اعلن التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر اليوم انسحابه رسميا من الحكومة بسبب عدم اقدام رئيس الوزراء نوري المالكي على وضع جدول زمني لانسحاب "قوات الاحتلال". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لعدد من مسئولي الحركة التي تشغل ستة مناصب وزارية وربع مقاعد البرلمان في الائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال رئيس الكتلة الصدرية نصار الربيعي للصحافيين "قررنا الانسحاب من الحكومة الكل يعرف مبدانا ثابت من الاحتلال منذ بدايته وحتى الان". واضاف "نحن في كل الاحوال كنا في المقاومة السلمية نطالب بخروج الاحتلال ولازلنا نطالب بذلك في المقاومة السياسية". ووفقا لرويترز، فليس من المرجح أن تؤدي هذه الخطوة للاطاحة بالحكومة ولكن من شأنها خلق توترات في الحكومة الهشة التي يقودها الشيعة في وقت تسعى فيه لمعالجة الانقسامات الطائفية التي تهدد بانزلاق العراق الى حرب طائفية. في غضون ذلك ، تظاهر الآلاف في البصرة, ثاني أكبر مدن العراق مطالبين بإقالة المحافظ بسبب "تردي الخدمات واستشراء الفساد" في معقل الصناعة النفطية والمنفذ البحري الوحيد للبلاد. في الوقت نفسه قالت تقارير صحفية إن شخصيات من جنوب العراق أعلنت عن حكومة مؤقتة وسط أجواء تنذر بانفجار أمني. وتجمع نحو 20 الف شخص أمام جامع البصرة الكبير وانطلقوا باتجاه مبنى المحافظة في وسط المدينة رافعين لافتات كتب عليها "محافظ البصرة- نزاهة = فساد اداري" و"جماهير البصرة تطالب بإقالة محمد مصبح الوائلي" محافظ البصرة. وينتمي الوائلي الى حزب "الفضيلة الإسلامي" ومرشده الروحي هو آية الله محمد اليعقوبي. ويشغل الحزب 15 مقعدا في البرلمان (275 نائبا) كما ان البصرة هي معقله الرئيسي. ويقول احد المتظاهرين ويدعى علي جابر (27 عاما), طالب جامعي "يجب اقالة المحافظ من منصبه بسبب تردي الاوضاع في المدينة من جميع النواحي". وبدوره, قال احمد سلمان (50 عاما) الموظف من شركة نفط الجنوب "على المحافظ ان يترك المنصب لانه غير مرغوب فيه. ولن نقبل التفاوض حول هذا المطلب". ولم تعلن الاحزاب الشيعية الرئيسية مثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية او التيار الصدري مسؤوليتها عن التظاهرة التي تمت الدعوة اليها من خلال منشورات القيت بعنوان "جماهير البصرة". يذكر ان الفضيلة انسحب من الائتلاف الشيعي (130 مقعدا), اكبر كتلة برلمانية بزعامة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم ويضم ايضا منظمة بدر والتيار الصدري وحزب الدعوة بجناحيه بالاضافة الى المستقلين. وسارت التظاهرة, بحسب مراسل فرانس برس وسط اجراءات امنية مشددة وانتشار مكثف للجيش والشرطة في جميع الشوارع الرئيسية.