قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء انه سيصدر قريبا مراسيم تدعو الى انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. ورفضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تغلبت على قوات حركة فتح التي يتزعمها عباس وسيطرت على قطاع غزة الشهر الماضي هذه المحاولة لتقديم موعد الانتخابات التشريعية التي فازت الحركة بها آخر مرة أجريت فيها في يناير كانون الثاني عام 2006. وأبلغ عباس صحفيين في مدينة رام اللهبالضفة الغربية سألوه عما اذا كان سيدعو الى انتخابات جديدة قائلا "هذه ستكون من صلاحيات الرئاسة باصدار مراسيم بقوة القانون. ونحن سنعمل على اصدار هذه المراسيم في القريب العاجل." ولم يقل عباس متى ستجرى الانتخابات. وقال أحد كبار مساعديه انه قد يصدر المراسيم بعد اجتماع للهيئة التشريعية الرئيسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في وقت لاحق الاربعاء في الضفة الغربيةالمحتلة. وثمة انقسام بين خبراء القانون حول ما اذا كان من حق عباس الدعوة الى انتخابات جديدة قبل موعد الانتخابات المقبلة الاصلي في 2010. ويقول البعض ان هذه المراسيم ستكون غير دستورية بينما يشير اخرون الى أن القانون الاساسي يقول ان عباس مخول اصدار مثل تلك الاوامر طالما لم يكن البرلمان في حالة انعقاد. ولم يتمكن المجلس التشريعي من حشد النصاب القانوني الذي يبلغ 67 عضوا خلال الاسبوعين الماضيين نظرا لان نحو نصف نواب حماس البالغ عددهم 74 معتقلون في السجون الاسرائيلية بينما يقاطع النواب الباقون الجلسات. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس ان عباس لا يستطيع الدعوة الى انتخابات بدون موافقة كل الاطراف بما في ذلك حماس. وأبلغ أبو زهري رويترز في غزة أن عباس لن يكون بمقدوره اجراء أي انتخابات على الارض دون اتفاق وطني مشيرا الى أن المراسيم المذكورة في حالة اصدارها لن تساوي أكثر من مجرد "حبر على ورق". ويقول دبلوماسيون غربيون انه سيكون من الصعب ان لم يكن متعذرا تنظيم أي انتخابات جديدة بدون موافقة حماس التي تعتبر قواتها قوية بالدرجة الكافية لمنع اجراء الانتخابات في غزة. واعتمد عباس بدرجة كبيرة على المراسيم في الحكم منذ أن أقال حكومة الوحدة التي كانت تقودها حماس الشهر الماضي وعين حكومة يدعمها الغرب في الضفة الغربية برئاسة سلام فياض بعد أن سيطرت حماس على غزة الشهر الماضي. وتلقت حكومة عباس دعما جديدا عندما أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش خططا يوم الاثنين لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط في الخريف في مسعى لدفع الجهود المتعثرة منذ فترة طويلة لاقامة دولة فلسطينية. كما تحركت اسرائيل لدعم عباس من خلال الموافقة على اطلاق سراح 256 سجينا في خطوة من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة. وينتمي نحو 85 في المئة من السجناء المقرر الافراج عنهم الى حركة فتح التي يتزعمها عباس. *رويترز: