أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، اليوم الثلاثاء، عن إجراء مزاد علني لخصخصة مطار "دوموديدوفو" في موسكو في مطلع عام 2026. وقال سيلوانوف: "لقد عملنا بجد على هذا المشروع. في مطلع العام المقبل سيتم طرح الحصة المخصصة له في مزاد علني"، وأضاف: "هناك جهات مهتمة ومستثمرون". وتقدر بيانات "يوروناكست ماركتس" (Euronext markets) أن قيمة المطار حوالي 7.5 مليارات دولار. وكانت المحاكم الروسية قد نقلت ملكية جميع أسهم مطار "دوموديدوفو"، أحد المطارات الرئيسية في موسكو إلى جانب مطاري "شيريميتيفو" و"فنوكوفو"، إلى الدولة قبل بضعة أشهر، بعد أن قضت محكمة إقليمية في موسكو بأنه "خاضع لتأثير أجنبي". واتهمت النيابة العامة، في يونيو/حزيران، اثنين من كبار المساهمين في المطار، وهما ديمتري كامينشيك وفاليري كوجان، ب"اتباع سياسة عدوانية لدول غربية تسعى إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا الاتحادية من خلال الإضرار باقتصادها"، ليحدد في سبتمبر/أيلول الماضي وزير المالية نهاية عام 2025 موعداً محتملاً للبيع، مصرحاً بأنه جرى تحديد مشترٍ محتمل، لكنه لم يكشف عن اسمه. جنسية إماراتية وإسرائيلية وكانت الاتهامات الموجهة إلى مالكي مطار دوموديدوفو، ديمتري كامينشيك وفاليري كوجان، جزءاً من جهد أوسع تبذله الدولة الروسية لتأميم الأصول الاستراتيجية الرئيسية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية. وحسب صحيفة موسكو تايمز الروسية، فإن من بين الأسباب المحددة لاتهام المحكمة ب"التأثير الأجنبي" على كامينشيك هو امتلاكه لجنسية أو إقامة في دول أخرى، مثل الإمارات وإسرائيل، وأشارت إلى أنه بموجب القانون الروسي، لا يُسمح للكيانات الأجنبية بالسيطرة على أصول استراتيجية كمطار دولي رئيسي دون موافقة حكومية مسبقة. كما رأت المحكمة أن المالكين أخفيا عمداً جنسيتهما الأجنبية وهيكل الملكية الحقيقي عند نقل الأصول إلى الاختصاص القضائي الروسي، مما أدى إلى تضليل السلطات. مطار دوموديدوفو ومنذ عام 2005، أصبح مطار دوموديدوفو أكثر المطارات ازدحاماً من حيث حركة المسافرين في روسيا. وفي عام 2014، بلغ عدد المسافرين عبر مطار دوموديدوفو 33 مليون مسافر سنوياً، وقد صُنِّف ضمن أهم مطارات أوروبا من المجلس الدولي للمطارات. ولتعزيز إمكانات المطار، أعلن كامينشيك عن استثمارات في "أيروتروبوليس"، وهو مركز تجاري وصناعي مجاور للمطار. وكان مطار دوموديدوفو، الواقع جنوبموسكو، المطار الخاص الرئيسي الوحيد في العاصمة. ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، استولت موسكو على أصول بمليارات الدولارات، بما في ذلك فروع لشركات أجنبية غادرت البلاد عقب العقوبات الدولية المفروضة على موسكو. ويخدم مطار دوموديدوفو العاصمة الروسية، ويقع جنوب مدينة موسكو، وهو أحد أكبر المطارات في البلاد وأوروبا من حيث الحركة، ويُعرف رسمياً ب"مطار دوموديدوفو ميخائيل لومونوسوف الدولي"، ويتميز بكونه بوابة جوية مهمة للعديد من رحلات الركاب والشحن، وهو واحد من المطارات الثلاثة الكبرى التي تخدم موسكو، إلى جانب "شيريميتييفو" و"فنوكوفو". من هو كامنشيك؟ ويعتبر مالكه السابق الميلياردير ديمتري كامنشيك (57 عاماً) أحد أكبر المستثمرين في صناعة الطيران، وبدأ الرحلة بملكية المطار ورئاسة مجلس إدارته، إذ عمل على تحديث بيانات الإنترنت فيه، وتطبيقات التكنولوجيا المتطورة، وحوله لواحد من أكثر المطارات ازدحاماً في شرق أوروبا، ويحتل مرتبة متقدمة عالية من حيث رضا العملاء وسلامتهم. وفي إبريل/نيسان 2024، صنفته مجلة فوربس في المرتبة 62 ضمن قائمة المليارديرات الروس بثروة صافية قدرها 2.2 مليار دولار، وبين عامي 2002 و2004 استحوذ كامينشيك على أسهم في مصنع "ديميكوفسكي" للآلات، ومصنع "تسينتروسفار"، ومصنع "أوكتيابرسكي" لإصلاح السيارات الكهربائية، وأسس شركة "ترانسماش" للبحث والتطوير في مجال هندسة النقل. وفي عام 2004، باع أصول الإنتاج والهندسة. ثم في العام نفسه، باع شركة إيست لاين التي كانت تمتلك آنذاك أسطولاً من 50 طائرة ومكاتب إقليمية في جميع أنحاء روسيا، ليركز على مطار دوموديدوفو. وبعد الهجوم الذي استهدف مطار دوموديدوفو في يناير 2011، سعت سلطات إنفاذ القانون في موسكو إلى تحديد المالكين الحقيقيين للمطار. وفي العام نفسه، وخلال الفترة التي سبقت طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام، نشرت الشركة القابضة معلومات عن المستفيد النهائي على موقع بورصة لندن، وذكرت أن كامينشيك هو المالك الوحيد. وفي 18 فبراير/شباط 2016، أُلقي القبض على كامينشيك بتهمة التورط في تفجير مطار "دوموديدوفو" الدولي، ووُجِّهت إليه تهمة الإهمال الجنائي الذي تسبب في وفاة 37 شخصاً. ونفى كامينشيك ومطار "دوموديدوفو" ارتكاب أي مخالفة، مؤكدين أن أمن المطار في وقت الحادث التزم تماماً بالمتطلبات القانونية آنذاك. وبعد جلسات المحكمة، وُضع كامينشيك رهن الإقامة الجبرية حتى 18 إبريل/نيسان 2016، ومُنع من مغادرة منزله والتواصل مع أي شخص، باستثناء المحققين وأقاربه، واستخدام البريد أو الإنترنت أو البريد الإلكتروني. وفي 1 يوليو/تموز 2016، وبفضل تدخل نائب المدعي العام فلاديمير مالينوفسكي، أُفرج عن كامينشيك من الإقامة الجبرية. وفي 21 سبتمبر/أيلول 2016، أغلقت لجنة التحقيق الروسية القضية لعدم كفاية الأدلة.