كشف تقرير لموقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" (Responsible Statecraft)" الأمريكي، أن الفعالية الكبيرة للضربات الصاروخية الإيرانية كانت العامل الحاسم الذي أجبر إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار بعد تسعة أيام فقط من هجومها، وذلك في تباين حاد مع صراعاتها الطويلة مع حماس وحزب الله. وذكر التقرير أن إسرائيل تسعى حالياً لكسر هذا التوازن القائم على "الترهيب"، حيث يخطط نتنياهو لإقناع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في اجتماعهما المرتقب نهاية ديسمبر، بالانضمام إلى إسرائيل في جولة حرب جديدة تهدف لاستعادة "الهيمنة المطلقة" وتفكيك برنامج الصواريخ الإيراني الذي بات يتحدى العقيدة العسكرية الإسرائيلية. وجاء في التقرير: "إسرائيل كانت على وشك استئناف الصراع لعدم تحقيقها أهدافها الرئيسية خلال هجومها الأول، وقد أجبر الأثر الكبير للضربات الصاروخية الإيرانية إسرائيل على السعي لوقف إطلاق النار بعد تسعة أيام فقط،وهو ما يتناقض تمامًا مع الأشهر، بل والسنوات، التي استغرقتها سابقًا للضغط على إسرائيل لعقد اتفاقيات وقف إطلاق النار مع حماس وحزب الله". مضيفا: "حرب حزيران خلقت نوعا من توازن الردع وهو وضع تقبله إيران، ولكنه غير مقبول لنتنياهو وإرثه، ولذا فان هذا التوازن القائم على الترهيب هو ما يدفع إسرائيل إلى السعي لجولة جديدة، فالعقيدة العسكرية الإسرائيلية لا تسمح لأي من خصومها الإقليميين بردعها أو تحدي هيمنتها العسكرية، وبرنامج الصواريخ الإيراني الحالي يفعل ذلك تحديدًا". وحذر الموقع من أن مطالب إسرائيل الأمنية "بلا نهاية"، داعياً إدارة ترامب إلى رفض الانجرار خلف أهداف نتنياهو التي تسعى لتجريد الجيران من أي وسيلة للدفاع، مؤكداً أن الاستمرار في هذا النهج يدفع المنطقة نحو حالة من انعدام الأمن التام.