يعقد البرلمان التركي بعد ظهر اليوم الثلاثاء ، دورة التصويت الرئاسية الثالثة، التي يرجح أن يتم خلالها انتخاب وزير الخارجية التركي عبد الله غول للرئاسة. ويتوقع أن يحصل غول بسهولة على الأغلبية البسيطة المتمثلة في 276 صوتا من 550 صوتا في البرلمان، وذلك بالنظر إلى أن حزبه (الحاكم) حزب العدالة والتنمية أصبح يملك 340 مقعدا في البرلمان اثر الانتخابات التشريعية التي نظمت في 22 يوليو/تموز الماضي. وكان غول حصل على التوالي 340 و337 صوتا في الدورين السابقين من الانتخابات الرئاسية في البرلمان في 20 و24 اغسطس/آب، حين كان اختياره يطلب الحصول على أغلبية الثلين أي 367 صوتا. وعشية الانتخابات، ذكر الجيش التركي الاثنين، في بيان لمناسبة احياء يوم القوات المسلحة الذي يوافق 30 اغسطس/آب، إنه "لن يقوم بأي تنازل (..) عن واجبه في حماية الجمهورية التركية دولة القانون العلمانية والاجتماعية". فعلى الرغم من نفي حزب العدالة والتنمية السعي لإعادة النظر في العلمانية، ووعود غُول مرارا بالدفاع عن مبدأ فصل الدين عن الدولة، إلا أن معارضيه لا يزالون يشككون في نواياه، معتبرين أن رجلا سخر في الماضي من توجه تركيا الغربي، وترتدي زوجته الحجاب الذي يعتبر من قبل العلمانيين رمزا للإسلام السياسي, لا يمكن ان يمثل الجمهورية التركية. ويعتبر حجاب خير النساء غول من القضايا الأساسية التي أثارها المعارضون لترشيح زوجها للرئاسة. فخير النساء (42 عاماً)، التي ستحمل لقب "السيدة الأولى" في تركيا بعد الجولة الثالثة من الانتخابات، تحولت إلى شخصية مكروهة لدى العلمانيين، خاصة بعد التدين الذي عُرف عنها، وحرصها على أداء الصلوات الخمس يومياً. كما تُوصف أنها ذات شخصية مرحة، وأنيقة، وتتجنب الأضواء. كما ترى أن حجابها، الذي يكرهه المعارضون باعتباره رمزا لتحدي النظام العلماني, هو خيار شخصي يجب احترامه. لكنه ما يزال صعباً على العلمانيين تقبّل أن تصبح محجبة، سيدة القصر الرئاسي، الذي حظر عليها دخوله سابقاً بسبب الحجاب نفسه. فقد كان الرئيس المنتهية ولايته احمد نجدت سيزر يرفض دعوة النساء اللواتي يرتدين الحجاب إلى حفلات الاستقبال التي تقام في القصر الرئاسي، ما منع معظم زوجات أعضاء حزب العدالة والتنمية، بمن فيهن أمينة زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان, من دخول القصر الرئاسي. وكانت خير النساء تركت دراستها الثانوية بعمر ال 15 سنة، لتتزوج من عبد الله الذي كان عمره 32 عاما, بعد لقائهما في حفلة زفاف ببلدتهما الأصلية قيسيري، وسط تركيا. ولهما ابنان وابنة، تبلغ من العمر 22 عاما، وترتدي الحجاب مثل والدتها. إلا أن الإبنه أكملت دراستها الجامعية، مرتدية شعراً مستعاراً فوق حجابها، وهو ما تفعله الكثير من الشابات اللواتي يرغبن في الحصول على التعليم الجامعي دون التخلي عن معتقداتهن الدينية. وبحكم كونها زوجة وزير الخارجية, فقد زارت خير النساء العديد من دول العالم، وتقول إن حجابها لم يتسبب لها بأية مشكلة في أي بلد سوى بلدها تركيا. وسبق أن تقدمت بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2002، عندما رفضت جامعة انقرة السماح لها بالتسجيل فيها بسبب حجابها. إلا أنها تراجعت عنها بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في نفس العام، واصبح زوجها وزيرا للخارجية. وقالت في وقت لاحق "عندما يتم حل هذه المشكلة, اريد ان ادرس في الجامعة (...) رغم تقدمي في العمر". لكن في عام 2005، أيدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر على الحجاب في