قتلت هجمات قنابل وقذائف مورتر 31 شخصا على الاقل في اعمال عنف في بغداد والمنطقة المحيطة بها يوم السبت لم تظهر أي مؤشرات على تراجعها رغم حملة امنية ضد تنظيم القاعدة في العاصمة العراقية. كما اكدت مصادر وزارة الداخلية ان سيارة ملغومة انفجرت في نقطة تفتيش للشرطة العراقية في حي شيعي جنوب غربي بغداد يوم السبت وقتلت ستة اشخاص على الاقل وجرحت 26 شخصا. وقالت مصادر مستشفى ان ثمانية اشخاص قتلوا وجرح 50 اخرون في الانفجار الذي وقع في حي المعلف. واضافت ان القتلى يشملون رجال شرطة ومدنيين. وتبحث القوات الامريكية عن جنديين امريكيين فقدا بعد هجوم يوم الجمعة قتل فيه جندي امريكي في منطقة اليوسفية معقل المسلحين السنة في "مثلث الموت" جنوبي بغداد. وتأتي اعمال العنف بعد تعهد الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في العراق بالانتقام لموت سلفه أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة جوية امريكية في السابع من يونيو حزيران. وفي اكثر الهجمات دموية قالت الشرطة ان سيارة ملغومة تستهدف الجيش العراقي والشرطة قتلت 11 شخصا. وأظهرت لقطات تلفزيون رويترز حطام ست سيارات محترقة على الاقل. ونقلت جثة متفحمة على محفة الى سيارة اسعاف. ووقف رجل تلطخ الدماء وجهه وهو يبدو مذهولا ويدخن سيجارة. وقال الجيش الامريكي ان غواصين وطائرات هليكوبتر يشاركون في البحث عن جنديين أمريكيين فقدا بعد هجوم وقع الجمعة وأسفر عن مقتل جندي ثالث ببلدة اليوسفية الواقعة "بمثلث الموت" جنوبي بغداد. وقال الميجر جنرال وليام كولدويل المتحدث باسم الجيش الامريكي في العراق في بيان "نستخدم حاليا كل الوسائل المتاحة على الارض وفي الجو وتحت الماء من أجل العثور على جنودنا." واضاف ان فرقا من الغواصين تواصل العمل في القنوات ونهر الفرات قرب اليوسفية وهي منطقة ريفية تشهد قتالا شرسا بين القوات الامريكية ومسلحي القاعدة. وقتل أكثر من 2500 جندي امريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 . وشن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يتعرض لضغوط لكبح جماح العنف الذي راح ضحيته عشرات الالاف من العراقيين يوم الاربعاء حملة امنية يشارك فيها 50 الف جندي عراقي يدعمهم سبعة الاف جندي امريكي لزيادة الضغوط على تنظيم القاعدة. لكن العملية التي بدأت بعد يوم واحد من الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الامريكي جورج بوش لبغداد لتعزيز حكومة المالكي فشلت في وقف الهجمات. وفي اعمال عنف اخرى على غرار هجمات القاعدة قتلت قنبلة ستة أشخاص واصابت 11 اخرين في هجوم على سوق مزدحمة بوسط بغداد كما قتلت قذيفة مورتر شخصين وأصابت 14 اخرين في سوق أخرى بحي الكاظمية الشيعي. والهجمات على الاسواق المزدحمة اسلوب شائع يستخدمه تنظيم القاعدة في اطار ما يقول مسؤولون امريكيون انه حملة لاشعال حرب اهلية طائفية بين الغالبية الشيعية والاقلية السنية. وفي بلدة المحمودية الواقعة جنوبي العاصمة ادى انفجار سيارة ملغومة استهدفت نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي الى مقتل سبعة اشخاص. وبعد اربعة ايام من الحملة لم تعلن وزارة الداخلية أي اعتقالات أو نتائج اخرى. وبينما كان يجري علاج الجرحى في انفجارات يوم السبت عرض التلفزيون الحكومي لقطات لجنود عراقيين يمشون على صوت موسيقى عسكرية في اطار حملة الحكومة لتعزيز صورة قوات الامن. وقال الجيش الامريكي انه يتوقع ان يستخدم الزعيم الجديد للقاعدة الذي ذكر انه يدعى أبو أيوب المصري نفس أسلوب الزرقاوي وهو متشدد سني ركز هجماته الكبيرة ضد الشيعة. وقتل مهاجم انتحاري يوم الجمعة عشرة اشخاص في مسجد شيعي في بغداد بعد يوم واحد من اعلان موفق الربيعي مستشار الامن القومي ان أيام القاعدة في البلاد أصبحت معدودة. وتوعدت جماعة عراقية متشددة لها صلة بتنظيم القاعدة يوم الجمعة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة بمواصلة "الجهاد" ضدها حتى يوم القيامة. إلى ذلك قالت وزارة الدفاع العراقية يوم السبت انها قامت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية بتسيير المئات من الدوريات واقامة المئات من نقاط التفتيش في بغداد واماكن اخرى في البلاد في اطار الخطة الامنية التي تنفذها قوات عراقية وامريكية. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان يوم السبت أجملت فيه عملياتها خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية انها قامت في مدينة بغداد "بتسيير خمس وتسعين دورية واقامة مئة وثلاثة وثلاثين سيطرة (نقطة تفتيش)." وكانت مناطق الكرادة والكاظمية وحي الامين ومنطقة الباب الشرقي وجميعها في بغداد مسرحا للعديد من عمليات التفجير استهدف قسم منها دوريات الجيش والشرطة المنتشرة في بغداد وراح ضحيتها العديد من افراد هذه الدوريات ومن المدنيين على حد سواء. وتاتي سلسلة الانفجارات بعد يوم واحد من وقوع عشرة قتلى في هجوم انتحاري قالت الشرطة ان انتحاريا نفذه داخل مسجد براثا الشيعي وسط بغداد. وكانت جماعة عراقية تنتمي الى تنظيم مجلس شورى المجاهدين توعدت في بيان لها على الانترنت يوم الجمعة بمواصلة عملياتها ضد القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وتوعد بيان نشر على الانترنت لم يتسن التأكد من صحته وغالبا مايستعمل لنشر بيانات هذه الجماعة الحكومة العراقية والقوات الامريكية وقال انهما سيدركان خلال الايام القليلة القادمة "حقيقة هذه الرسالة... (وسيكون) لنا معهم صولات وجولات يذوقون فيها مرارة القتل." رويتز