من خلال الحرص على اجراء استطلاعات ميدانية مع الجهات العاملة في مواقع اقتصادية مهمة ترتبط بالمواطنين.. التقينا اليوم الاخ مدير مركز الراهدة الجمركي الاستاذ محمد رشاد وكان اللقاء شاملا للحديث عن الخدمات التي يقدمها المركز وعمليات مكافحة التهريب وخطورتها على الاقتصاد الوطني.. كما تطرق اللقاء أيضا الى الصعوبات التي تواجه عمل المركز بحسب موقعه المحاذي لمسارات تهريب المرتزقة من عدن والمخاء.. فإلى تفاصيل اللقاء: * بداية نرحب بكم ..و نود ان تطلعونا على سير خدمات المركز المقدمة للمستوردين من خلال تبسيط وتسهيل الاجراءات الجمركية؟!. ** بداية نوضح أن مركز الراهدة الجمركي يعمل وفق رؤية مصلحة الضرائب والجمارك الشاملة التي تهدف إلى تقديم خدمات جمركية متطورة قائمة على السرعة والشفافية والدقة وتبسيط الإجراءات، حيث قامت المصلحة بتبني مجموعة من الإصلاحات الإجرائية والتقنية أسهمت في رفع كفاءة الأداء وتسهيل حركة البضائع وأبرزها : 1 - اتمتة وتحديث الإجراءات والانظمة الجمركية بما يواكب التطورات العالمية والتحول نحو النظام الإلكتروني الشامل في جميع مراحل التخليص بحيث يتمكن المستورد او المخلص من إنجاز المعاملات الجمركية عبر انظمة جمركية حديثة وفي بيئة عمل مؤتمتة ابتداء من ترقيم البيان وحتى الإفراج عن البضاعة ، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل نسبة الأخطاء ويرفع عامل الشفافية بين المراكز الجمركية والمتعاملين معها. 2- تفعيل نظام التفاويض الإلكتروني للتسهيل والتيسير على المستوردين لاختصار الوقت والجهد في إصدار التفويض والمصادقة عليه من الغرفه التجارية واعتماده من المصلحة من خلال نظام إلكتروني متاح لجميع المستوردين. 3 - اتاحة المعلومات والشروط والمتطلبات لكل عملية اجرائية جمركية عبر الموقع الالكتروني للمصلحة وتطبيقات الجوال المصممة لهذا الغرض. 4 - تفعيل نظام الرسائل النصية التي تمكن المستورد من تتبع حركة معاملة بيانه الجمركي من وقت دخول وسيلة النقل إلى المركز وحتى الإفراج عنها. 5 - تفعيل نظام النافذة الواحدة التي يتم من خلالها إصدار الموافقات من الجهات الرقابية الأخرى إلكترونيا، مما أسهم في تقليص زمن الإفراج عن البضائع بصورة ملموسة. 6- تفعيل نظام الدفع الإلكتروني لتسديد الرسوم الجمركية والعوائد الأخرى.. وعلى ضوء توجهات المصلحة وانطلاقا من التزام مركز الراهدة الجمركي بتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمستوردين وتطوير بيئة العمل وحرصا على أن تكون جميع الإجراءات الجمركية مبنية على مبدأ الوقت قيمة باختصار دورة المعاملة الجمركية إلى الحد الأدنى دون الإخلال بجودة العمل الجمركي أو متطلبات الرقابة الاجرائية.. وقد ركز المركز خلال الفترة الماضية على المتابعة اللحظية لسير اجراءات عمليات التخليص الجمركي ومراقبة سلامة الإجراء وذلك من خلال: 1 - التحول.. من مفهوم الإجراء الجمركي إلى مفهوم الخدمة الجمركية كون العملية الجمركية ليست مجرد خطوات إدارية بل عمليه خدمية متكاملة تبنى على فهم احتياجات المستورد وقياس مستوى رضاه وزمن انجاز معاملته على ضوء القوانين والقرارات والتعليمات النافذة. 2- تكليف وحدة متابعة بالمركز للقيام بالمتابعة اللحظية للمعاملات والتنسيق الإجرائي المباشر مع إدارات واقسام المركز لوضع المعالجات الفورية لأي اشكاليات تواجه المتعاملين مع المركز. 3- التنسيق والتعاون المستمر مع الجهات الرقابية ذات العلاقة مثل المواصفات، والزراعة، لتجنب اي معوقات اجرائية لتعزيز انسيابية حركة البضائع. * بعد مرور 9 أشهر من العام الحالي كم كان عدد الضبطيات التي قام بها مركز الراهدة من البضائع الممنوعة والمخالفة والمقاطعة بالارقام والتواريخ المختصرة؟! ** بلغ إجمالي عدد محاضر الضبط خلال العام 2025م (280) محضر ضبط بالإضافة إلى 46 محضر للبضائع المقاطعة. * كيف تقيمون مستوى التنسيق بينكم وبين المكاتب العاملة في الجمرك من الجهات الحكومية ذات العلاقة؟! ** في الحقيقة يمكنني القول وبكل ثقة إن مستوى التنسيق بين مركز الراهدة الجمركي والجهات الرقابية الحكومية العاملة في المركز في تطور مستمر ، فليس مجرد تعاون وظيفي بل شراكة عمل تكاملية مؤسسية قائمة على وضوح الصلاحيات وتشارك الأهداف. فلقد أدركنا في المركز أن فعالية الأداء الجمركي لا تقاس فقط بسرعة الإفراج عن البضائع فقط بل وبالقدرة على خلق بيئة عمل متجانسة مع مختلف الجهات ذات العلاقة - مثل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجهات الأمنية والصحية والزراعية بحيث تتم الاجراءات الجمركية والرقابية كمنظومة عمل واحدة. وسبق وان وضحنا أن مصلحة الضرائب والجمارك عملت على التكامل المعلوماتي من خلال النافذة الواحدة التي ربطت بين المركز وجميع الجهات الرقابية وهذا الربط كان له دور بارز في تقليل زمن إنجاز المعاملات بشكل ملحوظ ، كما مكن المركز والمصلحة من متابعة حالة كل بيان والجهة الرقابية التي تتعامل معه .. والتنسيق مع الجهات الرقابية العاملة في المركز ليس فقط اجراء إداري بل قيمة مؤسسية تترجم على أرض الواقع في صورة منظومة متكاملة من العمل الجماعي الذي يهدف إلى تحقيق الانسياب الآمن والسريع للبضائع وتطبيق الأنظمة والقوانين وحماية أمن وسلامة المجتمع واقتصاده الوطني. * ماهي ابرز الصعوبات التي تواجهكم في عمل المركز وتطالبون بالعمل على معالجتها؟!. ** من واقع إدارة العمل اليومي في المركز يمكننا أن نقول أن أبرز الصعوبات التي نواجهها لا تتعلق بنقص الجهود أو بإمكانات الكوادر الجمركية او الرقابية ولكن هذه الصعوبات تتعلق بعوامل اخرى أبرزها ما يلي: 1 - صعوبة ووعورة الطريق المستخدم حاليا بين محافظة عدن الراهدة والذي يمر عبر مرتفعات جبلية وعرة بطرق متهالكة وعادة ما تتعرض لانهيارات جبلية أثناء موسم الأمطار مما يتسبب في قطع الطريق وتعريض حياة المسافرين والبضائع للمخاطر. 2 - تكرار تعطل جهاز الاشعة السينية وعدم إجراء الصيانة اللازمة له. 3 - الوعي المحدود لدى بعض المستوردين والمخلصين بالإجراءات الجمركية مما يؤدي إلى أخطاء متكررة في البيانات أو التصنيف. 4- إجراءات الفحص والتحليل لبعض السلع من قبل الجهات الرقابية في صنعاء الذي يتسبب في تأخير الإفراج عن الشحنات. 5 - الازدواج الرقابي لبعض السلع من قبل أكثر من جهة رقابية بإجراءات مماثلة على نفس البضاعة مما يسبب تأخير في الإفراج عن البضائع .. ونتمنى أن يتم تقليل الازدواج الرقابي ما أمكن وحصره بالسلع التي تتطلب ذلك بطبيعتها أو وضع إطار رقابي متكامل بحيث يتم الفحص لمرة واحدة بنتائج مشتركة تعتمد من جميع الجهات المعنية. * نظام النافذة الواحدة وغرفة العمليات المشتركة للرقابة المرئية.. ماذا قدمت لكم من تسهيلات في مجال عمل المركز.. وماهي ملاحظاتكم عليها لأجل تصل للمستوى المأمول؟! ** نظام النافذة الواحدة وغرفة العمليات المشتركة للرقابة المرئية نقلة نوعية في بيئة العمل الجمركي ، فلم يعد التعامل مع المعاملات الجمركية قائما على الأسلوب التقليدي بل أصبح يعتمد على منهج التكامل اللحظي بين الجهات الرقابية كافة. وقد انعكس ذلك بصورة مباشرة على تسريع الإجراءات ورفع مستوى الشفافية والمتابعة الميدانية. و أبرز ما قدمه نظام النظام النافذة الواحدة من تسهيلات للمركز وللمتعاملين معه: 1- تعتبر نقطة اتصال تمكن المستورد أو المخلص من التعامل مع منصة الكترونية واحدة لمتابعة الموافقات الرقابية. 2- تعزيز الشفافية والتنسيق بين المركز والجهات الرقابية وبين الاطراف المتعاملين مع المركز من خلال تتبع كل إجراء وتحديد الجهة المسؤولة عن أي تأخير الأمر الذي رفع من جودة الأداء والالتزام المهني. 3- المتابعة اللحظية لسير الإجراءات من قبل غرفة العمليات المشتركة للرقابة المرئية و متابعة سير العمل الميداني بشكل مباشر والتواصل مع المركز عند وجود ملاحظات كان له دور كبير في تعزيز سرعة الاجراءات. وفيما يتعلق بالملاحظات : ان الجهات الرقابية لا تزال تعمل على أنظمة مستقلة الى جانب نظام النافذة الواحدة مما يؤخر سير الاجراءات وذلك قد يحتاج إلى ايجاد تكامل أعمق بين الأنظمة التقنية للجهات الرقابية ونظام النافذة الواحدة والاكتفاء بالعمل على نظام النافذة الواحدة. * انتم في موقع حدودي كبير مع الطرف الآخر.. هل تواجهون صعوبات في مجال مكافحة التهريب؟! ** بحكم موقع المركز على منفذ حدودي كبير مع الطرف الآخر فإننا نتعامل يوميا مع تحديات ميدانية تتعلق بمكافحة التهريب وهذه التحديات متجددة ومتنوعة بطبيعتها بقدر ما تتطور أساليب المهربين أنفسهم. وأبرز الصعوبات التي نواجهها : تعدد مسارات التهريب غير الرسمية مما يشكل تحديا أمنيا يستدعي تنسيقا متواصلا مع الجهات العسكرية والأمنية لتغطية النقاط غير الجمركية. يضاف الى ذلك تنوع وتعقيد أساليب التهريب والتي لم تعد مقتصرة على الأساليب التقليدية بل اصبحت تعتمد على وسائل تمويه عالية الدقة تحتاج الى مزيد من اليقظة.