تلقى بول وولفويتز رئيس البنك الدولي دعما من البيت الأبيض بسبب فضيحة الفساد التي تعرض لها، في حين توقع مراقبون الاطاحة بوولفويتز الذي يعتبر مهندس غزو العراق بسبب محاباة عشيقته شاها علي رضا ذات الاصول العربية وإعطائها مزايا وظيفية عبر رفع راتبها ، حتى أصبح أكبر من راتب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. واعرب وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون الجمعة 13-4-2007 عن تقديره لبول وولفوفيتز الذي تهدد قضية محاباة بقاءه على راس البنك. وقال بولسون في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء مالية الدول السبع الاكثر تصنيعا, في واشنطن "اني اكن الكثير من الاحترام لبول وولفوفيتز وقدراته المهنية" وهو "موظف متفاني". واضاف "لقد اعتذر وولفوفيتز وهناك عملية تحقيق جارية في القضية ". وقال ممثلو الاتحاد الاوروبي ان قضية وولفوفيتز لم تتم اثارتها اثناء اجتماع وزراء مالية الدول السبع. وتفجرت "الفضيحة" قبل أيام عندما شككت رابطة موظفي البنك في الترقية والزيادة في المرتب الممنوحتين للموظفة السابقة، شاها رضا، التي انتقلت للعمل بوزارة الخارجية، في سبتمبر/ أيلول من العام 2005، بعد ما أصبحت علاقتها مع وولفويتز علنية. وعملت رضا في البنك الدولي لمدة ثمان سنوات، قبل تولي وولفويتز رئاسة البنك، وكانت تعد واحدة من كبار مستشاري الاتصالات في إدارة الشرق الأوسط بالبنك. وبعد فترة من تولي وولفويتز منصبه، في منتصف العام 2005، أشارت عليه لجنة القيم بمجلس إدارة البنك الدولي بأن وجود رضا بالبنك يمثل "تضارب مصالح"، وأنه يجب نقلها إلى عمل خارج البنك. وقالت رابطة موظفي البنك الدولي إنه قبل تكليف رضا بمهمتها في وزارة الخارجية، تم ترقيتها إلى منصب أعلى، مؤكدة أن "هذه الترقية لا تتفق بشكل واضح مع القواعد." وأضافت إن رئيس البنك منح رضا زيادة في الراتب، كانت "أكثر من مثلي الزيادة المسموح بها"، وفقاً لقوانين العاملين بالبنك. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت أن رضا حصلت على زيادات في الراتب بلغت 61 ألف دولار، مما رفع أجرها السنوي إلى أكثر من 193.5 ألف دولار، أي أكثر مما تحصل عليه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس نفسها. واعترف وولفويتز يوم الخميس الماضي ، بأنه ارتكب "خطأ" لمنحه زيادات في المرتب لموظفة سابقة في البنك كان يقيم علاقة عاطفية معها، وساعدها في الحصول على عمل بوزارة الخارجية الأمريكية.
شاها من أصول عربية في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم السبت ان شاها علي رضا ولدت في ليبيا من أب ليبي وأم من اصول سورية، وتربت شاها في تونس والسعودية وبريطانيا وتزوجت من بلنت علي رضا في الثمانينات ثم انتقلت معه الى الولاياتالمتحدة ، بعد ان كانت قد حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة اكسفورد. ويقول الذين يعرفونها عن قرب انها تتمتع بكفاءة عالية في مجال العلاقات العامة وانفصلت شاها عن زوجها ، كما ان وولفويتز منفصل هو الآخر عن زوجته. ولم يدافع مجلس مديري البنك الدولي، في البيان الذي اصدره امس الجمعة عن بول وولفويتز، مما عزز التكهنات بانه سيضطر للاستقالة، بل إن مجلس ادارة البنك وجه أعنف توبيخ للرجل خلال مسيرة حياته السياسية. وعمل وولفويتز نائبا لوزير الدفاع دونالد رمسفيلد، وكان من الذين وضعوا ونفذوا خطة غزو العراق. ويعتبر من المحافظين الجدد، لكن لم تكن هناك اعترضات على تعيينه في ذلك الوقت لأن اغلبية الشعب الاميركي كانت تؤيد غزو العراق. يذكر أن البنك الدولي يضع "مكافحة الفساد" ضمن أولويات برامجه التنموية، حيث علق في السابق تمويل عدة مشروعات بمليار دولار في دول أفريقيا وآسيا، بسبب إدعاءات بالفساد، ثم عاد وتراجع عن قراره بعد تلقيه وعود بتفعيل الشفافية والرقابة من الدول المعنية.