أعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون اليوم الخميس في مجلس العموم عن إعادة نشر نحو 850 عسكريًّا بريطانيا خارج المنطقة التي تشرف عليها بريطانيا في جنوب العراق، في منطقة تخضع لسيطرة الاحتلال الأمريكي.وقال هون إن العسكريين البريطانيين المعنيين بالعملية هم عناصر من الفوج الأول من وحدة بلاك ووتش" للمشاة ومن فرقة دعم، ويبلغ عددهم الإجمالي نحو 850 عسكريًّا، وأشار الوزير إلى أن المهمة ستستمر أسابيع وليس أشهرا، ولم يعط توضيحات حول موقع نشر العسكريين، مكتفيا بالقول إن العملية ستتم في قطاع يسيطر عليه الأمريكيون. وذكرت صحيفة "تايمز" الأمريكية الاثنين أن فوج "بلاك ووتش" بقيادة الجنرال جيمس كووان سينتشر في جنوب العاصمة العراقية، في بلدات كالإسكندرية واللطيفية والمحمودية.وقال هون إن قرار الموافقة على ب الأمريكي بإعادة نشر قوات بريطانية خارج المنطقة التي يشرف عليها البريطانيون، اتخذ بعد الحصول على موافقة القادة العسكريين على الأرض الذين اعتبروا أن مستوى الأخطار المترتب على هذه المهمة مقبول. وأشار هون إلى أن جنود الاحتلال البريطانيين الذين سينفذون إعادة الانتشار سيبقون بقيادة بريطانية، وبالتحديد بإدارة الجنرال بيل رولو. وستكون القواعد المتعلقة بمهمتهم متشددة جدا، مثل تلك التي سبق أن طبقتها القوات البريطانية في جنوب العراق.ونفى الوزير من جهة ثانية المعلومات التي أوردتها صحيفة "تايمز" البريطانية صباح الخميس ومفادها أنه سيتم نشر 1300 جندي بريطاني قريبا في العراق تحضيرا لعملية الانتخابات المقررة في يناير المقبل.وتشير التحليلات إلى أن قوات الاحتلال البريطانية تعطي بهذا الانتشار الجديد الفرصة لجيش الاحتلال الأمريكي لتنفيذ حملة عسكرية موسعة على مدن الفلوجة والرمادي والأنبار (جميعها سنية) غربي العراق للقضاء على المقاومة المشتعلة في هذه المدن وبخاصة الفلوجة التي تتعرض منذ ثلاثة أسابيع لقصف أمريكي متواصل، أسفر عن سقوط العشرات من القتلى في صفوف النساء والأطفال من المدنيين، ورغم ذلك فلا تزال المقاومة الباسلة مستمرة في المدينة بعد أن أفشلت الحكومة العراقية المدعومة من الاحتلال المفاوضات بين المدافعين عن المدينة وحكومة علاوي المؤقتة.من جانبها هددت هيئة علماء المسلمين السنية في العراق –في حال تنفيذ العدوان المزمع من جانب الاحتلال والحكومة المؤقتة- بمقاطعة الانتخابات المفترض إجراؤها في العراق في يناير القادم، واعتبار الهيئة لهذه الانتخابات أنها غير شرعية، فيما أعلنت واشنطن والقاهرة أمس استبعادهما لممثلي المقاومة العراقية من حضور المؤتمر الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث الأوضاع في العراق والانتخابات القادمة، واعتباره اجتماعًا للحكومات فقط مما يهدد بفشله، حيث يرجح أن يتبنى المؤتمر وجهات نظر الاحتلال والحكومة العراقية المؤقتة، دون النظر لمطالب المقاومة الساعية لطرد الاحتلال الأمريكي.