حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار نوع جديد غير قابل للعلاج من مرض السل، ما سيؤدي إلى كارثة إذا لم يمكن السيطرة عليه. ووجهت المنظمة التابعة للأمم المتحدة نداء اليوم لجمع 2.15 مليار دولار لمكافحة السل الذي يقاوم العلاج بالعقاقير، ما يمكن أن يساعد في إنقاذ نحو 134 ألف شخص من الموت خلال عامين.وتقول المنظمة إن تقارير وردت عن اكتشاف السل المقاوم لكل العقاقير واسمه "إكس.دي.آر-تي.بي" وهو شكل للمرض لا يتأثر بالمضادات الحيوية، وقد انتشر في 37 دولة في العالم منذ ظهوره لأول مرة عام 2006. وقدر منسق إدارة مكافحة السل في المنظمة وجود 25 إلى 30 ألف حالة من السل المقاوم للعقاقير سنوياً، وأضاف أن المطلوب في نهاية الأمر هو أدوات جديدة وعقاقير جديدة وأساليب جديدة للتشخيص. وقال إن تفشي المرض في إقليم كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا العام الماضي أكد مخاوف منظمة الصحة بخصوص النوع إكس.دي. آر-تي بي حيث سبب 52 حالة وفاة من بين 53 مريضاً أصيبوا به معظمهم يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب. وأضاف "يتعين علينا حقاً أن نركز في الوقت الحالي على مشاكل السيطرة على العدوى، ولا نستطيع السماح للسل أم.دي.آر أو إكس.دي.آر-تي.بي بالوصول إلى مصابين بالإيدز"، محذرا من العودة إلى ما قبل عصر المضادات الحيوية إذا تحول السل إلى وباء مقاوم للعقاقير. وأشار نان إلى إمكانية تشخيص السل العادي باستخدام المجهر، في حين تحتاج الأنواع المقاومة للعقاقير إلى معامل لإجراء اختبارات أكثر تقدماً، وهو ما تفتقر إليه كثير من الدول الفقيرة خاصة في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وأوضح أنه في الوقت الراهن لا توجد العقاقير المناسبة لمكافحة المرض، وأضاف "ومن المرجح جداً ألا نحصل على عقاقير جديدة قبل خمسة إلى عشرة أعوام على الأقل". وذكر رئيس قسم مكافحة السل في منظمة الصحة العالمية ماريو رافيليوني أن حالات الإصابة بالسل "إكس.دي.آر-تي.بي" يصعب علاجها إلى حد كبير، وأن المريض يمكن أن ينقل العدوى إلى آخرين على مدى سنوات، وربما تظهر كارثة يتفشى فيها وباء سل مقاوم تماماً لكل شيء. ويصاب زهاء 8.8 ملايين شخص سنوياً بالنوع العادي من السل الذي يسببه نوع من البكتيريا يصيب الرئتين، وتشير بيانات منظمة الصحة إلى تسببه في وفاة 1.6 مليون مريض سنوياً. ويصاب نحو 450 ألف شخص سنوياً بنوع من السل متعدد المقاومة "أم.دي.آر" الذي يقاوم عقاقير الخط الأول الرئيسية، لكن النوع "إكس.دي.آر-تي.بي" من المرض يقاوم حتى عقاقير الخط الثاني.