حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مقابلة تلفزيونية طلاب الجماعات الإسلامية المحاصرين داخل المسجد الأحمر من التعرض للقتل إذا أصروا على رفض الاستسلام. ويشهد محيط المسجد الأحمر في إسلام آباد إطلاق نار كثيف حال دون تمكن وفد من علماء المسلمين من بلوغ المجمع للتحاور مع عبد الرشيد غازي أحد رجال الدين الذي يتزعم حركة العصيان. وتقول راحيلا قاضي العضو في اتحاد المعارضة الباكستانية إن الاتحاد يحاول الضغط على الحكومة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين. وقد كثفت قوات الأمن الباكستانية من عملياتها حيث هز دوي الرصاص وانفجارات كثيفة بين الحين والآخر المسجد الأحمر في اليوم الخامس من المواجهة مع الإسلاميين المتشددين المتحصنين داخله بعد تحرك عربات مدرعة في محيط المسجد. وقد سيطرت قوات للشرطة على مدرسة في العاصمة يديرها شيوخ تابعون للمسجد، واعتقلت عشرات الطلاب. يذكر أن المئات، وبينهم أطفال، يتحصنون داخل مجمع المسجد بمواجهة السلطات منذ الثلاثاء. وقد تم قطع إمدادات الكهرباء والماء عن المسجد ويتردد أن مخزون الطعام أخذ يشح. واندلعت اشتباكات عنيفة بالرصاص عند المجمع الجمعة. كما ذكرت تقارير أن مسلحين أطلقوا النار على طائرة للرئيس الباكستاني برفيز مشرف فيما يبدو أنه محاولة اغتيال غير جيدة التخطيط، تم خلالها نصب قذائف مضادة للطائرات مثل التي تستخدمها طالبان. ومن غير الواضح ما إذا كانت تلك المحاولة ترتبط بالمواجهة عند المسجد الأحمر. وقالت مصادر امنية يوم السبت ان السلطات الباكستانية تحقق حول علاقات محتملة بين اطلاق النار الجمعة على طائرة مشرف وبين اعمال العنف الجارية حاليا في المسجد الاحمر. واشارت وكالة الانباء الفرنسية الى انه من المرجح ان يكون هجوم الجمعة على الطائرة الرئاسية قد دبر قبل اعمال العنف التي اندلعت الثلاثاء في المسجد الاحمر، لكن المتشددين ربما قرروا تقديم موعده بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الباكستانية على المسجد. كما قتل أربعة جنود باكستانيين على الأقل يوم الجمعة بعد أن ألقى مفجر انتحاري بنفسه على سيارة جيب تابعة للجيش في إقليم الحدود الشمالية الغربية. ويقول شعيب حسن مراسل بي بي سي في إسلام آباد إن مجموعة من الطلاب حاولت خرق الحصار والخروج من المجمع الجمعة مما أدى إلى هجوم منسق من ثلاثة محاور نفذته المدرعات وقوات الشرطة المرافقة. وقد قتل طالبان وأصيب عشرة على الأقل، أربعة منهم بجروح خطيرة. وقال نائب إمام المسجد، عبد الرشيد غازي، إنه "يفضل الموت" على الاستسلام. وأضاف قائلا "نحن مستعدون لأن تقطع رؤوسنا ولا ننحني لهم". وفي تلك الأثناء سيطرت الشرطة الباكستانية صباح السبت على مدرسة إسلامية يديرها شيوخ من المسجد الأحمر. يتردد أن عدة مئات من الطلبة مازالوا داخل المجمع ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط أمني رفيع قوله "لقد اقتحمت الشرطة الجمعية الفريدية واعتقلت عشرات الطلاب ونقلتهم إلى مكان غير معلوم". وتقول الشرطة إن تلك المدرسة كانت "بمثابة المحرك" للمسجد وإن العديد من طلابها انخرطوا في المواجهة. ويعتقد أن عدة مئات من الطلاب الإسلاميين مازالوا داخل مجمع المسجد الأحمر، بعد أن خرج أكثر من ألف تحت الضغط المتصاعد من جانب قوات الأمن. ويقول المسؤولون إن نحو 60 من المتبقين داخله من العناصر الأشد مراسا، وكانوا في طليعة حملة فرض الشريعة الإسلامية على إسلام آباد. فقد قاد طلاب المدرسة "حملات للفضيلة" شملت خطف رجال للشرطة وأشخاص يتهمونهم بإدارة بيوت دعارة، فضلا عن مداهمة محال الموسيقى وشرائط الدي في دي. وتقول باربرا بليت مراسلة بي بي سي في إسلام آباد إن الحكومة تعمل على تصعيد الضغط النفسي على الذين مازالوا بالداخل عن طريق استعراض ضخم للقوة لإجبارهم على الاستسلام غير المشروط. bbc