتمنع أي تحرك نحو الجنوب إلا في ظروف قسرية وخطرة. وفيما يتعلق بالوضع الصحي، أكدت روقة أن المنظومة الصحية في غزة على وشك الانهيار التام، مشيرة إلى خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة، منها دار الشفاء، المستشفى الأهلي المعمداني، وعدد من النقاط الميدانية، بسبب استهدافها المباشر أو نفاد الوقود والأدوية. وقالت إن الكوادر الطبية تعمل في ظروف قاهرة، في ظل انقطاع الكهرباء، ونقص المياه، وتدفق الجرحى بشكل مستمر، ما يجعل تقديم الرعاية الطبية شبه مستحيل. وأضافت أنه ووسط هذا التصعيد المستمر، ومع تعنت الاحتلال في فتح ممرات إنسانية أو السماح بإدخال المساعدات، يعيش سكان غزة في حالة إنسانية مأساوية، فيما تحذر منظمات دولية من كارثة وشيكة تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في قلب مدينة تحت القصف والدمار.