اتفقت لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية التي اجتمعت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على تكليف مصر والاردن للاتصال بالدولة العبرية للشروع في تنفيذ المبادرة وبحث سبل احياء عملية السلام، ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إسرائيل حكومة وشعبا الى إغتنام الفرصة وقبول المبادرة العربية للسلام دون تعديل . وقال الفيصل في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاربعاء مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ختام اجتماعات لجنة المبادرة العربية " لجنة المبادرة العربية اتفقت على إقرار المبادرة العربية كما هي دون تعديل ، وتشكيل وفد وزاري عربي ". وأكد الفيصل ان لجنة المبادرة -التي تضم 13 من وزراء الخارجية العرب- كلفت مصر والاردن ببذل جهودهم في دعوة حكومة اسرائيل الى قبول المبادرة العربية . وأوضح الفيصل "ومع قيام اسرائيل بوقف ممارستها في الاراضي المحتلة وعلى رأسها رفع الحصار ووقف الحفريات في القدس تقرر لجنة المبادر العربية تشكيل فريق عمل موسع للاتصال بالحكومة الاسرائيلية لتفعيل المبادرة العربية ، مضيفا ان لجنة المبادر العربية تدعو الى اجتماع دولى لانطلاق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على كافة المسارات ، وأكد الفيصل ان هذا الاجتماع عقد بعد ثلاث اسابيع من انعقاد القمة ليعبر عن مدى جدية قررات القمة في الرياض. ومن جانبه أكد الامين العام لجامعة الدول العربية "عمرو موسى" استعداد لجنة المبادر العربية طبقا لقرار قمة الرياض الدخول في عملية سلام نهائية واعتبار الصراع العربي الاسرائيلي صراع ماضي اذا ما التزمت اسرائيل بقررات القمة. وطالب موسى اسرائيل بان تكون "منفتحة" على السلام ، مؤكدا انفتاح الدول العربية للسلام اذا قامت اسرائيل بتطوير سياستها في المنطقة، واوضع موسى انه تم تكليف مصر والاردن بتفعيل المبادر العربية مع اسرائيل لان الدولتين لهما علاقات مع تل ابيب. وأكد الامين العام لجامعة الدول العربية ان الاممالمتحدة أبلغت رسميا بالمبادر العربية منذ سبتمبر 2002 ، وبسؤاله حول الوضع الحالى للولايات المتحدة في العراق، قال موسى الولاياتالمتحدة والعراق والعرب وكل الدول في ورطة بشأن العراق . وكانت لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية اتفقت على تشكيل مجموعات عمل لتسويق المبادرة والاتصال بإسرائيل لبحثها، واتفقت اللجنة على تشكيل مجموعة عمل لتسويق المبادرة دوليا من خلال جولات خارجية، وتكيلف مجموعة أخرى بالتحرك داخل مجلس الأمن الدولي بالتنسيق مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للحصول على تأييد الأممالمتحدة للمبادرة. وقال ممثل الجزائر في اجتماع اللجنة عبد القادر حجار إن كلا من مصر والأردن سيقومان بالاتصال بإسرائيل لمعرفة موقفها من المبادرة على أن يتم ذلك دون تفويض من اللجنة أو الحديث باسمها أو باسم الجامعة العربية. وفي وقت سابق قالت مصادر إعلامية أن تحرك اللجنة مع إسرائيل ستتولاه مصر والأردن باعتبارهما الدولتين الموقعتين رسميا على معاهدة سلام معها، أما بقية الدول فلن تشترك في أي مفاوضات وإلا اعتبر ذلك تطبيعا قبل أن تقدم إسرائيل أي تنازلات. وناقشت اللجنة اليوم آليات عمل بشأن كيفية الترويج دوليا للمبادرة باعتبارها أرضية أساسية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك تنفيذا لقرارات القمة العربية الأخيرة في الرياض وكان مسؤولون إسرائيليون كشفوا أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت أبدى استعداده لاجراء محادثات مع مجموعة عمل تابعة للجامعة العربية بشأن المبادرة العربية التي تستند على مبدأ الأرض مقابل السلام. وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات مع مجموعة العمل تم دراستها داخل حكومة أولمرت، وإن هناك اتصالات مبدئية جرت بعد القمة العربية التي انعقدت في الرياض نهاية الشهر الماضي. ورجح مسؤولون إسرائيليون أن تقود المحادثات إلى انفراج، لكنهم أعربوا عن خشيتهم أيضا من أن تؤدي إلى إشعال العنف إذا فشلت في إحراز أي تقدم. وتطالب إسرائيل بإجراء تعديلات على المبادرة عن طريق حذف الإشارة إلى القرار 194 الذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر، وتعديل البند المتعلق بالقدس الشرقية كعاصمة للفلسطينيين، والإشارة إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة بدلا من تأسيس الدولة الفلسطينية على أراضي الرابع من يونيو عام 1967. وكان الرئيس المصري حسني مبارك اتهم تل أبيب بالمراوغة لتعديل المبادرة العربية للسلام وحذف البند الخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، مضيفا ان موضوع مبادرة السلام العربية عرض في القمة الاخيرة في الرياض التي اكدت انه لا تعديل في هذه المبادرة. واننا لسنا بحاجة لمبادرات جديدة، ولا بد من التفاوض لحل المشاكل المعلقة وفي مقدمتها مشكلة عودة اللاجئين، واوضح ان المبادرة العربية تؤكد انه اذا تم التوصل الى سلام عادل وشامل وعادت الاراضي العربية فإن هناك توصية للدول العربية بإقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل، مؤكدا انه لا يمكن اقامة هذه العلاقات واقرار السلام قبل الانسحاب الاسرائيلي. وقال مبارك ان الشعوب العربية تحاسبنا وهي ليست نائمة.. ولا يمكن لأحد ان يقدم الآن على اقامة علاقات مع اسرائيل والارض العربية محتلة، لأن ذلك سيؤدي الى مشاكل كبيرة ويكون على حساب الامن والاستقرار في المنطقة . وبدورها جددت السعودية على لسان وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل التاكيد على رفض اي تعديل لمبادرة السلام العربية، وذلك غداة لقاء الرباعية العربية مع رايس في أسوانجنوب مصر للبحث في فرص عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال الامير سعود الذي اعدت بلاده مبادرة السلام وتبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002, انه "لا تعديل ولا تبديل على مبادرة السلام العربية, لقد سبق واكدت ذلك عشرين مرة وهذه اخر مرة ساقول هذا الكلام". وحول اجتماع رايس باربعة وزراء عرب في أسوان ، اكد الفيصل أن لا علاقة لهذا الاجتماع بالقمة العربية التي تعقد في الرياض في 28 و29 مارس. وقال في اعقاب لقاءه بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الرياض انه تم في اجتماع اسوان "تقديم شرح للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة في عملية السلام" في الشرق الاوسط.