أعلنت الإمارات العربية المتحدة تعليق عمليات تصفية النفط وشحنه من ميناء الفجيرة، الواقع على بحر العرب، وهو الثالث من حيث حجم التصدير في العالم، بسبب إعصار "جونو" الذي يضرب المناطق الشرقية من خليج عُمان. كذلك أعلن عن إقفال ميناء صحار الُعماني، فيما ظلت مصفاة صحار ومصانع البتروكيماويات فيها تعمل عند مستوياتها الدنيا، دون أن يسجل سقوط ضحايا في البلاد، حتى منتصف نهار الأربعاء. وقد كانت أولى تداعيات الأعصار القفزات المتتالية التي أصابت أسعار النفط التي كسرت الأربعاء حاجز 70 دولاراً للبرميل وسط مخاوف من وصول العواصف إلى إيران (التفاصيل.) وكان الإعصار الإستوائي "غونو" قد بلغ الأربعاء العاصمة العُمانية مسقط، تصاحبه الرياح القوية وألأمطار الغزيرة، فيما يواصل اجتياحه للمدن الساحلية للسلطنة، وهو يشق طريقه نحو جنوبيإيران. وأجبر الإعصار، الذي اشتد في وقت سابق الى الفئة الخامسة القصوى من الاعاصير، وهو أسوأ إعصار يصل ساحل السلطنة منذ عام 1977، الآلاف من سكان المناطق الساحلية على النزوح من منازلهم، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض أنحاء المدينة. وتوقع "مركز تحذير الإعصار المشترك" التابع للجيش الأمريكي في موقعه الإلكتروني أن يبلغ مركز الإعصار مسقط في الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر عُمانية مسؤولة، أن حقول النفط، في شمال غربي مسقط، مازالت تعمل، وتأتي التصريحات وسط ترقب ومخاوف أسواق الطاقة أن يلحق "غونو" أضرارا بمضيق هرمز، الذي تنتقل عبره ربع صادرات النفط العالمية. من جهتها كشفت شريفة بنت خلفان، وزيرة الشؤون الإجتماعية العمانية أن أكثر من 20 ألف شخص تم إجلائهم من المناطق التي ضربها الإعصار إلى نقاط خاصة معدة مسبقاً. وأوضح ناصر بن خميس الجشمي، من وزارة النفط والغاز الطبيعي، إن الإعصار لم يؤثر سوى على حقل نفطي صغير. وأدى الإعصار إلى ارتفاع أسعار النفط الاثنين لتصل إلى 70 دولار للبرميل، التي عاودت الانخفاض الثلاثاء، إلا أن أجواء "غونو" الغائمة لا تزال تخيم على الأسواق العالمية. وعلق المحلل الاقتصادي، أنطوين هاف، قائلاً: "إذا ضرب الإعصار إيران، فهذه قصة أكبر من سلطنة عُمان، بالنظر إلى حجم النفط الذي تنتجه إيران." ويتوقع أن يضرب "غونو" - ويعني الحقيبة المصنوعة من سعف النخيل، بلغة المالديف، جنوب شرقي إيران، في وقت لاحق الأربعاء. هذا وقد خفت حدة الإعصار، الذي بلغت سرعة تحركه القصوى 145 كلم في الساعة، مصحوبا بأمطار رعدية غزيرة، ورياح شديدة تتراوح سرعتها حول مركز الإعصار بين 213 و250 كلم في الساعة. وشل الإعصار، حتى قبيل اجتياحه، السلطنة بالكامل، التي أعلنت حالة الطوارئ، وأغلقت كافة المؤسسات، بما فيها المدارس إلى نهاية الأسبوع. كما وضعت السلطات العُمانية خطة عاجلة للتدخل، وحذّرت من الآثار المدمرة للإعصار من خلال نشرات إخبارية على مدار الساعة، بهدف إحاطة السكان علما بآخر تحركات الإعصار، وما يتعين القيام به للتخفيف من التداعيات المتوقعة. وأعدّت السلطات العُمانية على الفور خططا للإجلاء في المناطق المهددة لنقلهم إلى مناطق أكثر سلامة. وقالت وكالة الأنباء إنّ الخطة تتضمن أيضا توفير المؤن الكافية لإعالة المتضررين، والذين سيتم نقلهم من أماكن إقامتهم. وفي الدول المجاورة، وفيما قللت كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة من آثار الإعصار، روى شهود عيان الثلاثاء، أنّه لم يسبق لهم أن شاهدوا ارتفاعا في أمواج البحر بإمارة الفجيرة، القريبة من عُمان، بمثل ما رأوه. وقال شاهد عيان، في اتصال هاتفي، إنّ الأمواج عاتية والبحر هائج، مما أدى إلى وقوف المئات قبالته لالتقاط صور. وأوضح أنّ فرق الدفاع المدني في الفجيرة، القريبة من منطقة مسندم، التابعة لسلطنة عُمان، قامت بإعداد سواتر ترابية كبيرة، وأنفاق للحدّ من تقدم موجات المدّ. وفي اليمن، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إنّ السلطات نشرت فرقا للدفاع المدني في المناطق الساحلية، تحسبا لكلّ أضرار محتملة. وعلى الفور، تمّ إعلان حالة الطوارئ في السفن الحربية الأمريكية في الخليج بسبب الإعصار، حيث أنّ سرعة الرياح بلغت 195 كلم في الساعة، وهي في طريقها إلى السواحل الُعمانية، وفقا لما أعلن مسؤولون أمريكيون. *cnn