تحت عنوان " القمة الموقف " قالت صحيفة الثورة اليمنية إن أمام القمة العربية - المقرر إلتئامها في العاصمة السعودية الرياض بعد غد الأربعاء، - فرصة تاريخية كبيرة، للخروج برؤية عربية موحدة، حيال مجمل القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة .. يتصدرها الإعلان عن تمسك العرب بمبادرة السلام المقرة في قمة بيروت، كما وردت (نصاً وروحاً) .. باعتبار ان تلك المبادرة قد حملت في طياتها الأسس الواقعية والموضوعية والجادة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. واضافت لعل من المهم، التأكيد - هنا - على أن مبادرة السلام العربية قد اشتملت على الحد الأقصى من التنازلات، التي قدمها العرب، من أجل إيجاد التسوية العادلة للقضية الفلسطينية، وحل النزاع العربي الإسرائيلي، وإرساء قواعد السلام المنشود في المنطقة. وجاء في كلمتها بأن العرب بتلك المبادرة برهنوا على مدى التزامهم بمبادئ السلام الدائم .. بل أنهم - من خلال التنازلات التي قدموها - جسدوا أعلى درجات المرونة في تعاطيهم مع مفردات العملية السلمية واستحقاقاتها .. وكان من المفترض أن تقابل هذه النوايا الحسنة باستجابة جادة ومسؤولة، من قبل إسرائيل، حتى تثبت أنها على استعداد للتعايش مع جوارها العربي في أجواء من الأمن والسلام والاستقرار، إلا أن ما حدث هو العكس، حيث عمد «جنرالات إسرائيل»، كما هو حالهم دوماً - إلى إبداء المزيد من التعنت، والمواقف المتشددة والمتطرفة، وتصعيد أعمال البطش والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني، والتنكر لكل ما يتصل بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالتسوية العادلة. وإزاء ذلك حسب الصحيفة فإننا في الجمهورية اليمنية، نرى بأن أي مساس أو تعديل في المبادرة العربية، إنما هو الذي سينسف جوهرها ومحتواها، كما أنه سيخل بالمحددات المثلى للوصول إلى سلام عادل، يضمن حقوق جميع الأطراف، ويلبي المطالب التي سبق وأن تضمنتها القرارات الدولية بشأن الصراع العربي الاسرائيلي. واليمن - بهذا الموقف - الذي عبَّر عنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، في أكثر من مناسبة - لاشك أنه الذي ينطلق من إدراك عميق بأن السلام لا يمكن أن يتحقق أو يستتب عن طريق ممارسة مزيد من الضغوط على طرفٍ لصالح طرف آخر لإيمان اليمن بأن أية خطوة نحو السلام المنشود، يصعب أن تتهيأ لها فرص النجاح، ما لم تقم على معادلة متوازنة- وبعيداً عن أي غمط أو اهدار للحقوق الفلسطينية والعربية. وعليه فإذا كان العرب قد تعاملوا مع موضوع السلام من منظور استراتيجي، وترجموا ذلك بمبادرتهم التي أجمعوا عليها في قمة بيروت عام 2002م .. فإن من المنطقي - والمصلحة أيضاً - أن يسعى الجميع من أجل بلورة هذه المبادرة، وجعلها مفتاحاً للسلام العادل.. ونعتقد بأن العرب بتلك المبادرة - قد قدموا أقصى ما يمكن تقديمه من التنازلات وأصبحت الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي، الذي يتعين عليه اليوم القيام بدوره في تحويل عملية السلام، من «مجرد مبادئ» إلى وقائع على الأرض، وذلك من خلال ممارسة الضغط على إسرائيل، وإلزامها بالتخلي عن نهجها العدواني وموقفها المتصلب تجاه متطلبات السلام العادل والشامل، حيث وقد آن الآوان أن تعي الدول الكبرى والمجتمع الدولي عموماً، حقيقة ان الشعوب العربية قد دفعت ثمناً باهظاً (طوال أربعين عاماً)، وأضاعت وقتاً طويلاً، وأهدرت الكثير من امكانياتها في انتظار اللحظة للتخلص من تراكمات وتبعات الصراع «الذي فُرض عليها» .. في حين ظلت اسرائيل تُفسد كل فرصة أو أمل يلوح من أجل الوصول إلى تلك الغاية. وتصل الثورة إلى القول بأنه من غير المقبول ان تمارس الضغوط على العرب - في الوقت الراهن - لدفعهم نحو المزيد من التنازلات .. فيما تُترك إسرائيل تعربد كما تشاء وتسعى للالتفاف على المبادرة العربية بغية تقويض مضامينها، الأمر الذي يتعين على قمة الرياض التنبه له عبر استيعاب ما ترمي إليه اسرائيل من وراء مساومتها ودفعها لبعض الأطراف الدولية لطرح مشروع تعديل المبادرة بصورة جائرة وبحيث تصبح عملية السلام أشبه بورقة متطايرة لا مستقر لها إلا في تلك الزاوية التي ُتحدث فجوة بين القيادات العربية وشعوبها. والواجب على المجتمع الدولي أن يستشعر مسئولياته في هذه المرحلة الحساسة التي تفرض على الجميع التكاتف من أجل إنهاء عوامل التوتر وشبح العنف في المنطقة، وذلك هو مطلب العرب. واختتمت افتتاحيتها بالقول بان على العالم الضغط على اسرائيل حتى تقبل بذلك المطلب، ليتحقق السلام ويعم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة منذ أكثر من نصف قرن.