تجري معارك عنيفة بالمدفعية صباح الاثنين 21-5-2007 بين الجيش اللبناني وناشطين اسلاميين من تنظيم فتح-الاسلام في محيط مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان. وتبادل الجنود اللبنانيين الذين احكموا الطوق على المخيم, ومقاتلي فتح-الاسلام المتحصنين فيه، قصفا كثيفا بالمدفعية الثقيلة والاسلحة الخفيفة. واعلن الجيش اللبناني في بيان انه استعاد خلال ليل الاحد الاثنين المواقع المتاخمة للمخيم التي انسحب منها بعد هجمات مفاجئة شنها المقاتلون الاسلاميون. وقتل خمسون شخصا في المعارك بين الجيش والمتطرفين الاسلاميين في محيط مخيم اللاجئين وكذلك مدينة طرابلس المجاورة. وعاد الهدوء صباح الاثنين الى مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية كبرى مدن شمال لبنان. فقد فتحت المتاجر ابوابها فيما اقام الجيش عدة حواجز في شوارع ثاني المدن اللبنانية مما ادى الى ازدحام في حركة السير. يذكر بان مخيم نهر البارد هو معقل مجموعة فتح-الاسلام التي اتهمها مسؤولون لبنانييون بانها على علاقة بتنظيم القاعدة الارهابي وبالمخابرات السورية. وقد استقرت هذه المجموعة في اواخر العام 2006 في المخيم الذي يبعد نحو 20 كلم عن الحدود مع سوريا. واثار وصول مسلحين فلسطينيين ومقاتلين من جنسيات عربية اخرى وتجمعهم في المخيم قلق السلطات اللبنانية وقلق ممثلي اللاجئين الفلسطينيين الرسميين في لبنان. لكن الجيش اللبناني لم يتمكن من مواجهة تواجدهم وتمركزهم في المخيم لانه لا يدخل المخيمات بناء على اتفاق سابق مع الفلسطينيين ويكتفي بالتمركز في محيطها او عند مداخلها. وفي غضون ذلك، اعتبر ضابط في الشرطة اللبنانية، رافضا الكشف عن اسمه ، ان الانفجار الذي اوقع قتيلا وعشرة جرحى في حي الأشرفية ببيروت هو "عمل ارهابي" نجم عن قنبلة وضعت في سيارة كانت في موقف و" يهدف الى ترهيب الناس وزعزعة امن لبنان". واضاف الضابط ان "العبوة الناسفة وضعت في سيارة متوقفة في موقف متاخم لمركز تجاري وزنتها حوالى 40 كلغ ما احدث فجوة بعمق 1,5 مترا وقطر ثلاثة امتار". وقتلت امرأة في الثالثة والستين فيما اصيب عشرة اشخاص بجروح في الانفجار الذي وقع الاحد قبل منتصف الليل في منطقة الاشرفية المسيحية. وجاء الانفجار بعد يوم من الاشتباكات المسلحة بين الجيش اللبناني وعناصر من تنظيم فتح الاسلام اسفر عن مقتل خمسين شخصا واعتبر الاسوأ منذ الحرب الاهلية من القرن الماضي. ووقع الانفجار عند الساعة 23,45 (20,45 تغ) في الاشرفية وزرع الرعب بين سكان الحي الذين نزلوا الى الشارع للوقوف على مدى الخسائر التي خلفها الانفجار. وكانت فرق الصليب الاحمر والدفاع المدني تعمل حتى ساعة متأخرة من الليل على نقل الاشخاص المسنينن الخائفين بلباس النوم من الابنية المحيطة بمكان وقوع الانفجار. وقد انهار احد مداخل مرآب مجمع "اي بي سي" التجاري الفخم وكذلك تطاير زجاج عدد كبير من الابنية المحيطة به. وتسبب الانفجار باندلاع عدد من الحرائق عملت سبع سيارات اطفاء على اخمادها. كما اشتعلت النيران ايضا ببعض السيارات وتحول بعضها الى حطام. وطوقت قوى الامن مكان الانفجار ومنع الصحافيون والمواطنون من الوصول اليه. ووقع الانفجار الذي سمع دويه على بعد عشرة كيلومترات, بالقرب من كنيسة مار متر في شارع يشهد ازدحاما كبيرا في الاشرفية وخصوصا يوم الاحد مع الخروج من دور السينما والمطاعم والمقاهي. وجابت بعيد الحادث سيارات الاسعاف وسيارات رجال الاطفاء والدفاع المدني وقوى الامن شوارع العاصمة بيروت وهي تطلق العنان لصفاراتها. وشهدت العاصمة اللبنانية هدوءا منذ 25 كانون الثاني/يناير بعد مواجهات طائفية وقعت بين انصار حزب الله وحركة امل الشيعيين (معارضة) من جهة وبين انصار الاغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا. وفرض حظر التجول في بيروت اثر هذه الحوادث ولكنه سرعان ما رفعه في اليوم التالي الجيش اللبناني الذي ما زال ومنذ ذلك الوقت ينتشر بشكل كثيف في المدينة. وجاء انفجار الاشرفية بعد معارك عنيفة وقعت خلال النهار في شمال لبنان بين الجيش اللبناني ومجموعة "فتح الاسلام" الفلسطينية اوقعت 50 قتيلا. وبسبب هشاشة الوضع, عزز الجيش اللبناني الاحد دورياته في شوارع بيروت واقام عددا من الحواجز للتحقق من هويات السائقين والمارة./العربيةنت/