يدأت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جولة الى الشرق الاوسط يوم السبت بالاجتماع مع اربعة من وزراء الخارجية العرب في مدينة اسوان بجنوب مصر لاستطلاع وجهات النظر العربية بشأن خطوات محتملة نحو السلام. وقبل بضعة ايام من عقد قمة عربية في العاصمة السعودية الرياض تقول رايس انها تريد من الدول العربية اضافة بعض "الدبلوماسية النشطة" الى مبادرة سلام عربية اطلقت عام 2002 . والوزراء العرب المشاركون في الاجتماع هم وزراء خارجية مصر والاردن والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. وقال مسؤولون ان رايس ستجتمع في اسوان ايضا مع رؤساء المخابرات في الدول الاربع. وستؤكد القمة للعام الخامس على التوالي على مبادرة السلام العربية التي رفضتها اسرائيل في باديء الامر بسبب مطالبتها لها بالانسحاب من جميع الاراضي العربية التي احتلتها في عام 1967. وأبدت اسرائيل والولاياتالمتحدة في الاونة الاخيرة بعض الاهتمام بخطة السلام العربية وقالت رايس للصحفيين يوم الجمعة ان الحكومات العربية تستطيع المساعدة باضافة "دبلوماسية نشطة" الى المبادرة. واقترحت ايضا ان تتخذ الحكومات العربية خطوات نحو المصالحة مع اسرائيل قبل التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني. وتعرض خطة السلام العربية على اسرائيل اقامة علاقات طبيعية بعد ان يتحقق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يوم السبت ان الدول العربية ليست لديها نية لتعديل مبادرتهم لجعلها اكثر قبولا. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية ان رايس ستلتقي مع قادة مخابرات الدول الاربع بعد محادثاتها مع وزراء خارجية ما يعرف باسم الرباعي العربي. وستجري رايس محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في اجتماع من المتوقع ان يتطرق الى السياسات الداخلية المصرية والتغييرات الدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها يوم الاثنين. وقالت رايس يوم الجمعة ان الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق وبخيبة الامل بشأن التعديلات الدستورية في مصر والتي وصفتها منظمات حقوق الانسان وجماعات المعارضة المصرية بأنها تمثل ابتعادا عن الحرية والديمقراطية. ورفض وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انتقاد رايس ووصفه بانه تدخل لا مبرر له في الشؤون المصرية. وقال "الشعب المصري فقط هو الذي له الحق في ابداء الرأي بشأن الاستفتاء ... واذا لم تكن (مصريا) فشكرا كثيرا لك. فهذا شأن يتعلق بالشعب المصري الذي سيقرر رؤيته وما يرغب فيه على هذه الارض وان ذلك سيتم في الاستفتاء الذي سيجري يوم الاثنين المقبل." وستتوجه رايس الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية حيث تأمل في اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بالموافقة على طرح مجموعة مشتركة من القضايا للنقاش بعد ان سارت شكوك حول التزام الولاياتالمتحدة بالسعي لتحقيق السلام. من جهة ثانية قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الدول العربية التي ستعقد لقاء قمة في السعودية هذا الاسبوع لا توجد لديها نية لتعديل مبادرة عربية للسلام لجعلها اكثر قبولا لدى اسرائيل. وتعرض المبادرة التي اطلقت عام 2002 على اسرائيل تطبيعا كاملا للعلاقات مقابل انسحاب كامل من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 . وقال موسى ان المبادرة ما زالت مطروحة. واضاف في مؤتمر صحفي مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في القاهرة "لا نستطيع فهم سبب اننا يجب ان نعدل مثل هذا العرض للسلام وان نجعله اقل موضوعية واقل ايجابية. لن نقع في ذلك الشرك." وقال "ستبقى يدنا ممدودة على اساس تلك المبادرة." واضاف "سنترقب تأكيدا من اسرائيل لاستعدادها للدخول في سلام. وبمجرد ان يكون هناك عرض على الجانب الاخر ستتحرك الكرة تجاه السلام وتجاه عملية سلام." لكنه قال ان الدول العربية "ليست مقتنعة على الاطلاق" بأن اسرائيل مستعدة لبدء عملية سلام جادة. واشار الى استمرار بناء المستوطنات واقامة جدار عازل في الضفة الغربية واعمال الحفر قرب المسجد الاقصى. * رويترز