كشفت اعمال المجسات المتعلقة بالحفريات الأرضية الجارية في الجزء الشمالي الشرقي للجامع الكبير عن وجود بقايا أساسات ومساق مقضضة وبئر عميقة مبنية بأحجار مهندمة بطريقة دقيقة.. وذكر السيد كريس خبير الآثار المسؤول عن أعمال الحفريات والمجسات والفحص والاختبارات في مشروع ترميم الجامع الكبير أن النتائج الاولية لهذه الاكتشافات الانشائية توضح بان البئر التي تم اكتشافها على عمق 6.5 متر تعود الى العصر الحميري أي في الفترة التي سبقت تاريخ بناء المسجد الذي يعود الى العام السادس من الهجرة الموافق 627م بينما أساسات الجدار الشرقي يعود الى الفترة الاموية والمساقي تعتبر جزءاً من الجامع وسيتم لاحقاً تحديد تاريخها.. واضاف كريس بأن الحفريات التي أجريت في الرواق الشمالي الشرقي للجامع تتراوح اعماقها من 95 سم الى 6.5 متر وبأبعاد لكل حفرة 1*2م وعددها عشر حفريات والغرض من عمل هذه المجسات الأرضية معرفة المستويات الأصلية لأرضية الجامع ومراحل البناء والتوسع والحالة الانشائية والمعمارية والتاريخية التي مر بها مبنى الجامع الكبير، من ناحية أخرى ذكر المهندس محمد أحمد مصلح أن أعمال الترميم للمصندقات الخشبية في سقف الجامع الكبير استكملت مساحة سطحية 341م2 وسينتهي العمل في الجزء الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي مع نهاية هذا العام. وأضاف المهندس المعماري المقيم بان اعمال الترميم تتم بواسطة فريق إيطالي متخصص ونظراء يمنيين تتضمن الزخارف النقشية والحفر على الخشب إلى جانب التوثيق بواسطة التفريغ والشفر للنصوص الكتابية الخشبية او الحجرية.. وأوضح بأن أعمال الكشف للطبقات الجصية التي تم تنفيذها على جدران الجامع والسطح والاعمدة اظهرت بعد عملية تحليلها وفحصها في المختبرات الايطالية المتخصصة بأن المواد والنسب المكونه لها مختلفة مما يدل على أن الخلطة المستخدمة تمت في فترات متعاقبة وسيتم تحديد النوعية الافضل ليتم اعادة العمل بها في جدران وأعمدة واسطح الجامع خلال عملية الترميم التي ستستغرق خمس سنوات.. الجدير بالذكر ان مشروع ترميم الجامع الكبير سيشمل صيانة المبنى وكافة المرافق والملحقات على أسس علمية وفنية مجردة وبأيدٍ وخبرات محلية وعالمية بتمويل من الصندوق الاجتماعي من خلال منحة مقدمة من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وبمشاركة من حكومة بلادنا ويترأس فريق الترميم المهندس عصام عواد المسؤول عن ترميم المسجد الأقصى بفلسطين.