أعلن مصدر عسكري أمريكي امس أن النائب الأسبق لرئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي استسلم للقوات الأمريكية في أبريل/ نيسان 2003 خضع لفحوصات طبية يوم الثلاثاء الماضي في بلد (شمال بغداد) اثر اصابته بوعكة صحية في السجن, لكنه اعيد في اليوم التالي الى زنزانته في العاصمة العراقية. وجاء في بيان للجيش الامريكي في بغداد ان "عزيز نقل الى قاعدة بلد العسكرية بعد ان سقط في 17 يوليو/ تموز فيما كان يسير في سجن كامب كروبر. وقد خضع لفحوصات طبية اظهرت ان وضعه (الصحي) طبيعي. وقد أعيد الى زنزانته في كامب كروبر في 19 يوليو". وكان زياد نجل طارق عزيز قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس من عمان ان والده موجود منذ الثلاثاء في مستشفى في بلد. وقال زياد "يوم الثلاثاء اتصل والدي بنا واخبرنا انه اغمي عليه. وقد قرر طبيب السجن ومديره الاميركيان نقله الى مستشفى بلد". واضاف ان "طبيب السجن عاينه بعد أن أغمي عليه واطلع على ملفه الطبي, وبعد ان تبين له انه اصيب بجلطة دماغية في 2002 قرر نقله الى المستشفى". واوضح "ان والدي اتصل بنا مجددا اليوم (السبت) قرابة الظهر. وكان صوته خافتا وقال لي انه في العناية الفائقة". وسأل زياد عزيز "أيعقل أن يكون مسن مريض يبلغ من العمر 71 عاما مسجونا من دون أن توجه إليه أي تهمة؟". وكان طارق عزيز استسلم للقوات الاميركية في ابريل/ نيسان 2003 وهو محتجز في سجن "كامب كروبر" بالقرب من بغداد, ويشتبه بتورطه في اعدام العشرات من معارضي النظام البعثي السابق عام 1979 وتصفية عدد كبير من الشيعة والاكراد عام 1991, لكن حتى الساعة لم توجه إليه أي تهمة, بحسب محاميه. وقال المحامي بديع عارف لقناة "العربية" الفضائية إن موكله طارق عزيز اتصل به أمس وأخبره عن وضعه الصحي وإنه أصيب باغماءات ليلتي 17 و18 يوليو/ تموز الجاري ولكنه لم يحصل على تقرير طبي بهذا الشأن. ووجه عارف نداءً إلى الرئيس الايراني أحمدي نجاد الذي يعتبره الأكثر تأثيراً على الحكومة العراقية, أن ينسى الأحقاد ويطالب المالكي (رئيس وزراء العراق) بتطبيق اتفاقية جنيف المتعلقة بالمرضى. من ناحية أخرى, أعلن الجيش الاميركي ان قوات عراقية اميركية مشتركة اعتقلت 18 مسلحا مرتبطين بتنظيم القاعدة خلال مداهمة مسجد ام القرى في حي الغزالية غرب بغداد والذي يشكل مقر هيئة علماء المسلمين احدى ابرز الهيئات السنية في العراق. وقال الجيش الاميركي في بيان أصدره ان المعتقلين يشتبه بأنهم يعملون ضمن خلية اعلامية ارهابية وأن القوات العراقية والاميركية دخلت الى مجمع المسجد بعد التفاوض مع حراسه الذين سمحوا لهم بالدخول اليه. واضاف: "قامت القوات البرية الاميركية بمحاصرة المسجد من الخارج فيما قامت قوة عراقية بالتفتيش واعتقلت الشخص المستهدف بالاضافة الى 17 من الارهابيين المشتبه بهم". واعلن الوقف السني في بيان له ان القوات الاميركية اعتقلت عمار السامرائي نجل الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الديوان خلال مداهمة مسجد ام القرى فجرا, وطالب القوات الاميركية "باطلاق سراحه فورا". واكد البيان ان "عمار كان متوجها لاداء فريضة صلاة الفجر في المسجد خلال حصول المداهمة". وقالت هيئة علماء المسلمين في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان قوة كبيرة اقتحمت مقر الهيئة للمرة الثالثة بعد ان حاصرته بالدبابات والمدرعات, ومختلف انواع الاليات وتحت اسناد جوي كثيف. واضاف البيان ان "قوات الاحتلال دخلت مكاتب الهيئة كلها, وكعادتها قامت بتحطيم كل الابواب وأثاث المكاتب وشاشات الحواسيب.. و باشرت بالضرب الشديد على كل من كان في مقر الهيئة من حراس وموظفين خفر, واعتقلت 14 منهم واقتادتهم إلى احد مقراتها". وتعتبر الهيئة وامينها العام حارث الضاري, من اشد المناهضين للوجود الاميركي في العراق