بعد مايزيد عن أربع سنوات من الحرب في العراق وبعد دفعتين إضافيتين من القوات الأميركية ها هي طائرة بوش الرئاسية تهبط في محافظة الأنبار العراقية.. هبوط تعده الإدارة الأميركية نصراً مهمًا إن لم يكن غاية في الأهمية.. قرار بوش الهبوط بطائرته في قاعدة بمحافظة الأنبار له أهميته، إذ أن هذه المحافظة يشار إليها عادة باعتبارها معقل المسلحين السنة ، وبالتالي فإن قرار الهبوط فيها يبرز النجاح الذي حققته القوات الأمريكية .. هكذا لخصت bbcهذا الحدث على لسان مراسلها في بغداد هيو سايكس. ولعل السؤال الأبرز هنا يتعلق بتوقيت هذه العملية أكثر ربما من عملية الترتيب لإنجاحها.. تأتي عملية هبوط طائرة الرئيس بوش بعد رحلة 11 ساعة ، فيما يستعد البيت الأبيض لمواجهات ساخنة مع الكونغرس، الذي يسيطر الديمقراطيون على غالبيته، حول جدوى استراتيجية بوش الراهنة في العراق. ينوي بوش زيادة القوات الأمريكية في العراق ب30 ألف جندي إضافي. ويرفض الديمقراطيون الذين يمثلون أغلبية في الكونجرس بقاء القوات الحالية في العراق. لذلك ربما كان على بوش وأركان إدارته بعد فترة إعداد مسبق المغامرة والهبوط في قاعدة الأسد الجوية في الأنبار غربي العراق ليعطي أعضاء الكونغرس، الذين يطالبون بسحب القوات الأمريكية من العراق، انطباعاً بأن قوات بلاده تحقق تقدماً بالعراق! تأتي زيارة بوش هذه للعراق ، والتي تزامنت مع إكمال القوات البريطانية انسحابها من آخر القواعد العسكرية في البصرة، للتمركز في ثكنة عسكرية في مطار المدينة، تأتي قبل أسبوعين من موعد تقديم تقرير قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي ببغداد رايان كروكر، وهو التقريرالذي سيقيّم مدى فعالية تلك الاستراتيجية وبدء فصل جديد من الحرب في العراق. أسبوعان ساخنان تشهدهما العراق من ناحية وقاعة النقاش في الكونجرس الأميركي أو ذلك ما يمكن به وصف الأسبوعين المقبلين اللذين سيكونان حاسمين بالنسبة لاستراتيجية زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، فيما يحتدم الجدل في واشنطن حول الخطوة التالية. رأي بتريوس له تأثير كبير في تحديد ملامح السياسة القادمة في العراق، كما يصف ساسة البيت الأبيض ، وبوش يقول بأنه سيستند إلى رأي قادته العسكريين ، حين يتعلق الأمر بوضع أسس السياسة المستقبلية في العراق ، هذا ربما يكشف بوضوح معنى أن تجد رفقة الرئيس بوش هناك، وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، وريان كروكر السفير الأمريكي في العراق مع ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق إلى جانب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من كبار المسؤولين العراقيين .. إنهم يعقدون مجلس حرب في الأنبار ؛ لغرض إنقاذ استراتيجية بوش في العراق، قبل أيام من عرض كل من كروكر وبيتريوس تقريرهما المحوري على الكونغرس حول استراتيجية بوش في زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق. ترى من يصل متأخراً الديمقراطيون الرافضون أم منقذو استراتيجية الرئيس أما الخاسر فهو بلا شك شعب وأرض وثروة العراق. [email protected]