خلص تقرير رسمي أمريكي إلى أنّ أغلب الأهداف السياسية والأمنية المرسومة للعراق لم يتمّ تحقيقها، فيما يعدّ تحديا جديدا لكلّ من البيت الأبيض والحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي. وقال تقرير مكتب المحاسبة الحكومي إنه خلص إلى أنّه لم يتمّ التوصّل إلى تحقيق 11 من 18 هدفا تمّ رسمها لتحسين الوضع في العراق، وفقا لنسخة منه قبل نشره الثلاثاء. وأوضح التقرير أنّ من الأهداف التي تمّ تحقيقها اثنين يتعلقان بالوضع الأمني وآخر يتعلق بالملف التشريعي، فيما تمّ النجاح جزئيا في تحقيق أربعة أهداف أخرى. ومن المتوقع أن يعرض في وقت لاحق من الثلاثاء، المراقب العام للولايات المتحدة ديفيد ووكر التقرير أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب. وكان في حكم المتوقع أن يشير التقرير إلى أنه تمّ النجاح جزئيا في تحقيق هدفين فقط، قبل أن يزوّد البيت الأبيض مكتب المحاسبة بتقارير ووثائق رفعت لاحقا عدد الملفات التي تمّ النجاح فيها بصفة جزئية إلى أربعة. والأهداف التي يقول التقرير إنه تمّ النجاح في تحقيقها تتضمن إنشاء مراكز أمنية مشتركة في بغداد، وكذلك لجان دعم لخطة أمن بغداد، وتشريعات متعلقة بحقوق الأقليات في القانون العراقي. ويقول التقرير إنّ التشريعات الأساسية لم يتمّ تمريرها، فيما بقي مستوى العنف مرتفعا، فيما "ليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة العراقية ستنفق مبلغ 10 مليارات دولار ضمن صناديق إعادة الإعمار." ويخلّف التقرير أسئلة حول تقييم الرئيس جورج بوش للوضع في العراق والذي أدلى به في يوليو/تموز حين اعتبر أنه تمّ تحقيق تقدم هناك، كما أنّ نشره يأتي في ظرف حسّاس يمرّ به الجدل بشأن العراق. ومن المقرر أن يعرض كلّ من قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي هناك رايان كروكر تقريريهما بشأن الوضع أمام الكونغرس. يأتي ذلك فيما أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين إلى توقعاته بأن يعكس تقرير بتريوس وكروكر الخطوات الإيجابية التي اتخذتها حكومته تجاه المصالحة الوطنية. وقال المالكي أمام حشد من الصحفيين قبيل توجهه إلى قاعدة الأسد للاجتماع بالرئيس الأمريكي جورج بوش، إن بتريوس وكروكر "شاهدان على التقدم" الذي أحرزته الحكومة نحو تحقيق المصالحة، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وأضاف قائلاً "أتوقع أن تُضمن تلك التطورات الإيجابية، وبالتأكيد، في التقرير إلى الكونغرس في 15 سبتمبر/أيلول." ومن المتوقع أن يرفع المسؤولان الأمريكيان تقارير إلى الكونغرس لتقييم الإستراتيجية الراهنة في العراق ومدى تأثير إرسال قوات أمريكية عراقية إلى العراق على الصعيد الأمني. ويتوقع أن تشير التقارير إلى بعض التقدم على الصعيد الأمني وتباطؤ على المسار السياسي. وحمل رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ السيناتور كارل ليفين والسيناتور هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية عام 2008، رئيس المالكي مسؤولية الإخفاق السياسي، ودعا البرلمان العراقي لإستبداله. ورد المالكي بشن هجوم عنيف على تلك الانتقادات مطالباً المشرعين الأمريكيين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. وندد المالكي بتلك الانتقادات قائلاً "للأسف تلك التصريحات التي يطلقها مسؤولون أمريكيون تتعدى حدود المعقول وأحياناً ترسل بشارات قد تساعد الإرهابيين على الاعتقاد بأن الوضع الأمني في البلاد ضعيف وأن القوة السياسية ليست متماسكة." (التفاصيل) وقتل الاثنين 35 شخصاً قضوا في تفجيرات أو عثر على جثثهم بأنحاء متفرقة الاثنين. وكشفت مصادر أمريكية مطلعة أن تقرير كروكر يشير إلى فساد مستشري في حكومة المالكي. ولدى سؤال المالكي بشأن هذه الاتهامات رد قائلاً إن رئيس هيئة النزاهة راضي الراضي فر هارباً خارج العراق على خلفية اتهامه في عدد من القضايا المتعلقة بالفساد، إلا أنه لم يقدم المزيد من التفاصيل. - (CNN):