في وقت أعلنت إيران موافقتها على إجراء محادثات مباشرة لأول مرة مع الأمريكيين "للحدّ من عذاب وآلام الشعب العراقي"، تسبب تفجير سيارة مفخخة في أربيل شمالي العراق اليوم الاحد 13-5-2007، بمقتل 30 شخصا واصابة 50 اخرين. جاء الإعلان الإيراني على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، الذي قال إن بلاده "مستعدة للبحث مع الامريكيين في مسألة العراق بلقائهم في العراق"، وفق ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال حسيني إن "ايران وافقت على اجراء مباحثات مع الجانب الامريكي في العراق, بطلب من العراقيين, للحد من عذاب وآلام الشعب العراقي ودعم الحكومة العراقية وتحسين الوضع الامني في العراق". ونقلت وكالتا انباء الطلابية (ايسنا) ومهر شبه الرسميتين عن حسيني ان اللقاء سيتم في بغداد، مشدداً على أن "الرسميين الامريكيين هم الذين تقدموا بطلب رسمي" لاجراء المفاوضات. وكان مسؤولون ايرانيون وامريكيون عقدوا لقاء سريعا في الثالث والرابع من ايار/مايو خلال المؤتمر الدولي حول العراق الذي عقد في شرم الشيخ (مصر). لكن طهران سارعت الى التقليل من اهمية هذه الاتصالات وخصوصا ان حسيني اكد ان وزير الخارجية منوشهر متكي اكتفى بتوجيه "تحية" الى مجموعة من الدبلوماسيين كانت بينهم نظيرته الامريكية كوندوليزا رايس. إلا ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تحدث عن "اجتماع بين الجانبين الامريكي والايراني على مستوى الخبراء" على هامش المؤتمر. وفي جديد الواقع الميداني العراقي، قالت الشرطة العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت قرب مكتب للحزب الديمقراطي الكردستاني في شمال العراق اليوم الاحد مما أسفر عن سقوط 30 قتيلا واصابة 50 اخرين. ووقع الانفجار قرب المكتب المحلي للحزب في بلدة مخمور التي تقع بالقرب من مدينة أربيل الكردية عاصمة منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي. وقال العقيد عبد القادر الحركي رئيس شرطة بلدة مخمور ان هناك العديد من الجثث تحت الحطام وأنه يتوقع أن يرتفع عدد القتلى. وأضاف أن السيارة الملغومة انفجرت في منطقة بها العديد من المكاتب الحكومية. وذكرت مصادر أمنية أخرى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني كان يعقد اجتماعا محليا في وقت الهجوم. ويعتبر الإنفجار هو الثاني خلال أقل من أسبوع، إذ تعرضت المنطقة نفسها لتفجير سيارة مفخخة يوم الاربعاء الماضي، أدى لقتل 15 شخصا وجرح العشرات. وقد أدت هذه التفجيرات لتزايد مخاوف أكراد العراق من أن تكون مقدمة لنشر الفوضى في الإقليم الذي يتمتع بهدوء نسبي. وكان مسؤولون أكراد تحدثوا عن تلقيهم معلومات استخبارية، تشير إلى أن مسلحين من السنة العرب يعتزمون تهريب عربات مفخخة الى منطقتهم الجبلية التي تحظى بحكم ذات وتقع على الحدود مع تركيا وايران. وقال ريباز اسماعيل وهو موظف بمكتبة عمره 21 عاما "أعتقد أن كردستان ستكون مستهدفة لأن مصير كركوك سيتقرر في غضون فترة قصيرة"، مشيرا الى ان المدينة التي يقطنها خليط عرقي خارج كردستان ويريد الاكراد طرح استفتاء على مصيرها رغم معارضة العرب./العربيةنت/