دافع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن سجل حكومته يوم الاحد وحث الدول المجاورة للعراق على العمل سويا لمنع ما سماه "الشر" من زعزعة استقرار المنطقة. جاءت تصريحات المالكي قبل يوم من تقديم أكبر مسؤولين أمريكيين في العراق تقييما طال انتظاره للكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بخصوص قرار الرئيس جورج بوش ارسال 30 ألف جندي اضافي الى العراق. وقد تؤثر افادة قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي رايان كروكر على اي قرار يتخذه بوش بشأن مستويات القوات وسط مطالب من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بالبدء في سحب القوات الامريكية من العراق. وقال المالكي في كلمة افتتح بها اعمال المؤتمر الثاني لدول جوار العراق ان حكومته احرزت تقدما "في مختلف المجالات". وأضاف المالكي ان انعقاد هذا المؤتمر "يحمل دلالات ويبعث رسالات مهمة تؤكد حرص الاشقاء والاصدقاء.. كما تؤكد ان بغداد مصممة على اعادة الاوضاع الطبيعية وتفعيل ارادة النصر على مثيري المشاكل والمصاعب بوجه مشرعنا السياسي التي تثيرها تنظيمات الارهاب .. تنظيمات القاعدة وعصابات النظام السابق والميليشيات والخارجين عن القانون." وأكد ان الحكومة العراقية "سجلت في مضمار الصراع انتصارات مشهودة في محتلف المجالات... لكننا نقول ان خطواتنا في مجال الامن والاقتصاد والخدمات لاتزال خطوات على الطريق لكنها خطوات واعدة ومتينة." وكان ديمقراطيون بارزون في الولاياتالمتحدة انتقدوا اداء المالكي بل ان البعض طالب باستبداله. ومن المتوقع ان يسلط بتريوس وكروكر الضوء على تراجع العنف في العراق لكنهما سيشيران ايضا الى اخفاق الحكومة في اقرار قوانين تهدف الى المصالحة بين الشيعة والعرب السنة. وقال بتريوس في رسالة للقوات يوم الجمعة ان سجل الحكومة في مجال الاصلاحات السياسية مخيب للآمال. وقال المالكي في اشارة الى مهاجمين من بينهم تنظيم القاعدة ان من مصلحة جميع الدول العمل على جعل المنطقة اكثر امنا. وأضاف ان "الجهد الذي نبذله يجب ان ينطلق من شعور اكيد بالخطر الذي يهدد الجميع وان الشر الذي يريد ان يعبث بهذا البلد او ذاك لن يقف عند هذا الحد مما يقتضي ان نقف سويا سدا منيعا بوجهه." والغرض من اجتماع يوم الاحد هو مراجعة عمل اللجان التي شكلت بعد المؤتمر عال المستوى الذي عقد في مصر في مايو ايار وناقش خلاله وزراء من المنطقة وقوى غربية كبيرة سبل تحقيق الاستقرار في العراق. وتتطلع اللجان الى تعاون اكبر في قضايا الامن والطاقة والاقتصاد. وقال بوش عقب زيارته للعراق التي اثار خلالها امكانية خفض مستوى القوات امس السبت انه سيوجه خطابا للامريكيين هذا الاسبوع "لوضع رؤية" لدور الولاياتالمتحدة في العراق في المستقبل بعد ان يقدم بتريوس وكروكر افادتهما. وقالت محطة (سي.ان.ان) ان بوش سيتحدث يوم الخميس. ويتعين على إدارة بوش تقديم تقريرها الخاص للكونجرس بحلول السبت القادم. وكان من بين اهداف زيادة عدد القوات التي أمر بها بوش قبل سبعة اشهر هي اعطاء الزعماء العراقيين المنقسمين فسحة من الوقت للتوصل الى تسوية سياسية. ويصل عدد الجنود الامريكيين بالعراق الآن الى 168 الف جندي. لكن الخلافات تزداد عمقا مع احجام الاغلبية الشيعية الحاكمة عن التخلي عن قدر كبير من السلطة بينما يشعر السنة الذين كانت لهم الهيمنة في عهد صدام حسين بانهم اصبحوا مهمشين. وقال مسؤولون ان زعماء الكتل البرلمانية بالعراق اجتمعوا يوم الاحد في محاولة لحل بعض القضايا التي تحول دون المصالحة. وقال عدنان الدليمي زعيم حزب سياسي عربي سني ان القضايا التي سيتم مناقشتها تشمل تعديلات مقترحة على الدستور وهو مطلب اساسي للعرب السنة والولاياتالمتحدة. من جهة اخرى قال الجيش الامريكي يوم الاحد ان غارة جوية أمريكية قتلت متشددا على صلة بتنظيم القاعدة والذي كان العقل المدبر لهجمات بشاحنات ملغومة استهدفت الطائفة اليزيدية وهي من الأقليات في العراق الشهر الماضي. وقال الاميرال مارك فوكس المتحدث باسم الجيش الامريكي في مؤتمر صحفي "في الثالث من سبتمبر قتلت غارة جوية شنها الائتلاف الارهابي المسؤول عن التخطيط والقيام بهجوم مروع استهدف اليزيديين في شمال العراق في 14 أغسطس." وقدرت الحكومة عدد القتلى جراء التفجيرات الانتحارية عند 411 قتيلا غير ان الهلال الاحمر العراقي قال انه قد يتجاوز 500 . وتعد التفجيرات في قريتي القحطانية والجزيرة اكثر هجمات المسلحين دموية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد العراق عام 2003 . وذكر بيان للجيش الامريكي ان مدبر الهجمات هو ابو محمد العفري مضيفا أنه كان أمير تنظيم القاعدة في المنطقة التي وقعت فيها التفجيرات. وقال فوكس ان العفري كان مساعدا لابي ايوب المصري القائد المصري لتنظيم القاعدة في العراق مضيفا أنه قتل ومعه ابو عبد الناصري القيادي الاجنبي في تنظيم القاعدة في غارة جوية جنوب غربي مدينة الموصل الشمالية. وتابع "لم يعد (العفري) يمثل تهديدا للشعب العراقي. سنواصل ملاحقة تنظيم القاعدة في العراق ومسلحيه الذين يشنون هجمات وحشية دون تمييز ضد الشعب العراقي." وذكر بيان الجيش الامريكي ان "العفري استهدف وقتل عندما كان يتواجد في منطقة نائية بعيدة عن الموصل.. وكان معه سائقه." واضاف ان اشخاصا يعملون مع العفري ومقربين منه ومحتجزين اكدوا ان العفري قتل اثناء الغارة الجوية. وقال البيان ان "العملية التي اشتركت بها قوات ارضية من التحالف اسفرت عن اعتقال شخصين كانا يعملان مع العفري." واستطرد "مقتل العفري لن يعيد المئات الذين قتلوا لكن مقتله يمثل العدالة للعائلات التي فقدت ذويها في التفجيرات." وسويت عشرات من المنازل المشيدة من الطين بالارض في التفجيرات ودفنت اسر بالكامل تحت الانقاض. وكان الجيش الامريكي قال من قبل ان القاعدة هي المشتبه به الرئيسي في الهجمات. *رويترز: