بحضور آلاف المهتمين بقطاع الطيران، وبينهم عشرات من مندوبي شركات النقل العالمية، كشفت "بوينغ" الأمريكية النقاب الأحد عن طائرتها الجديدة 787 "دريملاينر" Dreamliner التي تراهن عليها لإزاحة إيرباص الأوروبية عن موقعها في صدارة سوق الطائرات العملاقة. وتوجهت الشركة نحو زبائنها الذين تقدموا حتى الآن بطلبات لشراء 677 طائرة من هذا الطراز بالقول، إن حدثاً من هذا المستوى في قطاع الطيران لا يتكرر سوى مرة واحدة كل 15 عاماً على الأقل، وذلك في الوقت الذي أعلنت خلاله شركة "ألافكو" الكويتية الأحد أنها طلبت 10 طائرات 787 إضافية بقيمة 2.1 مليار دولار. وسبق ذلك تأكيد "طيران برلين" إنها طلبت 25 طائرة أخرى من نفس الطراز، مما سيؤكد أن "بوينغ" نجحت في فرض سيطرتها على قطاع واسع من السوق، خاصة وقد عقود تسليم طراز 787 تمتد حتى العام 2015، فيما لن تكون طائرة إيرباص A350 XWB جاهزة قبل العام 2011 وفقاً لأسوشيتد برس. وكانت شركة الافكو الكويتية قد أعلنت عبر موقع سوق المال الكويتي الأحد بأنها وقعت عقدا في سياتل الأمريكية لشراء عشر طائرات إضافية من "دريملاينر" 787 بقيمة 2,1 بليون دولار. غير أن الشركة، قالت إن قيمة الصفقة محددة بحسب قوائم الأسعار المعلنة التي يصدرها المصنع، إلا أن الكلفة الفعلية للصفقة ستكون أقل من ذلك باعتبار أن مصانع الطائرات، "تقدم خصما على الأسعار المعلنة على شكل مبالغ تحت مسميات مختلفة يمكن خصمها عند استلام الطائرة،" على حد تعبيرها. ولفت بعض الخبراء إلى أن الإعلان عن الصفقة بهذه الصيغة قد يهدف إلى طمأنة حملة الأسهم وكبح أي تغييرات سعرية في الأسواق، خاصة وأن بيان "ألافكو" أشار إلى أن تمويل عملية شراء الطائرات التي ستسلّم خلال عام 2015 سيكون ذاتيا في قسم منه وعبر جهات خارجية في قسم آخر. يذكر أن ألافكو كانت في طليعة شركات الشرق الأوسط التي حجزت أسطولاً من طائرات 787، وذلك عندما أبرمت في 12 مارس/ آذار الماضي عقداً مع "بوينغ" لشراء 12 طائرة من هذا الطراز بقيمة 3.5 مليار دولار. وتعتبر 787 "دريملاينر" Dreamliner الجديدة، صاحبة أكبر نسبة مبيعات في تاريخ هذه الصناعة بالنسبة لطائرة كانت ما بدأت مبيعاتها قبل الشروع ببنائها، وذلك بفضل ميزاتها الخاصة، وفي مقدمتها قدراتها المتطوّرة وبنية جسمها الذي تشكل ألياف الكربون 50 في المائة منه، والتصميم الرحب لمقصورة الركاب. وبفضل ألياف الكربون، تمكن المهندسون من صنع جسم الطائرة من جزء واحد، وكذلك الأجنحة، مما سيمنح 787 متانة كبيرة إلى جانب خفة وزن الألياف مقارنة بالألمنيوم. وتمتلك بوينغ نظرياً القدرة على إنتاج طائرة مكتملة من هذه الطراز كل ثلاثة أيام، وتستقبل مصانع التجميع العائدة لها قطعاً من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من إيطاليا وبريطانيا. ويعتبر محرك الطائرة الجديد الذي عملت عليه رولز رويس وجنرال إلكتريك الإضافة الأبرز للطائرة، من حيث قدرته على توفير 20 في المائة من استهلاك الوقود مقارنة بسائر الطائرات من الفئة نفسها. وقال ميك باير، نائب مدير مشروع إنتاج 787 لدى بوينغ: "إنها أفضل تصميم ممكن للطائرات، وقد وصلت إلى الأسواق في اللحظة المناسبة، فشركات النقل الجوي أكدت أن الأداء البيئي والتكنولوجي ومستويات رفاهية المسافرين في هذه الطائرة تشكل السمات الأبرز لطائرات القرن المقبل. يذكر أن الطائرة قادرة على حمل 280 مسافراً، ويبلغ مداها 13200 كيلومتر، ومن المقرر أن يتم تسليم أولى نماذجها إلى طيران "أول نيبون" اليابانية في مايو/أيار المقبل بعد إجراء الرحلات التجريبية في الخريف./CNN