ليست المرة الأولى التي انتقد فيها منح أهم جوائز نوبل وهي «جائزة السلام» لأشد الأشخاص تصهينًا وأشدهم عداء لأمة الإسلام، فقد انتقدت قبل أكثر من 5 سنوات في 3 حلقات -تحت عنوان [(نوبل للسلام) للأشد عدوانية من الأنام]- منحها ل5 شخصيات سادية وعدوانية 60% منها صهيونية، وهأنذا انتقد اليوم منحها لشخصية صهيونية الهوى إلى أعلى مستوى هي الفنزويلية «ماريا كورينا ماتشادو» المتماهية مع تطرف «الليكود» إلى أبعد الحدود. مناهضة -بدعم أمريكي- لنهج بلادها الاشتراكي لقد كانت جمهورية «فنزويلا» ولا تزل -بفعل ثبات ونضال الراحل «هوغو تشافيز» وخلفه «نيكولاس مادورو»- رأس حربة الأنظمة الأمريكية اللاتينية ذات التوجه الاشتراكي المجابه للتغول الصهيوأمريكي الذي يسعى جاهدًا لاختراقها من خلال تسليط الأضواء على شخصيات تنحدر من أسر ثرية وتنتمي إلى طبقات مجتمعية ذات أنشطة مالية استغلالية على غرار «ماريا كورينا ماتشادو» الفائزة ب«جائزة نوبل للسلام» لهذا العام التي عاشت مرفهة في كنف أسرة ثرية أتاح لها ثراؤها الأسري وطفرة أسرتها المالية الالتحاق بأرقى الجامعات الأهلية. وبالرغم من أنَّ تخصصها وطبيعة عملها بعيدان كل البعد عن السياسة، فإنَّ حبها الزائد للظهور وافتتانها بهتافات الجمهور بما تتشدق به ضدَّ سياسة بلادها من بهتان وزور ومناهضتها في السر والعلن لنموذج الحكم الاشتراكي الشديد التباين مع نموذج الحكم الإمبريالي الأمريكي قد حمل واشنطن على استقطابها بأيِّ ثمن، كي تحقق -عبرها- هدف إسقاط النظام الفنزويلي الذي يمثل هو ونظرائه من الأنظمة الاشتراكية عقبة كأداء في طريق الهيمنة الأمريكية-الصهيونية على كافة بلدان «أمريكا اللاتينية»، وقد أشير إلى تبنيها من قبل الإدارات الأمريكية لا سيما الإدارة الحالية في سياق تقرير «علي سعادة» التساؤلي المعنون [مؤيدة لترامب ونتنياهو.. من ماتشادو الفائزة بنوبل للسلام؟] الذي نشره «الجزيرة نت» في ال10 من أكتوبر الحالي على النحو التالي: (الفائزة بجائزة نوبل «ماريا كورينا ماتشادو» مدعومة من الولاياتالمتحدة الأميركية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي المعادي لأميركا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي -وفق ما يسوله له خياله- إلى اعتقاله. وحين استبعدت «ماتشادو» -العام الماضي- من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية الفنزويلية -بعد تأكد ولائها بالأدلة التي لا يعتريها ريب ل«واشنطن» و«تل أبيب»- قال ترامب -على مواقع التواصل الاجتماعي-: "ناشطة الديمقراطية الفنزويلية «ماريا كورينا ماتشادو» وحليفها الرئيس المنتخب «غونزاليس» يعبران سلميًّا -على حدّ زعمه- عن أصوات وإرادة الشعب الفنزويلي مع مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتظاهرون ضد النظام، لا ينبغي أن يتعرض هؤلاء المناضلون من أجل الحرية للأذى، ويجب أن يظلوا آمنين وأحياء"). عُرفت بدعمها الجنوني للتطرف الصهيوني أشرت في بدء مقالي إلى أنَّ لأيِّ متصهينٍ فظ في «نوبل للسلام» أوفر الحظ، ودللت على صدق ادعائي بإشارة ذات أثر رجعي إلى أنَّ 3 قتلة صهاينة هم (شمعون بيريز، ومناحم بيجن، وإسحاق رابين) ظفروا بها، بعد كل ما عرف عنهم -على مدى عشرات السنين- من ولوغٍ مشين في دماء أطفال ونساء فلسطين، ومن هذا المنطلق أؤكد عدم حرص أعضاء اللجنة النرويجية ل«جائزة نوبل» -نتيجة ما يمارس عليها من ضغوط صهيونية- على منح «جائزة السلام» للشخص المستحق، وأنهم يأخذون في الحسبان -أثناء المفاضلة بين المرشحين لنيلها- قضية الولاء ل«دولة الكيان» وتأييدها المطلق في ما تمارسه ضدّ الشعب الفلسطيني من عدوان، وقد منحت هذا العام للفنزويلية «ماريا كورينا ماتشادو» كونها -في ضوء ما يُشاهد ويُروى- صهيونية الهوى إلى أعلى مستوى، فهي -بالإضافة إلى دعمها لتيارات اليمين المتطرف حول العالم- معادية شرسة للحق الفلسطيني، فمقابل مقاطعة الرئيس الفنزويلي السابق «هوغو تشافيز» كيان الاحتلال ردًّا على جرائمه في غزة في حرب عام 2008، طلبت «ماتشادو» -في ديسمبر 2018- من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتدخل عسكريا لمحاربة نظام «نيكولاس مادورو» خليفة «تشافيز». كما أنها -من ناحية أخرى- متماهية مع التطرف الصهيوني إلى حدٍّ جنوني، فقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" -بحسب ما ورد في مستهل خبر نشرته وكالة «خبر» في ال11 من أكتوبر- عن متانة علاقتها وعلاقة حزبها «فينتي فنزويلا» بحزب «الليكود»، وأنها وقّعت عام 2020 -بصفتها زعيمة حزب Vente Venezuela- اتفاقية تعاون مع حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، بهدف تعزيز ما أسمته القيم المشتركة. وفي خضم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، عقدت ماتشادو وزميلها في المعارضة المرشح الرئاسي السابق إدموندو غونزاليس -بحسب عدة مصادر في يناير- مؤتمرًا رقميًّا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. وقد تعهّدت -في أكثر من مناسبة- بنقل سفارة «فنزويلا» إلى «القدس» في حال فوزها بالرئاسة، معتبرة دعم إسرائيل "خيارًا فنزويليًّا استراتيجيًّا". أفلا تصل بنا كل هذه الوقائع الدلائلية إلى اقتناعٍ تام بمحاباة اللجنة القائمة على «جائزة نوبل للسلام» للشخصيات ذات الميول الصهيوإسرائيلية؟