تأزمت المحادثات الرامية لاطلاق سراح 21 كوريا جنوبيا خطفهم مقاتلو حركة طالبان في أفغانستان مع عدم التوصل يوم الاثنين الى اتفاق بشأن المكان الذي قد تجرى فيه مفاوضات مباشرة. وقتلت طالبان اثنين من الرهائن وهددت مرارا بقتل الباقين وهم 18 امرأة وثلاثة رجال اذا لم تطلق الحكومة الافغانية سراح سجناء من الحركة. ورفضت كابول الافراج عن سجناء من طالبان قائلة ان ذلك من شأنه أن يشجع على الخطف. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي لشبكة (سي.ان.ان) قبل زيارة للولايات المتحدة حيث يجري محادثات أمنية على مدى يومين مع الرئيس الامريكي جورج بوش "لن نفعل شيئا يشجع على أخذ رهائن.. يشجع الارهاب. لكن سنفعل أي شيء اخر لاطلاق سراحهم." واقترحت كوريا الجنوبية اجراء محادثات مباشرة مع طالبان كوسيلة لحل الازمة غير أن عقبة جديدة ظهرت فيما يبدو بشأن مكان عقد المحادثات. ويطالب مقاتلو طالبان بعقد المفاوضات اما في مناطق يسيطرون عليها أو أن تضمن الاممالمتحدة سلامتهم ان عقدت في مكان اخر. غير أنه بعد اربعة أيام من المحادثات بشأن مكان عقد المفاوضات لم تظهر علامات تذكر على حدوث تقدم. وقال معراج الدين باتان حاكم اقليم غزنة الذي يقع جنوب غربي كابول حيث اختطف الكوريون في 20 يوليو تموز "المناقشات متواصلة بشأن المكان الذي يمكن أن يجتمعوا فيه." واضاف "نحاول ايجاد حل. الاتصالات بين طالبان والسفير الكوري مستمرة عبر الهاتف." وقالت طالبان يوم الاثنين انها لا تزال تنتظر رد الكوريين على شروطها بشأن مكان المفاوضات. وقال متحدث باسم الاممالمتحدة إن المنظمة الدولية لم تتلق أي طلب من طالبان للاشراف على المحادثات أو تقديم ضمانات. في الوقت نفسه قال مسؤول في سول يوم الاثنين إن مسؤولين من كوريا الجنوبية أجروا أول اتصال مع واحد من الرهائن. وقال المسؤول كوري جنوبي اشترط عدم ذكر اسمه "كان هناك اتصال هاتفي مع أحد الرهائن بعد ظهر السبت." وامتنع عن اعطاء مزيد من التفاصيل بسبب ما قال انه خطر على سلامة الرهائن في أفغانستان. وتتعرض حكومة سول لضغط داخلي هائل من أجل ضمان الافراج عن الرهائن ولكن سول قالت للخاطفين ان هناك حدا لما تستطيع فعله لانها لا تملك سلطة الافراج عن سجناء في سجون أفغانستان. وسلم أطباء أفغان أدوية يوم الاحد للرهائن حيث أسقطوها في مكان بالصحراء في قرة باغ باقليم غزنة وفقا لتعليمات من المتمردين. وطلبت امرأة من الرهائن عرفت نفسها على أنها ليم هيون جو وهي ممرضة تبلغ من العمر 32 عاما المساعدة من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون وهو كوري جنوبي. وقالت لراديو صوت أمريكا "نحن أبرياء. جئنا هنا لمساعدة الناس لكننا جميعا مرضى الان. عزيزي الامين العام (للامم المتحدة) بان جي مون أنقذ حياتنا من فضلك... لا نريد أن نموت." وقبل يوم من خطف الكوريين خطف متمردو طالبان في اقليم وردك الواقع الى الشمال من غزنة مهندسين ألمانيين وخمسة أفغان. وعانى أحد الالمانيين من أزمة قلبية ثم قتل بالرصاص فيما تمكن أفغاني من الهرب. لكن الباقين لا يزالون محتجزين لدى طالبان التي تطالب برلين بسحب قواتها البالغ قوامها 3000 جندي من أفغانستان. ورفضت ألمانيا ذلك. وحذر متحدث باسم حركة طالبان الاثنين من أن الحركة ستواصل خطف الأجانب في أفغانستان، وفي الأثناء سلم طبيب أفغاني أدوية ومساعدات طبية للرهائن الكوريين الجنوبيين، الذين تحتجزهم ميليشيات طالبانية منذ التاسع عشر من يوليو/ تموز الماضي. وقال المتحدث باسم حركة طالبان، قاري يوسف أحمدي، الاثنين إن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، والرئيس الأمريكي جورج بوش، يتحملان مسؤولية حياة 21 رهينة كورياً جنوبياً، وفقاً للأسوشيتد برس. وقال أحمدي: "يتحمل كرزاي وبوش مسؤولية ما سيحدث للرهائن"، مضيفاً أن الحركة ستواصل اتباع أسلوب خطف الرهائن الأجانب. وأوضح أحمدي: "سواء وافقت حكومة كابول على عملية تبادل الرهائن أم لم توافق، فإنه لن يكون لهذا أي تأثير علينا.. إن عملية الخطف (للرعايا الأجانب) ستتواصل." وفي الأثناء، قال طبيب أفغاني إنه أوصل أدوية ومضادات حيوية ومساعدات طبية وفيتامينات، تبلغ قيمتها 2000 دولار، ومخصصة للرهائن الكوريين إلى أحد الأماكن الريفية بمحافظة غزني. وقال الطبيب محمد هاشم إن الخاطفين أبلغوه أنهم تسلموا الأدوية. يذكر أن حركة طالبان طالبت بإطلاق سراح 23 عنصراً من عناصرها من - وكالات: