تستأنف حكومة الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية (الجيش الشعبي لتحرير السودان) اليوم الخميس في كينيا محادثات السلام المتعثرة منذ يوليو وذلك تحت ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي، وآخرها زيارة بلير رئيس الوزراء البريطاني للسودان والتي عقبها نشرت وزارة الخارجية السودانية بيانا أكدت فيه أن الخرطوم ستلتزم الاستجابة إلى بعض المطالب البريطانية حول تحسين الوضع الأمني والإنساني في دارفور. ويفترض أن يتوصل الجانبان من خلال هذه الجولة من المفاوضات إلى اتفاق سلام شامل ونهائي يضع حدا لأجدى عشرة سنة من الحرب الأهلية، ويترأس نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الوفد الحكومي فيما يقود جون قرنق وفد المتمردين. وقد أرجأت الخرطوم والجيش الشعبي في 28 يوليو الماضي في نيفاشا بنيروبي محادثاتهما المستمرة منذ قرابة الثلاث سنوات، ووقع الطرفان في السابق سلسلة اتفاقات تتناول خصوصا مسالة تقاسم السلطة والثروات خصوصا العائدات النفطية المهمة. وفي حال فشل محادثات نيروبي فإن ذلك قد يؤدي إلى تجدد الحرب الأهلية في جنوب البلاد التي أسفرت عن سقوط نصف مليون قتيل ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص، بينما تشهد منطقة دارفور غرب السودان نزاعا منذ فبراير 2003. وهذه الحرب التي تعد أطول نزاع مستمر إلى الآن في القارة الإفريقية تدور بين الجنوب ذي الغالبية النصرانية والوثنية والشمال العربي المسلم