حذّرت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، من أنّ مدينة الفاشر السودانية في «وضعٍ حرج للغاية»، مع تزايد خطر «الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية» بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها عليها. وقال مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيانٍ، اليوم، إنّ «خطر وقوع انتهاكات وفظائع واسعة النطاق، بدوافع إتنية، في الفاشر يتزايد يوماً بعد يوم»، داعياً إلى «تحرك عاجل وملموس لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين في الفرار إلى مناطق أكثر أمناً». وفي وقتٍ سابق من اليوم، كشف رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، عن معلومات جديدة بشأن المباحثات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، ونفى ممارستها ضغوطاً لفرض الجلوس والتفاوض مع قوات الدعم السريع. وأفاد إدريس، في حوارٍ مع «الجزيرة نت»، بأنّ المباحثات مع واشنطن مستمرة لأنّ هناك مصالح مشتركة بين البلدين. وأكّد أنّ «الدعم السريع» لن تتمكن بتصعيدها الأخير في الفاشر وبارا من «ليّ ذراع الحكومة»، مشيراً إلى أنّ «الفاشر ستظل عصية عليهم مهما حدث». أوضح «أنّهم يأملون في بدء حوار سوداني سوداني قريباً، لا يُستثنى منه إلاّ من أبى أو أجرم في حق الشعب، ليكون أداة ناجعة لإحلال السلام الدائم وتهيئة البلاد للانطلاق نحو رحاب التنمية الشاملة والدائمة». وخلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في ماليزيا، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم، من «تصعيد مروّع للنزاع» في مدينة الفاشر، لافتاً إلى أن «مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله». ويوم أمس، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، آخر مدينة كبيرة كانت تحت سيطرة الجيش، وذلك بعد حصارٍ استمر أكثر من عام. وأكدت القوات، في بيانٍ، «بسط سيطرتها على مدينة الفاشر من قبضة المرتزقة والمجموعات المتحالفة مع الجيش السوداني، وذلك بعد معارك تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهك العدو، ومزّق خطوط دفاعه، وأوصله إلى الانهيار التام». واستضافت واشنطن، الأسبوع الماضي، اجتماعاً للمجموعة الرباعية بشأن السودان، التي تضمّ مصر والسعودية والإمارات إلى جانب الولاياتالمتحدة، بهدف الدفع في اتجاه السلام وهدنة إنسانية، وفق بيان أميركي. ولم تسفر المفاوضات، حتى الآن، عن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين المتحاربين، رغم الدعوات الأممية والدولية إلى وقف إطلاق النار، لا سيما في الفاشر التي تعاني من المجاعة وتفشّي الأوبئة.